وجوه بارزة في تأبين الجامعة الأمريكية بالقاهرة للمفكر جلال أمين
أقامت الجامعة
الأمريكية بالقاهرة امس حفلا لتأبين المفكر جلال أمين، الذي مارس تدريس الاقتصاد
فيها على مدى 44 عاما.
وتحدث نبيل العربي،
رئيس مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي والأمين العام السابق لجامعة الدول
العربية، عن كيف كان أمين يبذل جهدا أكثر من المطلوب كمعلم وخبير اقتصادي.
وقال العربي:
"كان جلال أمين عالما في الاقتصاد، وكان يدرس لأبنائي الثلاثة في مرحلة ما، وقد
استفادوا منه بشكل كبير، ليس فقط من علمه، بل من منظوره للحياة".
ومن جهته .. قال
وليد عبدالناصر مدير المكتب الإقليمي للدول العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية:
"لقد أعطى جلال أمين وزنا للمجالات النوعية، بما في ذلك تأثير الاقتصاد على الناس
العاديين وتأثيره على جودة الحياة وكذلك تأثيره على المجتمعات ككل".
وقالت منى سعيد
الأستاذ المساعد ورئيس قسم الاقتصاد بالجامعة: "كان بإمكانه دائما أن يجعل موضوعات
جافة مثل الاقتصاد الجزئي مثيرة، ويمكننا القول ببساطة إن إرث جلال أمين يعد تجسيدا
لرؤيتنا".
وكان جلال أمين
المولود في عام 1935 معروفا للغاية داخل الجامعة لأنه كان يتمتع بشعبية هائلة لدى الطلاب
وكان يقدم تجربة دراسية فريدة من نوعها.. قالت ياسمين قمر، خريجة الجامعة في عام
2011 ، وأضافت: "لم تكن هناك شاشة كمبيوتر، كان لدينا الدكتور جلال فقط وسبورة
وقلم كتابة.. أنا سعيدة للغاية أنني كنت من طلابه، فهو سبب دراستي للاقتصاد كتخصص جزئي".
وتذكر دانيا أمين،
ابنة جلال أمين، الذي رحل عن عالمنا في 25 سبتمبر 2018 ، أن هذا النوع من الدعم والتشجيع
كان أمرا معتادا بالنسبة له.. قائلة: "لم يجعلني أشعر بالسوء تجاه نفسي أبدا..
لم يخبرني كيف أتصرف وما علي القيام به أبدا، ولم يقل لي لقد سبق وأخبرتك أنني على
حق أبدا".
وكان حفل التأبين
مبهجا في بعض الأحيان وحزينا في أحيان أخرى، وكان دليلا وشهادة على كيف كان أمين مصدر
إلهام لطلابه وأصدقائه ومصر ككل.. قالت دانيا أمين باكية: "بعض الناس يعدون أنفسهم
محظوظين أو أنهم نالوا شرف الانضمام لأحد صفوفه أو لكونهم أحد زملائه.. كان حقا شرفا
لي أن يكون هو بجانبي طوال خمسين عاما".
حصل جلال أمين
صاحب كتاب "ماذا حدث للمصريين" على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ودرجتي
الماجستير والدكتوراة من كلية لندن للاقتصاد، وانضم للجامعة الأمريكية بالقاهرة في
عام 1979 كأستاذ لعلم الاقتصاد.
ومن كتبه:
"وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، "عولمة القهر: الولايات المتحدة
والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر"، "عصر الجماهير الغفيرة"،
"عصر التشهير بالعرب والمسلمين".
عمل كأستاذ اقتصاد
زائر في جامعة عين شمس وجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، كما كان مستشارا اقتصاديا للصندوق
الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من 1974 حتى 1987، وحصل على جائزة السلطان قابوس
للثقافة والفنون والآداب فرع الثقافة، مجال الدراسات الاقتصادية عام 2017، وعلى جائزة
الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2013، وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس
الثقافية التي تمنح للأعمال المتميزة وللمساهمات الغنية في الأدب العربي عام 2010 في
قسم الدراسات الإنسانية والمستقبلية اعترافا بإسهاماته في الاقتصاد والسياسة والمجتمع
والثقافة.
