ننشر.. نص كلمة رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية في افتتاح المنتدى العربى الالمانى
الثلاثاء 14/أبريل/2015 - 05:49 م
ألقى الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية بالقاهرة والمؤسس الاول لها كلمة في افتتاح المنتدى العربى الالمانى السادس للتعليم والتدريب المهنى والذي تشارك فيه جميع الدول العربية بالعاصمة الألمانية برلين تحت رعاية الدكتورة يوهانا فانكة وزيرة التعليم والبحث العلمى لدولة ألمانيا الاتحادية والتى تفتتح مراسم فاعليات اعمال الملتقى.
وفي ما يلى نص كلمة الدكتور أشرف منصور:
يسعدنى أن أكون معكم اليوم فى ملتقى التعليم والتدريب المهنى السادس لأنه يمثل ما كرست له حياتى فى التعليم والتأهيل ونقل الخبرات بين المانيا ومصر، رحلة بدأت عام 1994 أنشأنا خلالها الجامعة الألمانية بالقاهرة. فلا يوجد أهم من التعليم لأنه المستقبل لشبابنا ، والحاضر لرجالنا. فهو عماد الاقتصاد ومستقبل الأمم وهو عامل اساسى للإستقرار الاقتصادى والسياسى والسلم الاجتماعى والسلام الإقليمى ومن هنا تنبع أهمية هذا الملتقى بين متخذى القرار فى المجالات الصناعية والتعليمية. وليكن واضحأً لنا جميعاً أن التنمية التعليمية والاقتصادية تعتمد اساساً على الرغبة والقرار السياسى لصانعيه.
ولذا فاليوم أوجه كلمتى لصانعى القرارات السياسية ومتخذيها.
أيها السيدات والسادة ،،
إننى أقف بينكم اليوم لكى أقول إن التغيرات السياسية والاقتصادية والأوضاع الأمنية المتفاقمة فى منطقة اليورومتوسطى والبحر الأحمر تستلزم منا نظرة متكاملة من الجانبين الأوروبى والعربى وكذلك الإفريقى. إن المنطقة الجنوبية للأورومتوسطى والملاصقة لأوروبا تتراوح فيها نسبة الشباب الأقل من 25 سنة من 45% إلى 60% فى معظم بلاد المنطقة مع
متوسط دخول لايلبى تطلعات شباب القرن الحادى والعشرين والعصر الذى نعيشه.
وبناءً علي ذلك فإن عدم الإستقرار السياسى فى المنطقة العربية واليورومتوسطية على المدى القصير جدا، سيؤثر تأثيرا سلبياً مباشراً على جميع دول الجوار. فهؤلاء الشباب يحتاجون إلى فرص عمل ، يحتاجون الى دخل مرضى، يحتاجون الى حياة كريمة.
إن عدم الإستقرار الإقتصادى حتى لدى الدول المستقرة سياسياً يؤدى إلى مشاكل حتى فى الدول الأوروبية المفترض أنها مستقرة وعلى سبيل المثال مشكلة دولة اليونان ودول أخرى.
فالمشكلة الرئيسية والموجودة لدى جميع حكومات العالم هى التحديات الإقتصادية وبالتالى البطالة. والبطالة لها أسباب عديدة أهمها على الإطلاق هو عدم الكفاءة ومناسبة المهنة لسوق العمل سواء من ناحية الإحتياج أو المهارة وفى تقديرى فإن هذه المنطقة تحتاج الى رؤية إقتصادية لخلق أكثر من مائة مليون وظيفة خلال السنوات العشرة القادمة.
إن النمو الإقتصادى وخلق فرص عمل يعتمد اساساً على البحث العلمى والتعليم العالى والفنى والتدريب المهنى.
إننى أعلم جيداً أن صانعى القرار السياسى فى البرلمانات يضعون نصب أعينهم ناخبيهم ولذا فإن نظرتهم محلية جداً لاتتعدى حدود المدينة أو المحافظة أو المقاطعة أو على حد اقصى حدود الوطن والواقع الآن يحتم عليهم أن تكون نظرتهم أعم وأشمل وتتخطى حدود الإقليم لتتسع إلى دول الجوار فى القارات المختلفة. هذه النظرة يجب الا تعتمد على دول مانحة ومتلقية أو دول غنية أو أقل غنى أو دول متقدمة اقتصادياً وصناعياً ودول أقل تقدماً. فالحدود متقاربة والجوار لايتغير ولكنه يساعد على التقدم، يشجع علي التعاون ويصنع الإستقرار السياسى والأمنى ولكنه فى نفس الوقت ممكن أن يكون عكس ذلك تماماً. ولذلك أدعو كلا الطرفين الاوروبى والعربى الى التعاون الإقتصادى والتعليمى بما يحقق خلق فرص عمل كافية وجيل جديد من العمالة الفنية المؤهلة للمحافظة على الإستقرار والتكامل الاقتصادى والأمنى من خلال تعاون يفيد الطرفين ويحقق المعادلة.
أتمنى أن يكون لهذا الملتقى أهمية أكبر وأعمق فى وضع استراتيجيات لرفع الكفاءة التعليمية والتدريبية المهنية والجامعية للشباب وأيضاً وضع استرتيجيات اقتصادية إقليمية تعتمد على التعاون والسلم بما يؤدى إلى الإستقرار السياسى والأمنى للدول العربية والأوروبية.