الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

اعتز بمصريتك

الجمعة 08/مايو/2020 - 02:31 م

تاريخ الأمة الحافل بالفكر والعلم والرقي والحضارة هو جذرها المتين الذي يثبّتها ويثبت مواطنيها في ضمير الحياة وقلبها، وأمة بلا تاريخ هي أمة بلا هوية أو شخصية، أمة تبدو جميلة مما يبدو للناس من محاسنها فوق الأرض، ولكنها أمة لا عمق ولا تماسك؛ تقتلعها أهون ريح تمر وتُلقي بها في غياهب النسيان..


الأمة المصرية قدمت نفسها للحياة كأول دولة بنظم وقوانين وتشريعات؛ كأول حضارة ذات علم وفكر وإنسانية، كأول اقتصاد يقوم على الزراعة والصناعة؛ كأول مجتمع يعرف الطب والهندسة والفلك والنحت والبناء.. الخ، لم يسبق مصر إلى ذلك دولة أخرى على وجه البسيطة..


الأمة المصرية هي التي ربت نبي، وآوت نبي، وشهد أرضها مناجاة نبي، هي الأرض المذكورة بالخير والبركة والنماء والعطاء في كل الكتب السماوية وعلى رأسها قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..


مصر؛ عرفت الزراعة والصناعة، وأقامت الأهرامات والمعابد، ودرّست الطب والهندسة والفلك وكل الحرف، بينما كان يعيش العالم عريانًا في الحجور والكهوف وعلي الأشجار..


حينما أدعوك إلى الإعتزاز بمصرتيك فإنما أدعوك إلى حق مبين، لا أفصَّل لك ثوبًا من الوطنية أضعه عليك كما يحلو لك أن تقول، ولكني أذكرك بأصلك وهويتك وشخصيتك المنبثقة من التاريخ المجيد لهذا الوطن؛ أذكرك بجذورك العميقة الطيبة كي لا يغرك شأن مُحدثي النعمة، الذين تساوي أعمار دولهم عمرك أو تقل، الذين علمتهم مصر كل شيء وأعطتهم من كل شيء، أعطتهم القيمة والحياة ولكنهم جحدوا وأنكروا وتغطرسوا لا بإنتاجهم ولكن بنعمة الله عليهم..


لا أطبل ولا أنافق ولكن استنهض فيك عظمة هذه الأمة مهما واجهت من متاعب أو من خطوب، أحثك أن تعيش مرفوع الهامة والكرامة؛ لا تستبدلها بدرهم أو دينار ولو مت جوعًا، فأقصى أمانيّ البعض أن يراك مكسورًا مهزومًا، ومنتهى طموحهم أنْ تستجدي منهم الفتات، فهذه متعتهم وغاية مرادهم!..
عبدالقادر مصطفى عبدالقادر
كاتب وتربوي