الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

" عقيدتي " تكشف كواليس حوار" محب " الذي انكره ..ننشر نص الحديث الذي اثار أزمة

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 04:44 م
السبورة

" عقيدتي " تكشف كواليس حوار" محب " الذي تنصل منه واثار ازمة

و"السبورة " تنشر نص الحوار الذي نشرته الزميلة مروة غانم في عقيدتي يوم 15 - 05 - 2012

د.محب الرافعي استاذ التربية العملية بعين شمس لـ "عقيدتي"

60% من المصريين لا يعرفون كيفية اختيار الرئيس

أكد الدكتور محب محمود الرافعي مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس وأستاذ التربية العلمية والبيئية أن 60% من الشعب المصري يعاني من أمية سياسية فهو لا يعرف كيف يختار مرشحه ولا يجيد المفاضلة بين برامج المرشحين إنما الاختيار عندنا عشوائي ويتم بطريقة فوضوية وأرجع السبب في أحداث العباسية إلي هذه الأمية السياسية وتوجيه الرأي العام المنقاد في مصر إلي توجهات معينة من قبل قلة لها مصالح وأجندات.

وطالب بضرورة توعية الشباب وتثقيفهم سياسياً وثقافياً إذا كنا نريد نهضة مصر وتغييرها للأفضل.

ونادي بضرورة الاهتمام بالتعليم وتوجيه أكبر ميزانية لأن الإصلاح الحقيقي لأي مجتمع يبدأ من إصلاح التعليم "عقيدتي" التقت به ودار معه هذا الحوار.

* في البداية نود معرفة ماذا تعني بالأمية السياسية وما أبعادها وكيفية القضاء عليها؟

** إذا كان 30% من الشعب المصري يعاني من أمية أبجدية أي لا يجيدون القراءة والكتابة وهذا طبقاً لإحصاءات جهاز التعبئة العامة والإحصاء فإن ضعف هذه النسبة أي 60% يعاني من أمية سياسية أي لا يجيد اختيار مرشحه سواء كان برلمانياً أو مرشحاً رئاسياً وهذه الأمية السياسية هي سبب كل مشكلاتنا فالغالبية العظمي من الشعب المصري يختار مرشحه بطريقة عشوائية أو طبقاً للعصبيات والمصالح والعائلات كما رأينا في الانتخابات البرلمانية من خلال الدين أسيء استخدامه في هذه الانتخابات.. فالناخب المصري لا يعرف الطريقة المثلي لاختيار مرشحه لذا نحن في حاجة إلي توعية وتثقيف سياسي وأن يكون الاختيار بناء علي برنامج المرشح وما سيقدمه من أفكار ورؤيته للمشكلات الحالية وكيفية التغلب عليها حتي يتخلص الإنسان من أية ضغوط تقع عليه وحتي يكون اختياره وفقاً لرؤيته وقناعته الشخصية وهذا بالطبع سيكون في صالحه وصالح المجتمع بأسره إذا نهج الجميع هذا النهج في الاختيار.

استطلاعات موجهة

* هناك استطلاعات للرأي تصدر عن بعض المراكز البحثية في الداخل والخارج بخصوص بعض مرشحي الرئاسة وتأتي نتائجها لصالح مرشح أو اثنين بعينهما فهل تري أن هذه المراكز موجهة لخدمة هذا المرشح والتأثير في الرأي العام؟

** هذه الاستطلاعات غير دقيقة علي الإطلاق ولا تمثل الغالبية العظمي من الشعب المصري فهي تمثل شريحة صغيرة للغاية لذا لا يمكن الأخذ بها ومن يدعي غير ذلك فهو مخطيء بلا شك فمن يدريني ألا يكون أعضاء الحملة الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك لم يدخلوا علي الموقع ويصوتوا لصالحه فتخرج النتيجة هكذا.. لكن إحقاقاً للحق هذه المراكز تذكر في نهاية التقرير أن هذه النتيجة غير دقيقة وعشوائية لكن المتخصصين فقط هم من يلتفتون لهذه الحملة أما الغالبية العظمي من الناس فلا تقرها وبذلك قد تكون هذه الاستطلاعات مؤثرة فيمن لا يجيدون القراءة والكتابة ولمن ليس لديهم أي توجه سياسي.

الفضائيات الدينية

* هل تري أن الفضائيات الدينية المملوكة لبعض السلفيين لها دور في إشعال الموقف وتوجيه الناس كما تريد؟

** الإعلام سلاح خطير ونحن مجتمع متدين بالفطرة وهذا التدين يستغله أصحاب المصالح والأهداف ولا أحد ينكر أن لهذه الفضائيات دور كبير في إشعال الأحداث الأخيرة فالرأي العام المنقاد في مصر هو السمة الغالبة لجموع الشعب المصري فهذا الرأي المنقاد هو الذي يصدق الشائعات ولا يسعي للتحقق منها وهذه هي الطامة الكبري لذا نحن في حاجة شديدة لتوعيته وإقناعه بحقائق الأمور ليقبل الصواب ويرفض الخطأ وينصر التعصب.. كما أن هذه القنوات يزداد تأثيرها وتظهر قوتها في القري والنجوع حيث الفقر والجهل فإذا استطعنا القضاء علي الفقر والجهل تغلبنا علي مشكلات كثيرة في المجتمع المصري.. فهذه القنوات للأسف الشديد تقوم بدور تضليلي لجموع الشعب المصري ولابد من التصدي لها بقوة ووقف عملها الذي أصبح كالسرطان يسري وينتشر في المجتمع.

سياسة التخوين

* هل تري أن الأوضاع ستستقر بعد انتخابات الرئاسة أم أن القلق والتوتر سيزداد مثلما حدث في استبعاد بعض المرشحين؟

** للأسف الشديد التشكييك والتخوين أصبح لسان حال الجميع رغم أننا أجرينا انتخابات برلمانية من أنزه الانتخابات في تاريخ مصر بشهادة الجميع في الداخل والخارج وأعتقد بل أنا علي يقين بأن انتخابات الرئاسة ستتم بنفس الموضوعية والشفافية لذا لابد أن يتخلي كل مرشح عن مصلحته الشخصية وينظر لمصلحة مصر فقط ومن يفز بكرسي الرئاسة نهنئه جميعاً ومن يخفق يتقبل الهزيمة بصدر رحب ويكون علي قدر المسئولية ولا يشحن مؤيديه لارتكاب أي أعمال عنف وبلطجة كما رأينا.

الديمقراطية

* هل تري أن المجتمع المصري بهذه الصورة مصري وجاهز لتقبل الديمقراطية واختلاف الآراء؟

** بالطبع أنا متفائل ومستبشر خيراً فمصر تتغير وعلينا جميعاً أن نثق في ذلك فقد نجحنا في الإطاحة بمبارك بعد أن ظل جاثماً علي أنفاسنا ثلاثين عاماً وتخلصنا من حاشيته فلا شك أن الأيام القادمة ستشهد خيراً كثيراً لمصر.

أزمة التعليم

* التعليم في مصر منهار تماماً فما هو السبيل للنهوض به من وجهة نظرك؟

** إصلاح أي مجتمع لن يتحقق إلا بإصلاح التعليم وتطويره فنحن لدينا مناهج ممتازة تضاهي المناهج في أمريكا وأوروبا لكننا للأسف الشديد أهملنا المعلم الذي هو رأس العملية التعليمية فرأيته ضعيفاً للغاية لذا يضطر لإعطاء دروس خصوصية كما أننا نعاني الاهمال الشديد في المعامل هذا غير العدد الكبير من التلاميذ داخل الفصل الواحد فقد وصل في بعض المدارس إلي 120 تلميذاً في فصل واحد فكيف هذا؟

فأنا أؤمن بمقولة الشاعر الصيني القديم إذ يقول: إذا أردت أن تحصد مرة فابذر مرة وإذا أردت أن تحصد عشر مرات فازرع شجرة وإذا أردت أن تحصد مائة مرة فعلِّم الشعب.

أنماط التعليم

* هل تري أن تنوع أنماط المدارس في مصر لصالحها؟

** البلد الوحيد الذي به أنماط وأنواع متعددة للتعليم هي مصر وهذه مشكلة وعيب وليست ميزة كما يظن الكثير فهذا التنوع يقضي علي الهوية والانتماء لأنه لا يصدق أن الطفل المصري لا يدرس تاريخ بلده إنما يدرس تاريخ أمريكا لأنه يدرس بالمدرسة الأمريكية فهذا خطأ كبير لابد من تداركه إذا كنا حقاً نريد لهذا البلد الخير وسوف يتغير هذا الوضع في الأيام القادمة ولابد من تشديد الرقابة علي هذه المدارس حفاظاً علي أبنائنا.

فقد صدمت عندما عرفت أن إحدي المدارس الدولية تعترف بإسرائيل وتشير إليها علي أنها دولة لها تاريخ.. فهذا يدرس لأبنائنا وبناتنا ونحن لا ندري شيئاً ثم نأتي بعد ذلك ونبكي علي اللبن المسكوب ونغضب لاختفاء الانتماء والولاء لمصر من قلوب وعقول الشباب فنحن السبب لأننا سمحنا لهذه المدارس أن تعطي لفلذات أكبادنا ما تراه دون علمنا ورقابتنا فقد آن الأوان أن نفيق من غفلتنا ونصلح ما أفسدناه.

التعليم والإسلاميون

* في ظل حكم الإسلاميين هل سيتغير وجه التعليم في مصر؟

** إذا خلصت النوايا واتفق الجميع علي مصلحة هذا الوطن وهدأت الصراعات والمعارك بالطبع سيتغير كل شيء وليس التعليم وحده فالتعليم يحتاج لإرادة سياسية ومساعدة مجتمعية فلابد أن يشارك الجميع.. لكن إذا فشل التيار الإسلامي وهذا ما يريده الآخرون لن تقوم لمصر قائمة .

هجر العلم

* ألا تري أن ضياع هيبة العلماء والتقليل من شأنهم وعدم الاهتمام بالبحث العلمي وتقريب لاعبي الكرة والفنانين من القيادة السياسية له أثر كبير علي هجر العلم والإعراض عنه ومن ثم الأمية؟.

** بالطبع هذا صحيح مائة بالمائة فالمجتمع الذي يعلي من شأن أشخاص بعينهم ينعكس ذلك علي الجميع فمثلاً أمريكا تقدر العلم والعلماء وتستقطب كل العلماء من كافة الدول والرئيس الأمريكي يقابلهم بنفسه ويحتفي بهم ويكرمهم.. لكن أتحدي علي مدار الثلاثين سنة الماضية أن حدث وتقابل الرئيس المخلوع بأحد العلماء قبل تكريم العالم له وحصوله علي جائزة عالمية فبعد الاحتفاء به يضطر للقائه علي استحياء وهذا سبب تأخرنا عن العالم كله وتراجع مكانة العلماء.

* ما هو تقييمك لرؤية وبرنامج مرشحي الرئاسة فيما يتعلق بالتعليم؟

** لقد استمعت لبرامج بعض مرشحي الرئاسة علي الفضائيات ووجدتهم جميعاً بلا استثناء يضعون التعليم في المرتبة الأولي ويوجهون له ميزانية كبيرة ويخصصون للمعلم أعلي الرواتب فمعظمهم يخصص للتعليم 10 في المائة من ميزانية مصر إلا أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أعلن أنه سيخصص 25% من الميزانية للتعليم وهذا شيء مبشر ويدعو للتفاؤل أن يكون مرشحو الرئاسة ملتمسين أهمية التعليم وانهياره ويضعونه في أولوياتهم وإن لم يفعلوا ذلك أخطأوا هذا من ناحية ومن ناحية أخري فأياً كان الرئيس الذي سيفوز فإن لم يحقق ما طرحه في برنامجه سيحاسبه الشعب لذا لابد من تفعيل المحاسبة الشعبية لرئيس الجمهورية ليكون علي قدر المسئولية ويحترم الشعب الذي اختاره.

* رغم إنفاق ملايين الجنيهات علي مشروع محو الأمية في مصر إلا أنه لم ينجح فما السبب؟

** السبب الرئيسي في فشل دور هيئة محو الأمية في مصر أن الدولة لم تعطها الاهتمام الكافي ولم تخصص لها الأموال المطلوبة فكل الأموال المخصصة لمشروع محو الأمية ما هي إلا رواتب للموظفين أما الإنفاق علي المشروع الحقيقي فغير متواجد علي أرض الواقع.. فإذا تم تخصيص الميزانية المطلوبة واستخدمت الأدوات والوسائل التكنولوجية المحفزة في مشروع محو الأمية لتغير الوضع تماماً.

كما أنه لابد من خلق حافز لدي الشخص الذي نود محو أميته ولابد من القضاء علي الأعداد الرهيبة التي تتسرب سنوياً من المدارس في المرحلة الابتدائية لأن الجهد الذي يبذل في محو الأمية لا يظهر علي الإطلاق بسبب قضية التسرب من التعليم وهذا يرجعنا إلي ضرورة النهوض بالمدرسة وجعلها جاذبة للأطفال وليست طاردة لهم كما هو حالها اليوم.