صراع نوادي اعضاء هيئة التدريس افسد الحياة الجامعية

لمن لا يعلم ولم يعاصر تاريخ نوادي اعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ، فهي بدأت في اوائل الثمانينات قوية مؤثرة ومهتمة حقا بالشأن الجامعي ومدافعة عن حقوق الاساتذة وعن استقلال الجامعات ضد اي تغول للسلطة وكانت لها مواقف متعددة وناجحة في هذا الشأن لان وقتها لم يكن يحكمها غير الصالح العام فقط ولم تتدخل السياسة فيها.

ولكن مع منتصف التسعينات ومع بداية فرض قيود علي الجامعات وتدخل السلطة في شئونها وتسيسها (بداية الانهيار الحقيقي للجامعات) ، تحولت النوادي الي صراع بدأ خفيا بين الاخوان والحزب الوطني وتحولت الي منبر لتنفيذ سياسات كلا منهما ، واستخدم الاخوان النوادي باسم الاصلاح لتنفيذ سياساتهم وطموحهم في السلطة وفي المقابل كان يسير الحزب الوطني بنفس الاسلوب والاتجاه ، هذا بالطبع الي جانب سيطرة الحزب الوطني علي المناصب الجامعية واختيارهم للقيادات الموالية لسياساتهم ،

حتي وصلنا الي ان راينا نوعية جديدة من افرازات هذا الصراع من البعض من المتملقين والمتحولين ، وفي خضم هذا الصراع اختفي من علي الساحة من هم مهتمين حقا باصلاح الجامعات دون خلفيات سياسية او مصالح شخصية.

عندما تدخلت السياسة والمصالح بالجامعات افسدتها ولم نتعلم من هذا التاريخ ومازلنا نسير بنفس الاسلوب ونخوض نفس الصراع الذي يدفع ثمنه اساتذة الجامعات وطلابها بل تدفع ثمنه مصر وتفقد علمائها وطلابها المتميزين والقادرين حقا علي النهوض بها ،،،، قبل ان تحاسبوا الجامعات ، حاسبوا انفسكم اولا