استاذ فلسفة يلجأ للفراش .. بسبب صدمته في طلابه ..لم يعرفوا من فاتح الاندلس
السبت 06/ديسمبر/2014 - 05:04 م
"البحر من ورائكم والعدو من أمامكم" من قائل هذه العبارة ..الصمت يخيم علي الطلاب ، دون استسلام يرددها، ولا حركة تكسر السكون، تتتبدل ملامح الأستاذ الجامعي الهادئة بطبعها، ينادي على "الفرّاش" ويسأله "مَن فاتح الأندلس؟"، يجيب دون تفكير: طارق بن زياد، يلملم الدكتور مقتنياته ويرحل من المحاضرة دون أن تتفوه شفتاه بكلمة.
في موعد المحاضرة المعتاد، جلس طلاب الفرقة الرابعة بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة القاهرة، في انتظار الدكتور كرم عباس، وما سيحل بهم والقرارات العقابية التي اعتادوا عليها من أغلب الأساتذة في مثل هذه المواقف، ليجدوه قادمًا مُحملًا بـ"علب" لا يعلمون ما بها، انطلقت حينها التخمينات، حول ما تحويه، لكن ما انتظرهم لم يخطر على بال طالب جامعي من قبل.
استهل الأستاذ الجامعي محاضرته بالاعتذار عما بدر منه في سابقتها، وانفعاله عليهم، طالبًا متطوعيّن من الطلاب للقدوم إليه، وتفاجئت "الدفعة" بأن العلب بها "جاتوه" و"بيبسي" وكان من نصيب كل طالب "قطعة جاتوه وكان بيبسي"، في اعتذار عملي يعد الأول من نوعه في الجامعات المصرية، جعلتهم ينشرون ما حدث على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في اندهاشة لم تنته.
"هما خدوها على أنها مصالحة، وأنا في المقام الأول عاوز أعلمهم أنهم لما يغلطوا يعتذروا".. يرى أستاذ قسم الفلسفة بآداب القاهرة "كرم عباس" أنه أقدم على ما فعله لأنه شعر بإحراجه لهم ولآدميتهم، حينما طلب من الفراش الإجابة على السؤال ولم يخذله في إجابته، وأوصل لهم أن إنسان ربما لا يعرف القراءة والكتابة ولكنه يعرف فاتح الأندلس.
تعليم الأخلاق قبل العلم، المبدأ الذي يسير عليه "عباس"، مستطردًا في تصريحه لـ"الوطن"، بأن المشكلة الأساسية عند الأساتذة، لأن الطلبة حينما تجد شخص جيد تفهم منه وتتأثر به وتحترمه، فـ"الشخصية المحترمة بيحترموها جدا"، ولم أرد إفساد علاقتي بهم لأنهم أولا مثل "أولادي"، ولأننا مجتمع يعاني من مشكلات أخلاقية كثيرة جدا أردت أن أعلمهم ثقافة الاعتذار عند الخطأ، لأنهم في السنة الأخيرة والأعوام المقبلة سيدرسون لأجيال أخرى، ونشرهم للموقف دليل على أنهم محترمون واستوعبوا الدرس.
نقلا عن الوطن