الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

قصة معلم مصرى عاش "مظلوم "ومات "منسى"

الإثنين 20/أبريل/2020 - 12:09 م
السبورة

الاستاذ صالح  معلم مصري من ملايين المصريين الذين حصلوا على عقد عمل في الخليج خلال الاربعين عاما الماضية  و شعر انه حقق حلم عمره.

الأستاذ صالح سافر الكويت من 38سنة وعمل مدرسا هناك في وزارة التربية وهو شاب  صغير وتزوج وأنجب 4 أبناء أحمد وأمجد وعبد الرحمن وشيماء 

أخذا زوجته وأولاده وعاشوا معه فى الكويت بمنطقة أبو حليفة  وحياتهم  في قمة السعادة ولم يؤخر لهم أية طلب وكان وكان فى قمة سعادته هى اسعاد اولاده الذين كبرو أمام عينيه

وقرر الأستاذ صالح إن تعود زوجته الى مصر حتى يستكمل اولاده تعليمهم فى مصر  وبالفعل عادت الزوجة والاولاد  والتحق نجله بكلية الهندسة جامعة القاهرة وامجد وعبد الرحمن وشيماء التحقوا بالمدارس

مرت خمس سنوات وكان الأستاذ صالح يعمل ليلا نهارا من اجل توفير  مصاريف أولاده وزوجته لدرجة إنه كان يرفض النزول لتوفير مصاريفهم وبمرور الوقت بدأ يشعر بالارهاق الشديد وطالبه زملائه فى العمل بالعودة الى مصر خوفا عليه والاستقرار بين عائلته 

اشترى الاستاذ صالح بيتا لعائلته فى مصر وقام بتجهيز شقة لكل ابن منهم وبالرغم من تعبه الشديد واقترابه من عامه الـ 60 الا انه كان سعيد بانه استطاع تأمين مستقبل اولاده وضحى بصحته من اجل  أولاده.

وفى احد الايام احس الاستاذ صلاح بتعب شديد جدا فقرر العودة نهائيا الى مصر للحياه وسط عائلته لكن المفاجأة انه لم يجد أحد منهم فى استقباله ف المطار. 

استقل الاستاذ صالح سيارة اجرة ووصل الى المنزل وفوجى باستقبال بارد منهم حتى ان زوجته لم تقل له "حمد على السلامة" واستقبلته بجملة "انت جيت مش كنت تخليك سنة كمان لحد مانجيب مصاريف جواز أحمد"

الأستاذ صالح ابتسم وعينه لمعت بالدموع وقال لها:"كنت ناوى اقعد بس تعبت  غصب عنى والله معدتش قادر اشتغل وبقيت بقع من طولى وانا واقف"

بعد حوالى شهر كان الأستاذ صالح جالس  فى منزله فى وقت متأخر من الليل ووجد نجله أمجد يدخل  المنزل وهو لا يستطيع  الوقوف على قدميه ، وعندما اعترضه هاجمه ابنه وقال له : "انت مالك ارجع براحتى فى الوقت اللى يعجبنى انت رجعت من السفر علشان  تقرفنا ولا ايه"

قام أستاذ صالح بالتعدى على نجله بالضرب المبرح ولكنه فوجىء برد فعل زوجته التى خرجت بسرعة من الغرفة وقالت له:"انت ازاى تمد إيدك على الولد مش كفاية راجع ايد ورا وإيد قدام جاى تعمل راجل البيت دلوقت"

وصمت الاستاذ صالح من الصدمة واجرى اتصالا هاتفيا باحد زملائه اتصل فى الكويت يدعى استاذ جمال طالبه بعمل المستحيل حتى يعود الى الكويت وانفجر في البكاء

وبالفعل تحدث استاذ جمال مع احد المعارف وسرد لهم قصة صالح واستطاع ان يرتب سفر  له وحجز له تذكرة الطيران لانه كان لا يملك اية أموال

وصل استاذ صالح الكويت والأستاذ جمال استأجر له غرفة وتكفل بمصاريفه وطلباته خاصة إنه كبر فى السن وبدأ المرض ينهش في جسمه من الحزن والقهر

بدأ حال الاستاذ صالح يسوء يوما بعد يوم وقرر استاذ جمال ان يقوم بتصويره وارسال صورته لزوجته وأولاده لكى يحن قبهم عليه وللأسف لم يجد  منهم اى استجابة الى ان ذهب اليه فى احد الايام للاطمئنان عليه ووجده قد وافته المنية.