مكة المكرمة تشد الأنظار ترقباً لقرارات القمم الخليجية والعربية والإسلامية
الخميس 30/مايو/2019 - 10:23 م
مكة المكرمة/ محمد الصايم
تتجه أنظار العالم اليوم إلى مكة المكرمة، حيث تبدأ أولى القمم الثلاث برئاسة خادم الحرمين الشريفين. وقبل أن تنعقد غداً الجمعة القمة الإسلامية العادية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، تنعقد اليوم القمتان الخليجية والعربية الطارئتان لمناقشة التهديدات الإيرانية للمنطقة وسبل التصدي لها، إضافة إلى تأمين ممرات الملاحة البحرية خصوصاً بعد الأعمال التخريبية التي تعرضت لها أربع سفن في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، إضافة إلى استهداف محطات ضخ نفط في السعودية والتي نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران.
وتسلمت السعودية، ممثلة في وزير الخارجية إبراهيم العساف، رئاسة دورة منظمة التعاون الإسلامي الحالية. وأكد العساف أن العالم الإسلامي يمر بتحديات بالغة الخطورة أبرزها التدخلات في شئونه الداخلية والإرهاب.
وأضاف العساف، خلال كلمته في المؤتمر أن «القضية الفلسطينية هي أولوية للمملكة حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة»، مشيرا إلى أن «إيران تواصل تدخلاتها في المنطقة. وأضاف أن «التدخلات الإيرانية في اليمن تسببت في معاناة الشعب اليمني». كما أعرب العساف عن دعم السعودية للسودان وقرارات المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، كما أكد تمسك المملكة بوحدة الأراضي السورية والليبية ورفض التدخلات الخارجية فيهما.
وبدأت السعودية في استقبال الزعماء والرؤساء والوفود المشاركة في القمم الثلاث.
وقبل القمة الإسلامية، تأتي القمتان العربية والخليجية الطارئتان حرصاً من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، لاسيما في ظل التوترات الشديدة بعد الإجراءات الأمريكية ضد النظام الإيراني لدفعه إلى تغيير سلوكه.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير محمود عفيفي، أن القمة العربية الطارئة ستناقش موضوع عمليات التخريب التي تعرضت لها سفن تجارية في خليج عمان، قرب المياه الإقليمية للإمارات، واعتداء الميليشيا الحوثية الإرهابية على محطتي ضخ نفط بالسعودية ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
ولفت عفيفي الانتباه إلى أنه «كان هناك تنديد سابق من جانب جامعة الدول العربية وأمينها العام أحمد أبوالغيط لمثل هذه العمليات خاصة عملية الطائرات المسيرة التي استهدفت محطتي ضخ النفط من قبل الحوثيين المدعومين من إيران»، مبيناً أن «هذا هو الموضوع الرئيسي لاجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة اليوم الخميس في مكة المكرمة».
وقال المتحدث إن «المرحلة الحالية وفي إطار ما شهدناه من أحداث مؤسفة تتطلب أن يكون هناك مواقف واضحة من جانب الدول العربية فيما يتعلق بالتهديدات والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي».
وأضاف أن «هذه التهديدات تمثل تحدياً للأمن القومي العربي ككل، ويجب أن يكون هناك تأكيدات على أن هناك إجراءات حاسمة للتعامل مع مثل تلك التهديدات، ورفض أن يكون هناك محاولة تمس الأمن الوطني والداخلي لأي دولة عربية سواء بشكل مباشر أو من قبل جماعات معينة تعمل لصالح دولة أو طرف إقليمي آخر».
وفي 22 مايو الجاري، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «إن الجميع بالمنطقة يعيش في ظروف بالغة الدقة والخطورة ويدرك أيضاً وتيرة التصعيد المتسارعة في منطقتنا».
وتأتي الأحداث الإقليمية المتصاعدة، في ظل ساحة عالمية لا تقل سخونة وتوتراً، منها الوضع في فلسطين المحتلة في ظل الجدل الدائر حول خطة السلام الأمريكية.
وعبرت الولايات المتحدة، أمس، عن تفاؤلها إزاء القمم الثلاث في مكة المكرمة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورجان أورتاجوس، في مؤتمر صحفي: «إننا متفائلون بالقمم الثلاث التي ستعقد في المملكة العربية السعودية». وأكدت أن «واشنطن ستواصل سياسة العقوبات ضد إيران لإجبارها على الجلوس إلى طاولة التفاوض»، موضحة أن «العقوبات جعلت تنظيم حزب الله يعاني اقتصادياً». وتابعت: «لن ندعم أي دولة تخالف العقوبات الأمريكية على إيران أو كوريا الشمالية أو فنزويلا». وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى أن «واشنطن تريد من النظام الإيراني أن يتصرف كدولة طبيعية ويتوقف عن دعم الإرهاب، وأنها لن تسمح لإيران بمواصلة سياسة الاغتيالات في أوروبا».
من جهة أخرى، أقام وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة، أمس، مأدبة إفطار رمضاني للإعلاميين من الدول الخليجية والعربية والإسلامية، الذين يمثلون وسائل الإعلام المختلفة المشاركين في تغطية أعمال القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية، في مقر بيت نصيف الأثري بمدينة جدة التاريخية.