من مُولدات الضغوط!
الأحد 05/أبريل/2020 - 09:49 ص
مع كثرة السلبيين والفوضويين، وقلة الجادين المُلتزمين، تقع ضغوط هائلة على الفريق الثاني، ليس لكثرة العمل أو كميته ولكن لتجنب ومحو آثار إهمال الفريق الثاني بما أننا في مركب واحد.
الفريق الأول يفكر أفراده دائمًا في الإستفادة الخاصة سواء كانت راحة بدنية أو مكاسب مادية ولو حساب المصلحة العامة، ولا يألون جهدًا في التحايل والإلتفاف والمرواغة للوصول إلي ذلك كلما دانت الفرص.
أما الفريق الثاني المُنهمك بالعمل وإنجازه فغالبًا ما يجد نفسه وحيدًا مُعظم أوقات العمل، وعليه تُلقى كل الأعباء كونه مُخلصًا وكونه موجودًا، مع التسليم التام بإهمال الفريق الأول وتركه بلا مُحاسبة ولا مُساءلة درءًا من الدخول في مُكايدات قانونية.
ولذلك فإني أدعم وأؤيد سعي الدولة لتعميم ميكنة كافة المعاملات والخدمات الحكومية إلكترونيًا؛ كي ينتهي عما قريبٍ عصر التستيف الورقي والتنميق الشكلي، ومن ثم يمكن ببساطة التمييز بين من يعمل وبين ما لا يعمل؛ بين من يستحق راتبًا ومن لا يستحق مليمًا واحدًا.
وكمثال؛ فإن خطة وزارة التربية والتعليم الرامية إلى تعميم التعليم والتقييم الإلكتروني بشكل تام؛ تلبي هدف الدولة في الأخذ بأحدث نظم التعليم العالمية من ناحية، وتوفر مليارات تنفق على التجهيزات الورقية وأخرى تُنفق على من يحرك هذه الجيوش الورقية بلا مردود حقيقي على المخرج النهائي للتعليم من ناحية أخرى.
والذي لا تخطئه عين أن من يقاوم هذا التغيير الإيجابي بشراسة هم أفراد الفريق الأول سواء فعلوا ذلك متفرقين أو مجتمعين لأنهم تعودوا على الأخذ بلا عطاء.
عبدالقادر مصطفى عبدالقادر
كاتب وتربوي