التيليجراف: الأزمة المالية تهدد روسيا مع الاضطرابات التي تشهدها أوكرانيا
السبت 22/فبراير/2014 - 12:40 ص
ذكرت صحيفة "التيليجراف" البريطانية أن التصعيد الكبير في الصراع في أوكرانيا ومخاوف التدخل العسكري الروسي أرسل رسالة تحذير مالي عبر أوروبا الشرقية من أن المنطقة قد تتحول إلى نقطة ارتكاز جديدة لأزمة الأسواق الناشئة. ونقلت الصحيفة عن لارس كريستنسن من بنك دانسكي "تحول هذا فجأة من قصة أوكرانية محلية إلى صراع جيوسياسي". وانخفض الروبل الروسي الى مستوى قياسي مقابل اليورو, مع انتشار هذه العدوى لتصل إلى بولندا والمجر ورومانيا في الايام الاخيرة. وأضافت الصحيفة "إن التحركات في روسيا تشابه جدا الأحداث خلال الحرب في جورجيا في عام 2008. الأسعار في السوق ترتفع بسبب المخاوف من خطر التدخل الروسي". وأشارت صحيفة "التيليجراف" إلى أن أي نشر للقوات الروسية لتعزيز ودعم الحكومة الأوكرانية, حتى لو كان ذلك بناء على دعوة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش, يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة, مما يؤدي إلى مواجهة بين الشرق والغرب لم يشهدها العالم منذ الحرب الباردة. بل قد ينظر إليها على أنها تكرار للتدخل الروسي في المجر عام 1956 لمنع البلاد من الخروج من مجال السيطرة السوفيتية. ووصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أوكرانيا "ببرميل البارود" بسبب ارتفاع أعداد القتلى إلى 70 شخصا, بينما حذر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك من نشوب حرب أهلية. وقال ريجيس شاتيليه من بنك سوسيتيه جنرال إن هناك مخاطر عالية من أن أوكرانيا لن تتمكن من سداد الديون السيادية التي تبلغ 600 مليار يورو, مما يثير صدمة ائتمانية للبنوك الروسية. ويعتبر سبيربنك وبنك "في تي بي" من كبار حاملي السندات الأوكرانية. وتمتلك صناديق السندات للأسواق الناشئة العالمية 3% من محافظهم الائتمانية في الديون الأوكرانية. وأكد أن امتداد التأثير الافتراضي للأزمة الأوكرانية سيكون كبيرا ولكن ليس بشكل نظامي. وقال محلل اقتصادي "إن أوكرانيا على وشك الانقسام إلى دولتين. ننظر إلى أحداث لم نشاهدها في أوروبا منذ تقسيم يوغسلافيا. عندما يكون عندك هذا المستوى من الكراهية وعدم الثقة أي شيء قد يحدث". وتواجه روسيا خسائر كبيرة بسبب الأزمة في أوكرانيا أو ارتفاع تكاليف دعم الاقتصاد الأوكراني. والتدخل العسكري لكسر شوكة المتمردين في المعاقل الكاثوليكية في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى مستنقع لا أحد يمكن أن يدرك عواقبه, طبقا للصحيفة.