رضا حجازى ينشر سلسله التفوق الدراسى "جزء 3"
الخميس 21/مايو/2020 - 06:28 م
قام الدكتور رضا حجازى نائب الوزير لشؤون المعلمين بالنشر على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعى سلة التفوق الدراسي جزء 3 جهز سؤالك....... وتفوق دراسيا أبنائي الطلاب:
لقد ميز الله الجنس البشري بالعديد من المميزات تجعل من الإنسان تاج الخليقة، ولعل من أهم الجوانب التي تميز بها الإنسان هو رغبته في التميز، فمن منا لا توجد به رغبة دفينة أو ظاهرة للتفوق والتميز، حتى أن البعض يحاول أن يكون متميزا بممارسة الرياضة وحصد البطولات، والبعض الآخر يبحث عن التميز بالغوص في بحر القراءة والاطلاع حتى يصطاد اللآلئ والكنوز التي تجعل منه شخصيا مميزا، وأخرون يتطلعون للتميز من خلال إسعاد الآخرين، أو إطلاق النكات المضحكة لإضفاء البسمة على وجوه أضنتها الهموم.
ولعل جانبا من أهم الجوانب التي تشتد فيها المنافسة على التفوق والتميز - ليس بين الطلاب فقط، بل وبين أولياء الأمور- هو مجال التفوق الدراسي، ولقد تناولنا سابقا ( في عدة رسائل ) بعض السلوكيات التي تستند على أسس علمية لمساعدة الطالب لتسلق سلم التفوق الدراسي، إذ اشتملت رسالتنا الأولى على كيفية بناء الخرائط الذهنية، و رسالتنا الثانية كانت عن تقدير الذات، وكيفية بناء صورة ذهنية إيجابية عن الطالب والعمل على استقرارها داخل العقل الباطن له، واليوم بالحقيقة اجد داخلي قوة دافعة وطاقة إيجابية غير متناهية للاستمرار، كان وقودها، الرغبة الحقيقة داخل الآب في رؤية أبناءه متفوقين، وأيضا ردود الفعل الإيجابية للكثيرين على رسائلنا السابقة
واليوم يقف قطار رسائلنا أعزائي الطلاب في محطتة الثالثة من محطات تحقيق التفوق الدراسي، وعندما نطل من نافذته سنجد لافتة جميلة مكتوب عليها" السؤال".
من الطبيعي أن تجيب ابني الطالب أثناء المذاكرة أو المراجعة على السؤال الذي تقرأه وقد صممه غيرك، ولكن هل جربت ان تصيغ لنفسك أسئلة متعلقة بما تراجعه. إن قيامك بإعداد سؤال وطرحه على نفسك فهذا يعكس مدى إتقانك للمادة الدراسية. إن طرح الأسئلة أهم بكثير أو على الأقل بنفس أهمية البحث عن الإجابة كما أن تحديد السؤال هو الخطوة الأولي لحل المشكلة ( بحسب طريقة الإسلوب العلمي في حل المشكلات) وهو باب المعرفة والوصول إلي الحقيقة، وهو الوسيلة لتبادل الأفكار كما انه وسيلة للتعلم وطلب العلم.
إن قيام الطالب بإعداد أسئلة وطرحها على نفسه أثناء المذاكرة مهم جدا لأنه يجعله متعلم نشط بدلا من ان يكون مستقبل للمعلومات يكون مركزا لعملية التعلم.
إن قيامك بإعداد أسئلة بنفسك يجعلك تتعامل مع عناصر الدرس بعمق، وتفكر في مضمونها أو ربطها بمعلومات أخري فان ذلك يساعدك على استرجاعها فيما بعد ويساعدك على الفهم والإدراك وتكوين علاقات جديدة بين موضوعات المادة الدراسية وبالتالي يساعدك على امتلاك مهارات التحليل والتركيب ومن ثم يساعدك على حل أسئلة الامتحانات بصفة عامة وأسئلة المستويات العليا وحل المشكلات بصفة خاصة ومن ثم تحقيق التفوق الدراسي، بل وحل ما يواجهك من مشكلات في الحياة.
عزيزي الطالب عند قيامك بوضع الأسئلة لنفسك لا تقتصر على الأسئلة التفصيلية التي تتطلب الإجابة عنها الرجوع إلى معلومة بشكل مباشر أو جملة واحدة من النص ولكن يجب عليك وضع أسئلة مفاهيمية والتي يتطلب الإجابة عنها دمج معلومات من فقرات الدرس الواحد أو الدروس المختلفة أو وحدات المادة المختلفة لذا أكثر منها عند قيامك بوضع أسئلة لنفسك .
هل سمعت عزيزي الطالب من قبل مصطلح مواصفات الورقة الامتحانيه، هل تساءلت عن هذا المعنى؟ إن واضع الامتحان يكون ملتزما في اختيار وتصميم أسئلة الامتحان بمواصفات وشروط وضعت سابقا من خلال أساتذة متخصصين في مجال التقويم التربوي. وهذا يعد بمثابة مصفوفة بحيث تراعى الأسئلة الوزن النسبي للمحتوى الدراسي بمعنى أن عدد الأسئلة يتناسب مع حجم كل وحدة دراسية وكذلك تتوزع الأسئلة على المستويات المعرفة المختلفة مثل ( التذكر – الفهم – التطبيق – المستويات العليا وحل المشكلات ) اى انه بمثابة الباترون ( النموذج ) الذي يتم وضع الامتحان في ضوئه.
وكأستاذ في التقويم التربوي وكمعلم وأب اطلب منك ابني الطالب أن تدرب نفسك على صياغة أسئلة في مستويات معرفية مختلفة كما يلي:
١- التذكر: وهو استدعاء ما سبق أن استقبله الطالب بالضبط مثل "اذكر تعريف الكثافة؟" فيجيب الطالب هي كتلة وحدة الحجوم من المادة،
٢- الفهم: وهو أن يعبر المتعلم عما تعلمه بلغته بشكل صحيح علميا مثل أن يعيد شرح المعلومة أو يلخصها أو يفسرها أو يغير طريقة عرضها من نص إلى رسم بياني مثلا والعكس.
فمثلا عندما نقول للطالب ماذا يقصد بقولنا أن كثافة الماء 1 جم لكل سم مكعب وتكون إجابته أن كتلة سم مكعب من الماء تساوى واحد جرام فذلك يعنى انه فهم معنى الكثافة.
٣- التطبيق هو توظيف القواعد والقوانين فى مواقف جديدة فعندما يعلم الطالب ان الكثافة =الكتلة/الحجم فانه يستطيع ان يحسب كثافة الجسم إذا علم كتلته وحجمه اى تعويض مباشر في القانون .
٤- المستويات العليا في التفكير: وهي ( بحسب هرم بلوم ) قدرة الطالب على مواجهة مشكلة وتحليل عناصرها وإعادة تركيب بعض عناصرها للوصول للحل ، وغالبا فان حل المشكلات يتطلب من الطالب أكثر من قاعدة أو قانون للوصول للحل فمثلا إذا طلبنا من الطالب حساب كثافة جسم على شكل مكعب وأعطينا له طول ضلع المكعب فيقوم الطالب بحساب حجم المكعب أولا ثم يطبق في قانون الكثافة ليحسب الكثافة وبذلك يكون الطالب وظف أكثر من قاعدة لحل المشكلة .
وفيما يلي عزيزي الطالب بعض النصائح لتكون قادرا على إعداد أسئلة بنفسك لدروس مادتك
١- حلل مضمون الدرس إلى ( حقائق – مصطلحات – قواعد وقوانين – نظريات – تجارب – أحداث – رسومات – خرائط شخصيات .....الخ
٢- ضع أسئلة تقيس الفهم لكل عنصر من عناصر مضمون الدرس وراعى أن تبدأ الأسئلة أي من الأفعال ( اشرح – فسر – لخص – وضح – قارن ).
٣- ضع أسئلة تقيس التطبيق من خلال توظيف القاعدة أو القانون في موقف جديد بحيث يتوقف الحل على استخدام قاعدة واحدة فقط وابدأ بأي من الأفعال ( احسب - وظف – حدد الظاهر التي تنطبق على القاعدة )
٤- ضع أسئلة في مستويات عليا ( حل المشكلات) من خلال تطبيق أكثر من قاعدة في موقف جديد وابدأ بأي من الأفعال ( حدد أوجه الشبه أو الاختلاف – صمم تجربة – كيف – حل المسالة – اجري التحويلات – ضع عنوان – ارسم – اقترح نظام – ضع خطة – اجري تجربة ).
هذا ولا املك في نهاية رسالتي لك إبني الطالب إلا أن أوؤكد لك انك تستطيع ان تتسلق سلم التفوق، فقد حباك الله بإمكانات جبارة ( حتى وإن لم تراها نتيجة تراكم بعض غيوم تجارب سيئة سابقة على عيون ذهنك ) تمكنك من الوصول لما تؤمن بقدرتك ( وثقتك في الله) على الوصول إيه.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
أ.د. رضا حجازي