نظم قسم العلوم السياسية بكلية إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، ندوة بحثية عبر الفيديوكونفرانس بعنوان ( السياسة الخارجية المصرية: المذهب السياسي للسيسي) بهدف تقييم هذا الملف الحيوي والهام منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة شئون البلاد.
وعقدت الندوة البحثية برعاية الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية في مصر، والدكتورة ودودة بدران عميد كلية إدارة الأعمالوالاقتصاد والعلوم السياسية، وتحت إشراف الدكتورة أماني إسماعيل رئيس قسم العلوم السياسية بالكلية، وأدارتها الدكتورة أماني مسعدأستاذ العلوم السياسية، وبمشاركة كل من المتحدثين الرئيسيين الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الأسيوية بمركز الأهرامللدراسات السياسية والإستراتيجية، والدكتور جمال سليم أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية.
وأكد الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الأسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في كلمته بالندوة، أنالسياسة الخارجية للدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي تعتمد على خمس محددات تتمثل في ( أولوية الدولة الوطنية المصرية، عدمالتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، عدم عسكرة السياسة الخارجية المصرية، كيف تكون السياسة الخارجية موضوع للتعاون وليسالصراع، وأخيراً الدولة الإنمائية وهو النهج الذي تعمل به مصر).
وأوضح فرحات أن هذه العوامل دعمت نجاح السياسة الخارجية للرئيس السيسي في شتى الملفات، خاصة وأن مصر تتعامل مع الملفاتالخارجية بالقواعد الدبلوماسية وليس عسكرتها وهو ما يتضح جلياً في أزمة سد النهضة وسعي مصر الدائم على الحل بالشكل الأمثل منخلال الأطر الدبلوماسية، لافتاً إلى أن الرئيس السيسي يعمل من منطلق أن الموارد الطبيعية هي سبيل للتعاون بين الدول والنماء وليسالصراع.
وأشار فرحات إلى أن الدولة التنموية تمثل جزء رئيسي في مكونات فكر الرئيس السيسي، وهذه المكونات باتت في حالة تكامل وإنسجاممتكامل خلال السنوات الماضية، وهو ما يحافظ على تماسك الدولة المصرية ونموها. مشيداً بالعقيدة السياسية للرئيس السيسي في العلاقاتالخارجية والتي تشكلت بفعل المحددات الداخلية للدولة المصرية بالاضافة للخلفية المؤسسية للرئيس
وفيما يخص إعتماد السياسية الخارجية للقاهرة على عدم عسكرتها، أوضح فرحات أن ذلك لا يمنع مصر من إستخدام القوة العسكريةلحماية أمنها القومي والحفاظ على مصالحها، ومع ذلك فان الأداة العسكرية ليست الأداة الأولى بالنسبة لنا، فنحن لدينا مبدأ واضحبالنسبة للعسكرية المصرية وهو القوة الرشيدة وهو ما أكده الرئيس السيسي خلال إفتتاح إخدى القواعد العسكرية الشهر الماضي.
وقال الدكتور جمال سليم أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية :" على الرغم من أن السياسية الخارجية المصرية في عهد الرئيسالسيسي تواجه هيمنة تصورات مغلوطة عن مصر في الخارج بسبب هيمنة مراكز الفكر وترويجها لأفكار مغلوطة وخاطئة عن مصر، إلا أنالدولة المصرية إستطاعت التغلب على ذلك". مؤكدا أن هناك حالة من التعبئة والاعتقاد الخاطئ بأن ما حدث في ٣٠ يونيو هو إنقلاب علىالديمقراطية، وهذه الصورة تم تصحيحها بفضل الجهود الدبلوماسية.
وأضاف سليم :" هناك تحول واضح في السياسة الخارجية المصرية بشكل واضح وكبير، فمصر باتت لديها علاقات مرنة مع القوى الكبرىبالتزامن مع إنفتاحها مع الدول الأوروبية ودول الشرق وآسيا، وهو ما ساهم في عمل توازن في التحالفات والقوى الإقليمية".
وأوضح سليم أنه رغم وجود تحالف مصري خليجي إلا أن هذا التحالف تحكمه القواعد الدبلوماسية الراسخة ومصلحة الدول العربية، وذلكمع إبتعاد القاهرة عن الدخول في تحالفات طائفية تستهدف التدخل في الشؤن الداخلية للعض الدول الأخرى مثل سوريا واليمن، وذلك منمنطلق إبتعاد مصر تماما عن الدخول في تحالفات صلبة وهو ما يأتي ضمن أدبيات السياسة الخارجية لمصر والتي تركز على أساسمحددات هيكلية معينة، وهو ما نسميه النسق العقائدي للرئيس السيسي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، أن مصر لا تتدخل في الشأن الليبي على الرغم من أن الوضع الليبي وسيطرةالميلشيات يسمح بذلك، إلا أن القاهرة تحافظ على وجود علاقات متوازنة مع السعي لحل الصراع بشكل سياسي وليس عسكري لذلك أطلقتمصر مبادرة القاهرة والتي حظيت بترحيب دولي كبير.