ماذا قال مفتى الجمهوية عن اغلاق المساجد وترك اماكن التجمعات فى الاسواق والموصلات العامة؟
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 11:24 ص
رد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على السؤال الأكثر انتشارا بين عامة المصريين، وهو "لماذا تغلقون المساجد وتتركون أماكن تجمعات أخرى؟
اقرأ ايضا:
وأكد مفتي الجمهورية في حواره لصدى البلد، أنه ينبغي علينا أن ندرك ونعي كمسلمين أن عدم إقامة الشعائر الجماعية في ظل هذه الظروف من الناحية الشرعية واجب شرعًا وهو أمر الله تعالى الذي لا تصح مخالفته أو التحايل عليه لأي سبب ولو كان لإقامة الجماعة أو التروايح، ونحن مثابون على الالتزام بتلك التعليمات.
وأشار إلى أنه لا يجوز استغلال العاطفة الدينية لدى عامة الناس وتعريض حياتهم للخطر وربما للموت، بحجة إقامة سنة التروايح أو غيرها، فلا بأس أن يقيم الإنسان صلاة التراويح في بيته مع زوجته وأبنائه الذين يختلط بهم ويعايشهم دون ضرر مع الأخذ بالتدابير الصحية البسيطة التي تلتزم بها عامة الأسر في البيوت.
وأضاف، أن الإسلام حثنا على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة الدَّفع أقوى من الرَّفع، ودرء المفاسد مقدم على جلب المنافع، و إذا حدث ما يعرض الإنسان للهلاك من أمراض، ففي هذه الحالة نقول لا تذهب إلى المسجد حتى ينتهي الوباء.
وتابع: نحن نعلم أن المسلمين جميعًا حزنوا لغلق المساجد، فقلوبهم تتعلق ببيوت الله، ولكن لا داعي للجدل والمزايدة، خاصة في ظل الأزمة التي نمر بها، كما أن حفظ النفس مقدم على جلب المصالح، والدولة اتخذت إجراءات من شأنها تخفيف الكثافات في المصالح الحكومية وبالتالي تخفيف الزحام في المواصلات العامة.
وذكر أنه ينبغي علينا أن نعيد العقل المسلم لفقه الأولويات، هذا الفقه الذي يمثل منهج الإسلام في التعاطي مع مختلف المستجدات، وهو المنهج الذي يجعل الإحساس بالمسلمين وهمومهم واجبًا، فضلًا عن كونه نعمة، لذلك جاء ب الحديث النبوي الشريف: "المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره"، فمن ترك مسلمًا يجوع أو يعرى- وما أكثر ما يحدث ذلك هذه الأيام - وهو قادرُ على إطعامه وكسوته فقد خذله.
وأوضح، أن هذا النص النبوي يبرهن على المعنى ويوضح المقصود حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجل: سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضى عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشى مع أخى المسلم فى حاجة أحبُّ إلىَّ من أن أعتكف فى المسجد شهرًا".
وأكد أنه بهذا الفهم الراقي الذي يضمن حالة فريدة من التآلف والحب والود داخل المجتمعات المسلمة على وجه الخصوص والإنسانية جمعاء إن هي أخذت بهذا الفهم، حينما يعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أفضل الأعمال واحبها إلى الله عز وجل، ليس صلاة ولا صيامًا ولا حجًا ولا عمرة، وإنما يعلق التفضيل ويعلق حبه للعمل على شرط أن يكون نافعًا للغير متعديًا صاحبه في نفعه، "سرور تدخله على مسلم.. تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا".