أهمية أن تكون عبيطا !!
أذيع في برنامج "48 " ساعة على قناة المحور مساء الخميس 25/6/2009 افتكاسة حكومية فذة نسبوها للدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية آنذاك الذي اقترح حلا عبقريا لازدحام القاهرة يتمثل في أن يؤدي الموظفون أعمالهم من منازلهم !! غير أن عَبَط الموظفين جعلهم يتهكمون على هذه الافتكاسة الجهنمية ، طبقا لما جاء في التقرير الذي عرضته القناة ، ولو صدَّقوا معاليه ونفذوا اقتراحه لأراحوا واستراحوا من التكدس في الباصات ، ولأصبحت القاهرة جنة الدنيا هدوءا وسكينة ولأتاح هذا فرصا أفضل لزيادة النسل ، ولتحسنت قدرات ربات البيوت في الطبخ والكيّ وسواهما من الشؤون المنزلية !! فبإمكان السيدة الموظفة أن ترد على استفسارات المصلحة بالمحمول ، وهي منهمكة في إعداد ( طشة الملوخية ) التي تقض مضجع أخينا القط !!
كما يمكنها أن تفاكس عملاءها أو تتأميل
معهم [ أي تنهي لهم معاملاتهم بالفاكس والإي ميل ] وهي تعجن أو تخبز أوتشوي أو تكوي
أو حتى وهي تُرضع – بضم التاء -!!
كما يمكن للموظف أن يراجع أوراق عملائه
وهو مستلق على سريره الوثير يتابع المباريات ، أو يراجعها في المطبخ وهو يغسل الأطباق
. على أن الأزمة الحقيقية ليست خلو منازل موظفي مصر الغلابة من الفاكسات والحواسيب
، وليست جهلهم باستعمالها ، وإنما الأزمة الحقيقية تتمثل في كيفية وصول الرشوة إلى
الموظفين في منازلهم ، فالوزير نفسه قال يومئذ ( إن الموظف المصري يتلقى الرشوة ويحرص
على صلاة الجماعة !! ) وهو قول غريب لا نستطيع قبوله إلا بكثير من العَبَط ، إذ كيف
يشكو وزير من أن مرؤوسيه يرتشون ولا يفصلهم ؟
ألم أقل لكم إن من الأهمية بمكان أن تكون
عبيطا ؟