الهرم المقلوب فى التعليم العالى
الثلاثاء 26/نوفمبر/2013 - 09:23 ص
دائما يتم وضع الخطط الإستراتيجية بمعزل عن متلقى الخدمة التعليمية , بحجة أنه لا خبرة لهم فيها , وقد يكون هذا الأمر مقنع إلى حد ما ولكن ماذا بشان القائمون بالتنفيذ واعضاء هيئة التدريس ...!! يعتقد المسئولين عن رسم الخطط الاستراتيجية وما يطلق عليهم مستشارين تخطيط ان كل منهم هو عالم العلماء وخبير الخبراء ولا يفوق علمهم اى عالم ولا خبير , ولكن السؤال المطروح الآن هل سبق لأى من واضعى تلك الخطط ومحتوى المقررات ومشروعات التطوير أن استعان بأعضاء هيئة التدريس والخريجين وسوق العمل ؟ - هل قامو بتقييم خططهم ومحاسبة أنفسهم على نتيجة هذا التقييم ام انهم كما قلنا سابقا ليسو بشرا وهم غير معرضين للخطأ .. -هل الخطط الإستراتيجية تكون بناء على رؤية كاتبها أم رؤية الفئة المستهدفة والمطبق عليها تلك الخطط؟ -هل خطة تطوير التعليم العالى تمت من خلال استقصاء لرأى أعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين وسوق العمل ؟ -هل تم الاستغناء عن عقدة الخواجة والنقل الحرفى لمشروعات مفروضة علينا من جامعات أجنبية للجامعات المصرية، وتم التنقيح والتعديل بناء على استطلاعات رأى الفئات المستهدفة للتطبيق؟ أم يتم التطبيق العميانى دون مراعاة إمكانيات الجامعات وسوق العمل وآراء أعضاء هيئة التدريس وميول ورغبات متلقى الخدمة التعليمية؟ أم يتم تستيف أوراق استبيانات دون الأخذ بها؟ ألم يأتى الوقت الذى ننظر فية للتطوير من أسفل لأعلى بدلا من الأوامر الفوقية من عقول تعيش فى زمن غير الزمن ودرست فى بلد غير البلد واستحالة ان يتم إقناعها انها على خطأ ؟ - هل الوزارة التى يتمتع الصف الثانى بالشيخوخة وهم المسئولين الفعليين قادرون على الانطلاق بالشباب فى عصر غير عصرهم ؟ أم إنهم تتحدثون ويخططون فى عصر غير العصر وزمن غير الزمن وإمكانيات غير الإمكانيات وطبيعة شعب مختلفة؟ ليقومون بنقل تجاربهم من بلاد أجنبية تضع شروطا حتى تؤثر على التقدم العلمى لمصر، هل تتوقعون أن تلك الدول المانحة تريد لمصر أن تكون مساوية لها فى التعليم او اعلى منها ؟! العالم كلة أصبح منفتح وطلاب اليوم غير طلاب الأمس وأساتذة اليوم غير أساتذة الأمس. عند وضع محتوى مناهجنا هل تم مراعاة سوق العمل واحتياجاته ورغبات وميول الطلاب باستبيانات حقيقية؟ الأقسام تجتمع لتغيير اللوائح والمناهج لنجد أن هذا التغيير هو مجرد تباديل وتوافيق لمناهج يتم تدريسها من السبعينات أو الثمانينات! وامر طبيعي لأنه لا يوجد قانون يلزم الاساتذة على تنمية معارفهم واستحداث معلومات جديدة فى تخصصاتهم ولا يوجد اى مقياس لمدى تقدم المستوى العلمى للاستاذ بعد آخر ترقية حصل عليها ., وهناك العديد من الاساتذة انتهت علاقتهم بالبحث العلمى بمجرد الترقية..!! بل وهناك فئة كبيرة ينظرون للإنترنت على أنه اختراع حديث !!! ولا يوجد اى قانون يحاسب قيادات التعليم على خطأ فى استراتيجية او خطأ فى ادارة يؤدى لتدهور العملية التعليمية , لان من يضع القوانين ويشرعها هم الاساتذة الكبار والمجلس الاعلى للجامعات وامر طبيعي انهم لن يقومو بوضع التزامات على انفسهم او طرق محاسبة لهم .. هل تتوقعون أن طلابكم ليس لديهم مصادر للمعلومات إلا من خلالكم وخلال معلوماتكم التى درستوها منذ عشرات السنين !! طلاب اليوم لديهم طموحات أعلى مما نتوقع جميعا، ولكن للأسف يتم قتل تلك الطاقات بسبب الأنانية وحب الذات والكسل والخطط الإستراتيجية الفاشلة والاستحواذ والتسلط والأنا العليا ؟ فلا أحد يريد بذل جهد ومن يمتلك معلومة منذ عشرات السنين لا يريد أن يغيرها! وكل من تولى منصب به مصائر الشباب يرى فى نفسه أن أوامره واجبة التنفيذ، وأن الخطط المقترحة الخاصة به لا يوجد أفضل منها ولا جدال ولا نقاش من الأصغر منه !! -حتى الآن لا يوجد خطط إستراتيجية قامت بنقلة نوعية فى جامعات مصر من التدهور إلى التقدم !! بل على العكس تماما مستوى الخريجين فى انحدار، وسوق عمل يشترط دورات تدريبية، وفى كل مرة يزداد أنين الطلاب وتقل فرص العمل ويتكالب الخريجين على الالتحاق بدورات تدريبية خاصة من مؤسسات لا علاقة لها بالجامعات!! والسؤال هنا إلى متى! وما فائدة التعليم بجامعاتنا إذا كان الخريج غير قادر على استخدام أو تطويع ما تلقاه فى سوق العمل! نفس الأشخاص بنفس الأسماء من عشرات السنين يرسمون الخطط ويقرون المشاريع وهم يرون أنهم الأصلح والأجدى فى رسم خطط التعليم العالى بمصر من خلال عقدة الخواجة والاستعانة دائما بما يحدث فى جامعات أجنبية بنقل حرفى دون تغيير؟ ويتم توارث تلك المنظومة وعندما يشعرون فى لحظة أن خططهم فشلت يلقون بالعبء على أعضاء هيئة التدريس أنهم مقصرون!!! يالا للعجب!!! يا سادة أولى مراحل النجاح هو الاعتراف بالفشل صراحة ، والثواب والعقاب من اكبر قيادة فى التعليم الى أصغر عضو هيئة تدريس وإدارى والحل أن نبدأ من أسفل لأعلى بمشاركة الجميع وليس العكس , لن يتم دوران عجلة التقدم بخبرات الكبار بمفردهم دون طموحات الشباب والعكس ايضا صحيح ولابد من الدمج ما بين الاثنين خبرات الكبار مع آراء وطموحات الشباب بأعينهم هم وليس بأعينكم انتم . حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبو الآخرين عضو هيئة التدريس جامعة حلوان