مدارس مطروح خارج نطاق الخدمة والدروس الخصوصية هى الحل.. أولياء الأمور: مدير التعليم بتاع شو اعلامى
الأربعاء 19/سبتمبر/2018 - 11:50 ص
تسود حالة من الاحتقان بين أولياء الأمور على مستوى محافظة مطروح من الحمام إلى السلوم بالرغم من تصريحات وكيل الوزارة التعليم الوردية عن حال التعليم والمدارس داخل محافظة مطروح.
على يمين مدخل مدينة السلوم ناحية مطروح توجد مدرسة السلوم الإعدادية والثانوية المشتركة والإدارة التعليمية بالسلوم قطعان الماعز تتجول بأريحية تامة داخل فناء وطرقات المدرسة بحثاً عن النباتات الطبيعية بعض أنواع الطيور نصبت أعشاشها حول الحواجز الحديدية على نوافذ الفصول فيما كانت تخلو المدرسة من أى عامل أو مدرس لكن الإدارة التعليمية الموجودة داخل أسوار المدرسة كان يوجد بها بعض الموظفين حالة المدرسة الجيدة كان يعكر صفوها إهمال النظافة وجمع القمامة والأكياس البلاستيكية المتطايرة بفعل الهواء الساحلى، حيث تفصل أمتار قليلة شاطئ البحر عن فصول المدرسة.
يبلغ عدد طلاب المرحلة الثانوية بالمدرسة 150 طالباً فقط يلتحق منهم نحو 50 طالباً سنوياً بالكليات والمعاهد فيما يكتفى الأهالى بوصول أبنائهم عند هذه المرحلة خاصة الفتيات اللاتى يقوم الأهالى حتى الآن بإجبارهن على الخروج من التعليم بعد الشهادة الإعدادية.
وفى السلوم لا يهتم الكثير من أولياء الأمور بتعليم أبنائهم على النحو المطلوب ولا يتابعونهم فى البيوت بسبب حالة الإحباط العام بجانب عدم ثقتهم فى المدارس أو يأسهم من جدوى التعليم لكن المغتربين هم الذين يهتمون بمستوى أبنائهم التعليمى.
يقول "محمود. أ" يوجد 7 مدارس ابتدائية بمركز السلوم ومدرسة إعدادية وثانوية واحدة لكن يتم حالياً ضم بعض فصول الصف الأول مع الصف الثاني الابتدائي بسبب وجود عجز في عدد المدرسين وحالة المدارس من حيث المبنى عادية جداً ومقبولة لكن مستوى التعليم لا يرتبط بالأبنية التعليمية بقدر ارتباطه بمستوى التعليم داخل الفصول ولا يقاس بمدى جمال الحوائط والألوان من الخارج فمعظم مدارس السلوم شكلها الخارجى جميل من الخارج لكن خاوية من التعليم الجيد والأنشطة وبعض التخصصات الأساسية.
مدارس الفصل الواحد بـ "الظافر" وهم استخدمه أصحاب النفوذ لمصلحتهم
على يمين ويسار الطريق الساحلي الدولي تتناثر الكثير من مدارس الفصل الواحد لكن تم إنشاء هذه المدارس الصغيرة فى الخلاء وبعيداً عن أى تجمعات سكنية لكن أولياء الأمور يتهمون المسئولين عن التعليم فى مطروح بالتقصير الكبير بسبب بعد المدارس عن الأحياء السكنية والقرى، بالإضافة إلى تردى التعليم بها واتهام أحد الأشخاص باستخدام نفوذه ودفع رشاوى لمدير التعليم بالقرب من قرية الظافر لإنشاء مدارس فصل واحد تابعة لإحدى الجمعيات الخيرية على حدود الأرض التي يضع يده عليها لتحديد بدايتها من نهايتها بعيداً عن أي تكتل سكاني ولحضور الطلاب إليها سيسيرون مئات الأمتار يومياً وهذا فساد وإهدار مال تبرعات المجتمع المدنى.
ويطالب مدرس فى إدارة برانى التعليمية بضرورة إنشاء مدارس جديدة غرب وشرق برانى لتخفيف الضغط من طلاب المرحلة الإعدادية على مدارس المدينة لأن مدارس الفصل الواحد المنتشرة بكثافة في قرى جنوب المدينة وعددها نحو 25 مدرسة ينتقل كل طلابها إلى المدرسة الإعدادية بالمدينة ومدارس الفصل الواحد القديمة تتبع الحكومة مباشرة لكن المدارس الجديدة تابعة لإحدى الجمعيات الخيرية الكبرى ووفقاً للمدارس فإن الجمعية الخيرية قد تعاقدت مع مدرسين جدد للمرحلة الابتدائية بهذه المدارس براتب 1200 جنيه شهرياً دون تقديم أي مميزات أخرى وهذا مبلغ ضئيل لن يساعد فى استمرار المدرس هنا.
برانى للتعليم الأساسي مبانٍ متهالكة واستراحات للمعلمين بالفصول
وسط مدينة برانى الهادئة تقع أقدم مدارسها على الإطلاق وهى مدرسة برانى للتعليم الأساسى التى تضم بين طياتها طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية بجانب الإدارة التعليمية التي زاحمت الطلاب مؤخراً وحصلت على مبنى كامل من مبانى المدرسة القديمة وتسببت فى ازدحام الفصول بالطلاب إذ تتخذ الإدارة من المدرسة القديمة مقراً لها بعد تهدم المبنى الإدارى بالمدينة وخارج أسوار المدرسة تتراكم مخلفات البناء وبعض أكياس القمامة ومن الداخل يضيق فناء المدرسة بالطلاب أثناء الدراسة بسبب قلة عدد الفصول مقارنة بأعداد الطلاب الكبيرة، بحسب وصف المدرسين بها.
معاذ 40 سنة ولى أمر مقيم بمدينة برانى يقول مدرسة سيدى برانى للتعليم الأساسى أقدم مدرسة بالمدينة الساحلية حيث تم إنشاؤها فى فترة الستينات وهى مدرسة ابتدائية وإعدادية وتخرج من هذه المدرسة أجيال كثيرة وتشهد كثافة كبيرة حالياً فى المرحلة الإعدادية لأن مركز سيدي برانى لا يوجد به سوى 3 مدارس إعدادية فقط وتقدم هذا العام 200 طالب وهذا رقم كبير جداً سيحتاج إلى فصول كثيرة والمدرسة تستضيف حالياً الإدارة التعليمية لسيدى برانى وتستحوذ على مكان واسع من المدرسة ويوجد بالمدرسة 850 طالباً وسوف يتم تخصص أكثر من 9 فصول للمرحلة الإعدادية هذا العام وفقاً للعاملين بالإدارة التعليمية بمدينة برانى.
الابتدائية للفتيات مبنى جديد مع إيقاف التنفيذ ومدارس الفناء لا يتسع إلا لـ400 تلميذ فقط وكثافة الفصول 60 طالباً فى الفصل الواحد
وأضاف مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الابتدائية فى الموسم الدراسى طلب منا الحضور إلى مطروح للحصول على دورة تدريبية مدتها أسبوعين ولعدم وجود قاعات تدريب فى مدينة برانى يتم إجبارنا على ترشيح عدد من المدرسين المقيمين فى مدينة مطروح، وهؤلاء يحضرون كل عام، ولا نتمكن من الذهاب إلى مطروح بسبب بعد المسافة وارتفاع تعريفة المواصلات، وهذا يؤدى إلى نقص شديد فى عدد المعلمين بالمدارس خلال فترة التدريب، ونعانى أيضاً من عدم الحصول على خدمة التأمين الصحى من برانى ونكون مضطرين للسفر إلى مطروح
وأوضح أن فناء مدرسة سيدى برانى الابتدائية لا يتسع إلا لـ400 تلميذ فقط، لكنه يضم حالياً أكثر من 1200 طالب فى أثناء العام الدراسى، وبسبب عدم التوسع فى بناء الأبنية التعليمية زادت كثافة الفصول بالمدينة لتصل إلى أكثر من 60 طالباً فى الفصل الواحد، حيث يجلس كل 3 طلاب على ديسك واحد، واضطرت بعض المدارس لضم فصول المدارس بسبب نقص المعلمين.
وعن استراحات المدرسين بالمدرسة، يقول وكيل إحدى المدارس ببرانى: «يتبع الإدارة التعليمية نحو 15 استراحة، لكن للأسف لا نعلم عنها شيئاً، والمعلمون المغتربون ينامون فى فصلين من فصول المدرسة، ويستخدمون حمامات التلاميذ، وسط أجواء غير آدمية ومهينة للمعلم، لأنه يقوم بتجهيز الطعام داخل الفصول التى ينام بها، ويضطر إلى الاستيقاظ مبكراً قبل السادسة صباحاً قبل حضور التلاميذ حتى لا يروه فى مشهد غير لائق ليحافظ على هيبته بينهم، وفى العام الماضى حضرت إلى هنا بعض المدرسات المغتربات لكنهن غادرن على الفور بعد أن اكتشفن أن أوضاع الاستراحات غير الآدمية
وكيل إحدى المدارس الإدارة التعليمية لديها 15 استراحة لا نعلم عنها شيئاً والمدرسون المغتربون يستخدمون حمامات التلاميذ وسط أجواء غير آدمية ومهنية للمعلم
ومن ناحية أخرى تتوسط مدينة برانى الطريق الدولى الساحلى بين مدينتى السلوم ومطروح، وتعانى من تهدم وتهالك بعض المدارس الحكومية مثل مدرسة الفتيات الابتدائية التى تم هدم سورها الخارجى أثناء تنفيذ حملة إزالة للمبانى المخالفة، ومدرسة قرية بقبق التى تم نقل تلاميذها نهاية العام الدراسى الماضى إلى مدارس أخرى بعد تشقق جدرانها، وخوف العاملين بها من سقوطها على رؤوسهم، وتقع مدرسة الفتيات الابتدائية التى تعانى من كثافة كبيرة بجوار مستشفى برانى الذى يجرى تطويره حالياً، حيث تسبب البناء المخالف خارج أسوارها على الشارع الرئيسى فى تشويهها تماماً، حتى قامت قوات الشرطة بالتعاون مع مجلس المدينة فى إزالة المبانى المخالفة بجوارها لكن تم تحطيم أجزاء كبيرة من السور الخارجى للمدرسة من ناحية الجنوب والشرق، واكتفى العاملون بالمدرسة برص قوالب الطوب الأبيض فى بعض الأجزاء المفتوحة من سور المدرسة لكن ذلك لم يحمِ المدرسة، إذ يستطيع أى مواطن دخول المدرسة والعبث بمحتوياتها بسهولة شديدة، ويستطيع الزائر مشاهدة مقاعد الفتيات وهى ملقاة فى فناء المدرسة القديمة لكن المدرسة الجديدة التى بدأ العمل فيها منذ عام تقريباً لا يتحرك فيها أى ساكن بعد صدور أوامر بوقف العمل بها. ويقول وكيل إحدى مدارس برانى تم البدء فى إنشاء مدرسة ابتدائى جديدة للفتيات فى برانى منذ عام لكن تم توقف العمل بها منذ 6 شهور لأسباب غير معلومة ومعلنة، لكن بعض المسئولين قالوا إن بعض الأجهزة الأمنية رفضت ارتفاع المبنى الى خمس طوابق لأسباب أمنية، رغم أنها تجاور مبنى مستشفى برانى الجديد المكون من 5 طوابق، وهو ما تكرر أيضاً فى مدرسة قرية الظافر الواقعة على الطريق الدولى الساحلى بين برانى ونجيلة، حيث تم إيقاف العمل بها لأن كانت ستكون مكونة من 7 طوابق».
مدارس مطروح مأوى للماعز وأعشاش الطيور
بين منازل كثيرة متناثرة فى أرجاء الساحل الشمالى الغربى بمحافظة مطروح تنتشر مدارس حكومية متنوعة، بعضها مكون من 5 طوابق ويشبه مدارس القاهرة والدلتا، والبعض الآخر مكون من فصل واحد، ورغم قلة كثافة الفصول بمدارس مرسى مطروح إلى حد كبير، فإن توقف إنشاء المدارس الجديدة لأسباب غير معلومة مؤخراً أدى إلى حدوث زحام وكثافات بالمدارس الإعدادية التى تستقبل مئات الطلاب سنوياً من أماكن متباعدة.
ورغم نظافة بعض المبانى التعليمية من الخارج والداخل فى محافظة مطروح، فإنها تعانى خللاً إدارياً مزمناً من الداخل يكمن فى هروب المعلمين من مدن المحافظة النائية مثل السلوم وبرانى ما يؤدى إلى تدنى مستوى الخدمة التعليمية بهذه المدارس التى يغيب عنها مدرسو المواد الأساسية.
بعد زيارة العديد من مدارس مطروح ورصدت تهدم أسوار مدرسة برانى للفتيات وتوقف إنشاء المدارس الجديدة بها وألقت الضوء على عزوف المعلمين عن العمل بالسلوم وبعض المناطق الأخرى بجانب عدم توفير استراحات آدمية للمدرسين المغتربين وتشجيعهم على العمل فى تلك المناطق النائية واستمعت إلى شكاوى أولياء الأمور والمعلمين من تدهور الأوضاع التعليمية بثانى أكبر محافظات مصر من حيث المساحة.