في لقاء المائدة المستديرة بالجامعة الأمريكية.. الخبراء يجمعون على ضرورة اللجوء لـ "الطاقة الهجينة"
الخميس 12/مارس/2015 - 11:26 ص
أكد خبراء الطاقة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على امكانيات مصر الهائلة من الطاقة المتجددة وعلى ضرورة التخطيط لاستخدام الطاقة الهجينة على المدى القصير والبعيد لحل مشكلات مصر الخاصة بالطاقة والحفاظ على البيئة.
تحدث في لقاء الإعلاميين بسلسلة مناقشات المائدة المستديرة، "ما وراء الأحداث" بعنوان "الطاقة المتجددة: هل تكون حلاً ممكناً لمشكلة الطاقة في مصر؟" الدكتور محمد صلاح السبكي، الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة؛ والدكتور صلاح الحجار، أستاذ الطاقة والتنمية المستدامة ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وعدد أخرمنالخبراء.
شرح الدكتور السبكي في هذا اللقاء كيف يمكن لإمكانات مصر من الطاقة المتجددة أن تغطي ثلاث مرات احتياجات الاستهلاك، "ان خطتنا القومية تستهدف ان تمثل القدرات الناتجة عن الطاقة المتجددة 20 بالمائة من سعة الطاقة في مصر بحلول عام 2020 وأن تزداد النسبة إلى ما يزيد عن 35 بالمائة بحلول عام 2035، فمصر تسطع بها الشمس لساعات تتراوح بين 9 و 11 ساعة يوميا وتصل سرعة الرياح بها في بعض المناطق إلى 10 متر في الثانية."
قال السبكي إن الحكومة المصرية بدأت في تنفيذ مشروعات خاصة بالطاقة المتجددة منذ 15 عاما، كما أصدرت الحكومة المصرية بعض التشريعات في الفترة القصيرة الماضية والتي تهدف إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. "تم اصدار قانون تعريفة التغذية الكهربية لشراء الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة والذي يهدف إلى تشجيع الاستثمار الخاص في مجال الطاقة المتجددة، للوصول إلى 4،300 ميجاوات (وهو أكثر من 6 اضعاف المتواجد حاليا) على مدى ثلاث سنوات."
وتناقش الخبراء في مميزات وعيوب اللجوء إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة حيث أكد الحجار وعرفة على ان مصر في احتياج للاستثمار في الطاقة الشمسية والحيوية، وذلك ليس فقط لوفرة المخلفات اللازمة لتوفير الطاقة الحيوية ولكن لخلق مصادر متنوعة من الطاقة. قال الحجار، "لدينا 100 مليون طن من المخلفات العضوية في مصر، لذا نملك فرص هائلة للحصول على طاقة نظيفة."
أشار الحجار إلى ضرورة التفكير في الخطط القصيرة، والمتوسطة، وطويلة المدى ولكن أكد على ضرورة الإسراع في تنفيذ الخطط قصيرة المدى، "لا يمكن ان ننتظر لخمسة سنوات لكي نحصل على حلول بينما نواجه أزمة طاقة في مصر، لذا فعلينا أن نبدأ اليوم باستهداف تقليل استهلاك المياه والطاقة بنسبة 20 بالمائة. ولكي نتمكن من تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، لابد أن نقوم بالخلط بين الطاقة الشمسية والحيوية على المدى القصير."
و قال الحجار أن مصر تواجه ثلاثة مشاكل رئيسية تعيق حل ازمة الطاقة وهي عدم وجود رؤية عملية، الإدارة السليمة للموارد، والصيانة الجيدة."
تناول سراج الدين أهمية طاقة الرياح وسرد مميزات الاعتماد على هذا النوع من الطاقة لتوليد الكهرباء، حيث ذكر أن سرعة الرياح في مزرعة رياح الزعفرانة، والمتواجدة بمنطقة خليج السويس، تصل إلى سرعة 10 متر في الثانية، وهي سرعة أعلى من المتوسط. كما وضح سراج الدين ان الطبيعة غير المتوقعة للرياح، تؤثر على حجم الطاقة المنتجة. قال سراج الدين، "تكمن اهمية استخدام الطاقة المتجددة ليس فقط في ايجاد بديل للطاقة التقليدية مثل البترول، ولكن بهدف حماية البيئة ايضا.
كما أن استخدام البترول لا يزال حلا سهلا ورخيصا، ولكن سيتحين علينا في وقت ما ان نقوم بدفع الثمن الحقيقي لتأثير استخدامه على البيئة.
وبعكس الفحم كمثال، فإن الطاقة الشمسية لا تؤثر بالسلب على التوازن البيئي." كما أكد على أننا في مصر لا توجد لدينا أزمة طاقة بل نفتقر للتوجه لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة المتوفرة.
كما اشار سراج الدين ايضا إلى ضرورة دراسة المستهلك واحتياجاته، "تعد الطاقة الهجينة من أفضل طرق استخدام الموارد وترشيد الطاقة." استخدم سراج الدين محطة الكريمات كمثال رائع على هذا التوجه. تعد الكريمات المحطة الوحيدة في مصر التي تعمل بالطاقة الشمسية ومصادر الطاقة التقليدية، وهي تبعد نحو 100 كم جنوب القاهرة وتصدر 140 ميجاوات، متضمنة 20 ميجاوات من الطاقة الشمسية.
وقال السبكي انه من الممكن من خلال التوعية القومية ان يتم خفض استهلاك المنازل بنسبة 15بالمائة والمصانع بنسبة 20 بالمائة بدون التأثير على الحياة اليومية، "ففي اليابان بعد مأساة فوكوشيما النووية عام 2011،.
أشار عرفة إلى ضرورة التوعية بالطاقة الجديدة والمتجددة للأطفال الصغار بالمدارس، "لابد وأن تبدأ التوعية مبكرا لأن المستقبل يكمن في عقول هؤلاء الأطفال."