ورقة التوت التي اسقطها وزير العدل !!
الأربعاء 13/مايو/2015 - 12:23 ص
بشجاعة فعلها المستشار محفوظ صابر وزير العدل المستقيل او المقال لافرق ، وكشف ما تبقي من مستور حكومة المهندس ابراهيم محلب ..بصراحة كان الاجرأ بين وزراء الحكومة ..بل كان صادقا مع نفسه ومع المصريين
قدم ما لديه بلا تزيين أو تزييف أو حتي مواربة ..لامكان لكم ايها الغلابة بين " الديابة " .. وليبق ابناء الزبالون ..زبالين وابناء القضاه قضاه وابناء الضباط ..ضباط ، وابناء الاعلاميون الكبار .. اعلاميين يصدعون رؤوسنا ليل نهار ، يهدمون في الوطن طوبة طوبة ،ويبيعونه جملة وتجزئة في سوق النخاسة
كشف صابر المستور ، ومتي ؟ في صبيحة اليوم الثاني للحكم القضائي التاريخي الذي اصدرته محكمة القضاء الاداري وكشف عوراتنا جميعا ، وأرسي مبدأ قانونيا لو طبقناه لحققنا ما اردنا ، لكن لصوص الوطن يأبون ..وعلي مدي الاربعين عاما الاخيرة ان يتخذوا من الفساد منهجا ومن اللصوصية طريق عمل حتي صارت دولة بحجم مصر ، كانت في يوم تطعم من قمحها وفومها وعدسها وبصلها ، الان تتسول قوت يومها ممن كانوا بالامس عالة علي المصريين
برافو صابر ، ابكانا علي حالنا قبل نضحك ويضحك علينا الاخرون ، اكثر من ذلك ، ولو كانت هناك جائزة يملكها الغلابة يقدمونها لمن اسدي لهم معروفا لاقترحت اسمه في مقدمة الفائزين بها
في تسعينات القرن الماضي لجأ احد ابناء الغلابة من خريجي كليات الحقوق المتفوقين الي القضاء ، بعد ان اغلقت في وجهه كل السبل في محاولة لاستعادة حقه المسلوب في وظيفة وكيل نيابة .. يومها كنت احد الحضور في قاعة المحكمة .. ببساطة حكي الطالب النجيب قصته للسادة اعضاء هئية المحكمة .. خطف عقولهم وقلوبهم .. وابكي الجميع بعد ان اقنعهم بصدقه وحكايته ، عندما قال : ايها السادة القضاه جئت اليكم ملتمسا اعادة حق سلبه مني ابناء القادرون ، كنت بينهم الاكثر تفوقا وحكمة وعلما ، ولديكم شهادات تفوقي .. لا لشئ الا لان والدي عامل خدمات بمديرية الصحة .. اعترف انني عشت اياما طوالا انحت في الصخر .. اجوع رغم محاولات ابي البائسة ... اجلس تحت اعمدة الانارة لاستذكر دروسي لعدم قدرة ابي علي شراء الكيروسين للمبة الاضاءة التقليدية قبل ان تدخل الكهرباء منزلنا .. اعترف واعترف .. ولكم الحكم فانصفوه .. وبكوا وبكينا جميعا في قاعة المحكمة .. وهو الان قاضي كبير يشار اليه بالبنان
القصة تذكرتها وانا اتابع التصريحات الصادمة لمعالي وزير العدل في حكومة جاءت بعد ثورتين بذل فيها المصريون الغالي والنفيس ، املا في عدالة اجتماعية وكرامة انسانية ..
جاء وزير العدل في حكومة الثورة ليدوس علي مبدأ دستوري هام " المواطنون امام القانون سوء ، وعلي مبدأ عدالة اجتماعية طالما هتف به الثائرون علي مدي الثورتين ، لقد اسقط وزير العدل ورقة التوت الاخيرة عن حكومة " محلب "
*كاتب المقال
عبدالجواد حربي
مدير تحرير
جريدة الجمهورية