رسالة دكتوراة بالألسن تؤكد تشابه وضع المرأة المصرية والاسرائيلية
الإثنين 15/يونيو/2015 - 02:31 م
الكتابة النسائية وقضايا المرأة في النصوص المسرحية العربية والعبرية كانت محور رسالة الدكتوراة الحاصلة على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى للباحثة مروة أحمد عبد المنعم وهدان المدرس المساعد بقسم اللغات السامية بكلية الألسن بعنوان " البنـيـة الدالـة للنــص المـسـرحي (دراسة نقدية مقارنة لقضايا المرأة في أعمال جورن أجمون وفتحية العسال".
وأوضحت الباحثة أن الدراسة تهدف إلى التعرف على المرأة في المجتمعين الإسرائيلي والمصري وأهم قضاياها، وذلك من خلال النصوص المسرحية للأدبيتين المصرية فتحية العسال والإسرائيلية جورن أجمون، كما تهدف إلى التعرف على رؤية المرأة للعالم الخارجي باعتبار أن الأديبتين لا تمثلان رؤية فردية بل رؤية جمعية تشكلت من خلال المجتمع والثقافة، بالإضافة إلى رصد الرؤية النسائية التي تتحرك في الإبداع مع تحديد نقاط التشابه والاختلاف بين تناول الأديبتين لقضايا المرأة في أعمالهما، ومدى التأثر بالمجتمع والخلفية الثقافية.
وأضافت الدكتورة مروة وهدان أن البحث اعتمد على ست مسرحيات، ثلاث مسرحيات لجورن هي "خطاب إلى نوعا"، و" عناوين الأخبار" و" علما وروت"، وثلاث مسرحيات لفتحية وهي "نساء بلا أقنعة"، و"سجن النساء"، و"الخرساء".
وأشارت الباحثة إلى أنها توصلت من خلال الدراسة إلى أن المجتمعين المصري والإسرائيلي سارا في خطين متوازيين فيما يتعلق بنهضة المرأة حيث تطور وتغير وضع المرأة المصرية بعد ثورة 1919 وبدأت تعبر عن نفسها وتجد لنفسها مكانا وتزاحم الرجل ، ولكن مع تصاعد تيارات متطرفة حدثت ردة في وضعها حين ظهرت الأصوات التي تنادي بضرورة عودة المرأة إلى البيت، والشيء نفسه بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي الذي شهد تطورًا في وضع المرأة في فترة الهجرات وكانت المرأة شريكة للرجل في المشروع الصهيوني إلا أنه بعد ذلك بدأ وضعها يتراجع أيضًا بسبب التيارات الدينية المتطرفة.
وأضافت الدكتورة مروة أن الأديبتين عبرتا في أعمالهما عن قهر المرأة والعنف ضد النساء كالختان والاغتصاب والتحرش والضرب والكبت، في محاولة منهما لاثبات انتشار هذه الظواهر في كلا المجتمعين العبري والعربي على حد سواء.
ولفتت الباحثة إلى الطرح الجديد في أعمال الأديبتين لمشكلة المرأة، حيث لم تقوما بإدانة الرجل فقط كما جرت العادة في كتابة المرأة، بل رأتا أن الظلم الواقع على المرأة يكون من خلال صمت المرأة واستكانتها لهذا القهر وعدم محاولة تغيير الواقع المفروض عليها، وحاولتا تغيير الفكرة السائدة بأن الرجل قاهر للمرأة في حين أن الحقيقة أن النساء هن من يقهرن أنفسهن بغياب وعيهن.
كما أوضحت أن نهايات جميع المسرحيات جاءت مفتوحة، فالنساء في المسرحيات لم يتحررن بعد، ولكنهن ناضلن من أجل التحرر ورفضن القهر، مشيرة إلى أن ذلك يدل على بداية مشوار الخلاص، وحث النساء على تغيير واقعهن الفعلي الكائن من أجل مستقبل ممكن أكثر إشراقا.
تكونت لجنة المناقشة من الدكتور عبد الوهاب وهب الله أستاذ الأدب العبري المساعد قسم اللغات الشرقية كلية الآداب- جامعة القاهرة ( مشرفًا )، الدكتور سيد محمد السيد قطب أستاذ الأدب والنقد قسم اللغة العربية كلية الألسن- جامعة عين شمس ( مشرفًا )، الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ اللغة العبرية وآدابها المساعد قسم اللغات السامية كلية الألسن- جامعة عين شمس ( مشرفًا )، الدكتور صلاح السيد السروي أستاذ الأدب الحديث والمقارن جامعة حلوان ( مناقشًا ) و الدكتور جمال أحمد الرفاعي أستاذ الأدب العبري الحديث ورئيس قسم اللغات السامية بالكلية.