القيادات الجامعية ما بين القدرة والمسئولية وبين المصالح العامة والشخصية .
الأربعاء 27/أغسطس/2014 - 07:51 م
تولى اى منصب قيادى هو تكليف وليس تشريف .. وهو مسئولية وليست مغنما , والكرسي زائل .. ولو كان استمر لمن قبلك ما كان سيصل إليك , والآن وقبل أن تتخذ قرار التقدم للترشيح للمنصب القيادى بمؤسستك التعليمية , يجب إن تنظر لنفسك من مرآة غيرك لا من مرآتك السحرية ومرآة ممن ينافقوك كما فى قصة سنو وايت والتى كانت تلك المرآة خادعة لها ...!!
وبحكم أن لك خبرات عديدة فى مجالك من خلال تعاملك مع قياداتك السابقة داخل مؤسستك التعليمية وعلى علم بأحوال المؤسسة التعليمية والمادية والإدارية ونفسيات من يعملون بها فيجب عليك ان ترصد إيجابيات وسلبيات جميع من سبقوك لتتأكد من قدرتك على تلافى أخطائهم وعيوبهم التى لمستها بنفسك من خلال تجربتك الواقعية وليست من خلال تنظير وكلمات عامة لا تسمن ولا تغنى من تدهور , لذا ... عليك أن لتسأل نفسك بعض التساؤلات :
1- ما الجديد الذى تستطيع ان تقدمة لمؤسستك التعليمية لإنتشالها من التدهور وتحقيق تقدم ونهضة لخدمة المجتمع وخدمة جميع الموجودين بالمؤسسى سواء طلاب , خريجين , أعضاء هيئة تدريس , هيئة معاونة , أداريين , عمال , قوانين ولوائح , تطوير مناهج تعليمية , تطوير قدرات ...الخ وكنظام عمل كامل بخلاف الكلام الإنشائى والعبارات المنمقة ؟؟
2- هل ستتخذ قراراتك بنفسك من خلال إلمامك بنظم الإدارة ومعلوماتك الإدارية والقانونية التى من المفترض انك قمت بإعداد نفسك لها من قبل ..!! أم ستعتمد على الإستماع للموظفين أو لشلة مقربة منك , وتسد إذنك عن الاستماع للرأى المخالف لتكون كل مهامك هى التوقيع على الأوراق بدون رؤية وبدون حزم فى إتخاذ القرار ؟؟
3- قبل ان تتخذ قرارك .. هل قمت بإعداد نفسك لهذا المنصب ؟ وإن كانت الإجابة بلا ..!! فهل وضعت لنفسك خطة لتنمية قدراتك ورفع معلوماتك بشكل سريع .. لتستطيع ان تدير تلك المؤسسة التى ترغب فى تولى منصب قيادى بها , أم ستكون مثل غيرك تحصل على مفتاح السيارة وتطلب من غيرك قيادتها لانك لا يوجد لديك خبرة .؟ لتجرب كما جرب من سبقوك ..!! فهل المؤسسة التعليمية هى حقل تجارب وبها وفرة من الوقت وتحتمل التجريب أم ان هذا التجريب سيؤثر على مجتمع كامل يحتاج ان ينهض ويخرج من تلك الحالة التى يعانى منها من تدهور فى مؤسساتنا التعليمية ؟؟..!!!
4- هل تعلم الفرق ما بين المدير والقائد ؟؟ هل ستكون مديرا لمؤسستك ام ستكون قائدا للجميع يسيرون خلفة ويبث بينهم المحبة والتعاون لخدمة المؤسسة وليس خدمته هو شخصيا ؟؟
قال سيدنا أبو بكر "«وليت عليكم ولست بخيركم فإن استقمت فأعينونى وإن اعوججت فقومونى»
فهل ستتقبل النقد ام ستتبع نفس أسلوب من سبقك وتتحجج بأنه نقد هدام .. وان من يظهر لك العيوب هو شخص حقود كان يرغب فى منصبك ..؟!!
سيدنا عمر بن الخطاب قد قلل من ميزانيته ومخصصاته حتى لا يزيد فى طعامه وشرابه عما يأكله الناس.
فهل ستتعامل بالعدل ما بين الجميع ام ستبحث بكل ما امتلكت من نفوذ لتمييز نفسك ومجموعتك "شلتك"؟؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم».
فتذكر كل قياداتك الجامعية السابقة وتعاملاتها وسيرتها ما بين زملائهم