أمين عام الأمم المتحدة السابق، يهدي الجامعة الأمريكية مجموعة من كتبه الدبلوماسية النادرة
الخميس 30/أبريل/2015 - 01:30 م
حظيت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة باقتناء مجموعة من الكتب النادرة المهداة من بطرس بطرس غالي، أمين عام منظمة الأمم المتحدة السابق (1992 – 1997)، والذي كان أول شخصية عربية وأفريقية تشغل هذا المنصب الهام. يبلغ عدد الكتب المهداة للجامعة 13,000 كتاباً بلغات عديدة، وهي تعتبر بمثابة صورة مجمعة لحياة بطرس غالي الدبلوماسية. تُعرض مجموعة مختارة من الكتب حالياً بمعرض مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالمكتبة الرئيسية بالجامعة.
قام بطرس غالي بتأليف العديد من تلك الكتب بنفسه حيث يجيد الكتابة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وتحتوي بعضها على مجموعات طوابع بريدية، وصور فنية، وتوقيعات نادرة لبعض الشخصيات العالمية البارزة مثل هيلاري كلينتون وباربرا بوش. وبالإضافة إلى الكتب، هناك دوريات أكاديمية عن العلاقات الدولية، والفن القبطي، والحياة الرهبانية، وألبومات صور فوتوغرافية توثق مقابلات بطرس غالي مع أبرز زعماء العالم.
اختارت إيمان مورجان، مدير المجموعات والفهرسة المكتبية ومنظم المعرض، بعض الكتب المهداة لبطرس غالي بالتوقيعات والإهداءات لتكون من أبرز ملامح مجموعة الكتب. تحمل هذه الكتب الرسمية توقيعات وكلمات الود المسهبة الموجهة من زعماء العالم إلى بطرس غالي. تقول مورجان "زار بطرس غالي الكثير من الدول أثناء القيام بالمهمات والجولات الدبلوماسية لتعزيز السلام." من الأمثلة البارزة لذلك، الكتاب الذي قام بإهدائه إمبراطور اليابان إلى بطرس غالي في عام 1990. فقد صُنع غلاف الكتاب من الورق الفاخر المصنوع يدوياً، ويحتوي على صور للإمبراطور والإمبراطورة أثناء مراسم الاحتفال بتتويجهما، بالإضافة إلى صور لكرسيي العرش.
تشكل المجموعة المهداة السيرة الذاتية الشاملة لحياة بطرس غالي الشخصية والمهنية، هذا فضلاً عن كونها قيمة أكاديمية هامة. يقول فيليب كروم، العميد المشارك لمكتبة وأرشيف الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، "تساهم هذه المجموعات المهداة في عمليات البحث والدراسة، ليس لباحثي الجامعة فحسب، وإنما للباحثين الوافدين من سائر بلدان العالم الذين يبحثون عن كتب محددة لا تتوافر إلا بمكتبتنا فقط. إن هذه الكتب هي نوعية الكتب التي لا يمكن شراؤها."
يذكر كروم أن مجموعة الكتب تتضمن وثائق أصلية، مثل جداول الأعمال ومحاضر اجتماعات مجلس الشعب المصري والتي تعد أدوات أساسية للباحثين. وتشمل المجموعة أيضاً العديد من الخرائط وكتب السفر والرحلات الهامة. يعتبر تأمين مثل هذه المجموعات القيمة من المهام الرئيسية التي تضطلع بها كل من مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة والجامعة، حيث تسعى إلى دعم الأبحاث حول الموضوعات التي تنفرد بها كل من مصر والمنطقة العربية. يقول كروم "نحن نتمتع ببعض المزايا هنا بالمكتبة، "لدينا مجموعة ضخمة من الكتب والمواد النادرة والقديمة ووثائق أصلية عن الحياة المعاصرة في مصر والتي لم تُنشر من قبل، ويعد هذا ما تنفرد مكتبتنا به. نحن نجمع الكتب التي تحث الناس وتدفعهم للمجيء هنا لإجراء الأبحاث الأصلية."
ومع ذلك، لا يعتبر تحويل أغراض شخصية إلى أغراض محفوظة بعناية لدى المكتبة من المهمات السهلة أو البسيطة. فقد واجهت مورجان وباقي فريق مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة تحديات استثنائية عند نقل المجموعة من مكتبة منزل بطرس غالي إلى مكانها الجديد بمكتبة الجامعة. فبعد قيام المسئولين عن حفظ الكتب والمواد بالجامعة، بقيادة محمد أبو بكر، بتغليف جميع الأغراض، كل غرض على حدة، بعناية وحرص شديد ونقلها إلى الجامعة، قاموا بتفريغ المحتويات وتصنيفها وختمها بختم تم تصنيعه خصيصاً لمجموعة بطرس غالي. ثم أُلحقت بطاقة خالية من الحامض بكل غرض ودوِنّ عليها بعض المعلومات الأساسية وتم إرسال جميع الأغراض إلى أماكنها الجديدة بالمكتبة أو إلى المخزن أو معمل حفظ الأغراض إذا كانت هناك حاجة لذلك.
يتولى العاملون بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة مهمة ترقيم عناوين الكتب، والتوقيعات أو الإهداءات. وفور حفظ هذه الكتب النادرة و الإهداءات رقمياً، فإنها تصبح متاحة للاضطلاع عليها من قبل الباحثين في جميع أنحاء العالم.
يضيف كروم "تعتبر إحدى المهام الرئيسية التي نكلَفَ بها هي حماية الأغراض والحفاظ عليها وإتاحتها للاستخدام. وفيما يتعلق بالمجموعة المهداة من بطرس غالي، فإن الجامعة تعتبر المسئول عن حفظها وإتاحتها للبحث والدراسة. فقد أراد بطرس غالي أن تظل هذه المجموعة القيمة داخل الأراضي المصرية، وأن يستخدمها ليس فقط الصفوة بل والمتعطشين للتعلم والبحث والمعرفة، فقد أراد أن يساعد مصر والشباب، والمساهمة في إحداث فرق في العالم."