التعليم في زمن الكورونا "١٣"
التعليم في حالات الطوارئ .. الكورونا نموذجا!!
نشرت مؤسسة "التعليم لا يمكنه الانتظار Éducation Cannot Wait" الدولية تقريرا في منتصف مايو الحالي تحت العنوان اعلاه، تتحدث فيه عن ضرورة استمرار رحلة التعلم لاطفالنا رغم كل التحديات التي وجد العالم نفسه فيها فجأة جراء هذا الانتشار الوبائي لفيروس الكورونا في كل دول العالم تقريبا.
يقول التقرير أن توقف الخدمة التعليمية
نتيجة اغلاق المدارس (نحو مليار ونصف المليار تلميذ بقوا في منازلهم) بسبب انتشار وباء
الكورونا الذي كان له العديد من الاثار السلبية علي المجتمع الدولي تمثلت في عدد ضخم
من حالات الوفاة وعدد اضخم ممن تأثرت حياتهم سلبا سواء من توقف الاعمال او نقص الدخل
او تدهور مستلزمات الحياة اليومية .. يقول التقرير أن توقف الخدمة التعليمية عالميا
قد أثر اول ما أثر في الاطفال والطلاب الصغار المعرضين اكثر من غيرهم للمعاناة بسبب
البعد عن مدارسهم وفصولهم المدرسية. وبما ان ازمة الكورونا عالميا قد تسببت في النقص
الحاد في موارد المعيشة للاسر الصغيرة من الفئات الاقل حظا في الحياة، فان الاطفال
الصغار في هذه الاسر (خاصة البنات وابناء اللاجئين والاطفال من ذوي الاعاقة ومن يعانون
من اعراض صحية او نفسية او صعوبات التعلم) هم اكثر الفئات عرضي للتعرض لاثار العنف
الاسري المنزلي نتيجة لضغوط المعيشة الطارئة، وتشغيل الاطفال، والزواج المبكر (للبنات)،
فضلا عن تجارة الاطفال واستعبادهم.
ومن هنا كان استمرار التعليم لهؤلاء الاطفال
هو انقاذ لحياتهم .. ليس فقط لانه يوفر لهم الحماية والامان في اوقات الكوارث، وانما
ايضا لانه يوفر لهم الامل لمستقبل مشرق. لذلك من الاهمية بمكان ان تعمل الدول باسرع
ما يمكن علي ايجاد طرق واساليب بديلة وفعالة لاستمرار "التعليم" لهؤلاء الاطفال،
علي ان يكون ذلك اولي الاولويات وان نضمن ان انقطاع خدمة التعليم تم حصاره في اضيق
الحدود.
يوصي التقرير بتقديم الدعم اللازم والضروري
والعاجل للمعلمين، الاباء ودور الرعاية، المبدعين، خبراء التواصل، وكل هؤلاء الذين
من الممكن ان يساهموا في استمرار التعليم من خلال اجهزة الراديو والتليفزيون وادوات
التعلم المنزلي والتعليم اونلاين عن بعد من خلال شبكات الانترنت ومصادر التعلم المفتوحة.
علي ان يتم ذلك وفق خطوات وادوات محددة ومنظمة وفاعلة في النطاق الزمني المناسب لكل
منها وفق ما يلي:
1. في المدي القصير علي كل الدول ان تتيح
الخدمة التعليمية وفق اساليب بديلة مؤقتة مثل التعلم عن بعد والتعلم اونلاين والالكتروني
والتأكد من فعاليتها في اكساب الطلاب ما توقف من اهداف التعلم المعرفية والمهارية.
2. في المدي المتوسط وبعد انخفاض حدة الازمة
علي كافة الدول ان تعد برامج تعليمية علاجية مكثفة لتعويض ما قد يكون قد فات بعض الفئات
من الاطفال من اهداف التعلم علي الا يؤثر ذلك علي التحاقهم بصفوفهم الدراسية التي كانوا
فيها وانتقالهم منها اتوماتيكيا لانهم لا ذنب لهم في كل ما حدث.
3. في المدي البعيد علي كل الدول ان تجتهد
لتطوير منظومات تعليمية مرنة قادرة علي الصمود امام اي ازمة مشابهة مستقبلا والتكيف
مع متطلباتها لكي لا تتوقف مسيرة التعليم المدرسي كما هو حادث حاليا خلال ازمة الكورونا.
الملاحظ في التقرير والتقارير المشابهة
ان الحديث يجري عن ضرورة وحق الاطفال والمهمشين في استمرار "التعليم" اولا
وثانيا وعاشرا بكل الوسائل المتاحة والممكنة تحت كل الظروف بما فيها ظروف الاغلاق بسبب
الكورونا، والاهم من ذلك ان يحدث هذا التكيف مع الظروف القهرية تعليميا بشكل
"منظم" و "منتظم" ايضا لكي تتمكن الدول من تحقيق الحد الادني من
اهداف التعلم تحت وطأة اغلاق المدارس، وعندما يحدث هذا التدارك واستمرار العملية التعليمية
في حدها الادني علي الاقل .. يمكن ان نتحدث بعدها عن "التقويم" تحت
"الحصار" لما تعلمه هؤلاء الصغار وليس العكس!!.
هذا هو لينك التقرير لمن يريد التزود بمعلومات
اكثر:
https://www.educationcannotwait.org/covid-19/