تفاصيل مقتل طبيب على يد جاره فى الهرم
الخميس 03/أكتوبر/2019 - 11:41 ص
72 ساعة كاملة قضتها مباحث الهرم لحل لغز العثور علي جثة طبيب الأسنان "الدرويش" مقتولا داخل شقته بمنطقة الطوابق.. تحريات وفحص ومعمل وجنائي وطب شرعي وضعت تصورا كاملا للجريمة، فمن ارتكبها ليس غريبا عن القتيل، خاصة أن طريقة الدخول تمت بطريقة مشروعة دون آثار عنف على المنافذ والشبابيك.
فحص رجال المباحث برئاسة المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث قسم الهرم، مسرح الجريمة كشف عن العثور على جثة رجل في العقد الخامس من العمر في حالة تعفن رمي ومر على الوفاة أكثر من 3 أيام، وتوجد آثار خنق حول رقبته، علاوة على تقييده بالحبال وتكميم فمه، فيما تبين وجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة وفقدان بعض متعلقاته الخاصة مع سلامة جميع المنافذ.
فريق البحث الذي شكله اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية مدير الأمن العام، واللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، وضع خطة بحث محكمة تشمل عدة بنود لحل اللغز وكشف الملابسات كاملة وتحديد هوية الجاني والدافع وراء ارتكاب الجريمة.. عمدت خطة البحث في بدايتها عن جمع كافة المعلومات الخاصة بالطبيب المجني عليه وأسلوب حياته وعلاقاته ومدى وجود خلافات له مع آخرين من عدمه، أسفر الفحص عن أن الشقة عبارة عن غرفتين وصالة ومطبخ وحمام وأن المجني عليه يدعى صفوت 48 سنة طبيب أسنان مطلق يقيم بمفرده في الشقة مسرح الجريمة بشارع أرض الجنينة بالطوابق.
وفجّرت التحريات بقيادة اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة مفاجأة أن القتيل رغم مؤهله العلمي، إلا أنه مصاب بمرض نفسي منذ فترة طويلة، وكان يتلقى العلاج النفسي، وكان يفاجئ جيرانه منذ قدومه للسكن في العقار منذ 8 أشهر بأنه يرتدي ملابس رثة ممزقة "جلابية" ويحمل حقائب بلاستيكية وقماش ويتجول بها في الشوارع طول اليوم فيبدو كـ"المجذوب" أو "الدرويش" كما أنه كان يتبول على سلم العقار فينفر منه السكان لرائحته السيئة، كما تبين من التحريات برئاسة اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية أن المجني عليه كان يعمل بدولة السعودية في مهنة الطب حتى عاد عام 2006 وفي عام 2007 تزوج إلا أن زواجه لم يدم أشهر قليلة ثم انفصل عن عروسه بالطلاق.
تولى المقدم كريم عبد الواحد وكيل فرقة غرب الجيزة فحص خطوط سير المجني عليه والسكان وكاميرات المراقبة المحيطة بالعقار لبيان المترددين عليه في وقت معاصر لوقوع الجريمة في توقيت الوفاة الذي حدده الطب الشرعي حتي تم التوصل إلي هوية شاب صعد إلى العقار في ذلك التوقيت وبالتحري عنه وجمع المعلومات تبين أنه يدعى شريف مسجل خطر أفرج عنه قريبًا بعد قضائه عقوبة السجن 6 سنوات في قضية مخدرات، وبالاستعلام عنه تبين أن له مقر إقامة آخر بمنطقة مصر القديمة، فانتقلت مامورية نجحت في ضبطه وعثر بحوزته علي هواتف المجني عليه بعد قيامه ببيع أحدها لأحد الأشخاص فتم ضبطه أيضًا.
بعد إلقاء القبض على شريف ومواجهته بحيازته لهواتف المجني عليه كشف عن تفاصيل الجريمة واعترف بمشاركته جار المجني عليه بالعقار في قتله لسرقته، وتبين أن الجار يدعي "علي" سائق ميكروباص يعمل فترة وفترة أخرى عاطل عن العمل، ويقيم برفقة زوجته وأبنائه الأربعة في العقار ويتولى شئون العقار من جمع الإيجار من السكان، وأنه من متعاطي المخدرات، ما دفعه لإخراج ابنه الأكبر البالغ من العمر للعمل وأخذ الأموال منه واجبار زوجته علي العمل في تنظيف المنازل لشراء مخدرات بالأموال التي يربحوها والإنفاق على المنزل.
ألقت قوة أمنية القبض على المتهم الاول وكشفت التحريات ومناقشات المتهم الثاني أن المتهم الرئيسي كان يتولى أخذ الإيجار من الطبيب القتيل والبالغ 800 جنيه، ولكنه في عدة مرات شاهد بحوزته مبالغ مالية كبيرة ويعلم أنه لديه وديعة في البنك للإنفاق منها فطمع في أمواله وعرض علي صديقه المسجل خطر فكرة سرقة الطبيب للاستيلاء على أمواله واتفقا فيما بينهما علي تنفيذ الجريمة حيث يتولي المسجل مراقبة العقار ويتولي الاخر تنفيذ السرقة، وفي يوم الجريمة قام المسجل خطر بمراقبة الطريق وتوجه الآخر لتنفيذ خطتهما، فسمع المتهم الثاني صوت صراخ الطبيب وعندما هرع إلى الداخل فوجئ بالمتهم الاول يقوم بخنقه وتقييد حركته فصرخ قائلا: "انت بتعمل ايه متفقناش على قتل" فأجاب المتهم : "شافني وهيعرفنا" وطلب من صديقه البحث في حقائب المجني عليه التي يتجول بها في الشوارع وأنحاء الشقة حتى عثر علي مبلغ 1150 جنيهًا و3 هواتف محمولة.
وقام المتهم الرئيسي بتكبيل المجني عليه بالحبال خشية أنه لم يلفظ انفاسه الاخيرة ويستعيد وعيه ويستغيث بالجيران.
كشفت التحريات أن المتهم الرئيسي بعد ارتكابه الجريمة اقتسم الحصيلة مع صديقه حيث كان نصيبه مبلغ 600 جنيه، وأخذ الآخر مبلغ 550 جنيها، والهواتف الثلاثة وأغلق باب الشقة حتي انبعثت رائحة الجثة وعندما اشتكى الجيران من الرائحة تطوع المتهم لإبلاغ الشرطة، وكان أول من استقبل رجال المباحث لإبعاد الشبهات عنه حتى كشفت التحريات عن جريمته.
أمرت نيابة الهرم بحبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.