السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

" ماذا بعد كورونا ؟ "

الأربعاء 29/أبريل/2020 - 11:06 م


ولاده متعثرة لعالم جديد بعد أن تفشت كورونا وقضت علي عالمنا القديم إستعداداً لميلاد عالم جديد ، وتعثر الولادة بسبب غموض المواجهة الشرسه بين فيروس كورونا اللعين وبين الإنسان وما زالت المواجهه تدور رحائها فأصابت أكثر من مليونين مُصاب وأقتربت الوفيات إلي أكثر من 150 ألف متوفي وتضاربت التصريحات عن زروة إنتشار الفيروس المجهول وفي ظل غياب اللقاح والعلاج .
وما يزيد الأمور تعقيداً ظهور صراع ما بين الدول الكبري الولايات المتحده وحُلفائها من جهه والصين وحُلفائها من جهه أخري ، وتبادل الإتهامات للصين تحديداً بالتسبب في نشر الوباء .
فإتهمت الولايات المتحده وبعض دول الإتحاد الأوروبي الصين وحًملتها المسؤوليه في إنتشار الوباء وتعمُد إخفاء البيانات وحقيقة الوضع منذ بدايه الإنتشار مما تسبب في تحوله لجائحه عالمية .
وإمتدت الإتهامات إلي منظمة الصحة العالمية علي أنها أخفت خطورة الوباء وتعاملت بعدم الشفافيه في التعامل مع الفيروس خاصة عند بداية إنتشاره في الصين وإمتد العداء إلي وقف تحويلتها لأول مره منذ بدايه إنشاءها .
ونادت الولايات المتحده الأمريكية وحُلفائها بالمطالبه بتحقيقات دوليه لمسئولي الصين عن الوباء ومسؤوليه منظمة الصحة العالمية كمقدمه لتوقيع عقوباتً إقتصادية وتوعيضات علي الصين .
وعلقت الصين علي تلك الإتهامات بأنها دون دليل وصرحت بأن الولايات المتحده الأمريكية لم تجد مبرراً لعدم قدرتها علي مواجهه الوباء فعلقت ذلك بكيل الإتهامات عليها وعلي منظمه الصحة العالمية .
وأشارت بكين أنه من المحتمل أن يكون إنتشار الوباء الفيروسي بسبب وجود بعثه أمريكية كانت في " وهان " الصينية قبل ظهور الوباء بشهر وذلك في تغريده علي لسان الناطق العسكري بإسم الجيش الصيني .
و يثور التساؤل هنا إلي أي مدي قد تصل المواجهات وهل هناك خيارت عسكرية ؟
الحقيقه من يدعي بأي نتيجه متوقعه فهو غير صادق في ذلك في ظل عدم توقع نتائج المعركه مع الفيروس الكوروني اللعين ولا نتائج التراشق الأمريكي الصيني ولا الأوروبي الصيني ولكن تظهر في الأفُق بوادر تفوق سياسي مع نفوذ إقتصادي وهيمنه صينيه إذا ما صدقت الصين في سيطرتها علي إنتشار الوباء مما يجعلها في الوضع الإقتصادي الأفضل إعتماداً علي قوتها الصناعيه وقدراتها الأقتصادية مع إستمرار الخسارات الأمريكية سواء في مواجه فيروس كورونا والصراع النفطي عالمياً والإنهيار في سعر النفط الصخري وكأن المصائب تأخذ بيد بعضها البعض .
إلا أن الولايات المتحده الأمريكية وحلفائها يواجهون النمو الصيني بأنها أخفت المعلومات الحقيقية في مواجهتها للفيروس وأن سياساتها تسببت في إنتشار الوباء وأنها في موقف أضعف مما تحاول إظهاره للرأي العام وتحاول الولايات المتحده الأمريكية حشد العالم ضد الصين ومحاربتها نفسياً وإعلامياً وحصارها إقتصادياً لمحاولة إنحسار نفوذها السياسي والإقتصادي وإضعافه مما يتيح تفوق الولايات المتحده وعودتها لعرينها .
ويخشي إستمرار الولايات المتحده في حشد العالم لمعاده الصين وإستقطاب حُلفائها إنتظاراً لإشعال حرب لا يمكن توقع نتائجها ومن الفائز فيها . والكل يترقب ويتعايش مع كورونا ومواجهته كلاً بأسلوبه وبروتكولاته المختلفه .
أما بالنسبه لمصر فهي دوله محوريه تتعامل مع الجميع بشرف كدوله كبري غير تابعه لأحد وتمتاز دبلوماسيتها دائماً بالإرتقاء عن الدخول في صراعات وتجنب الإنزلاق في صراعات الدول الكبري ولها شخصيتها التي تعكس قيمتها وسيادتها وقوتها العسكرية والسياسة فنجحت في الإحتفاظ بعلاقات طيبة مع الجميع سواء مع الصين أو الولايات المتحده وروسيا ودول الإتحاد الأوروبي
ومع نجاح مصر في إدارة أزمه "كورونا" مع النمو الإقتصادي الذي نجحت مصر في زرع بذوره وقت الجفاء فحصدت نموه وقت الوباء .
وأثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه محارب ومقاتل محترف فحارب الفساد والخراب بزراعة الأمل وغرس الأشجار ونثر بذور الخير غير مبالي بالخريف الأقليمي الذي أصاب المنطقة وأحرق أشجارها وحطم أمالها فحصدا النمو الإقتصادي وحشد خزائن مصر بالثروة التي ربما ستندر في الغد ورائينا أن " جوال " البصل أصبح أغلي من برميل النفط علي أثر الكساد العالمي الكبير .
وأدرك الجميع أن الأمن الغذائي أحد ركائز الأمن القومي .
ومن هنا فإننا أمام تحدي كبير وستلعب مصر فيه سياسياً الدور الأكبر في الإقليم والعالم بعد إنسحاب الدول الكبري وإنشغالها في صراعاتها ومشاكلها وستعاد ترتيب الملفات الإقليمية .
وفي النهايه العالم الجديد سيولد إن أجلاً أو عاجلاً سيولد ولو بعمليه قيصرية فدائماً تكون الحروب أو الكوارث أو الأوبئه إختباراً للقوه والتحمل والإدارة الناجحة وتكون كاشفة وتفرز لنا العالم الجديد .

بقلم 
لواء دكتور علاء عبدالمجيد