الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

الجامعات المصرية من اللامعيار إلى اللامعقول

الجمعة 15/نوفمبر/2013 - 04:39 م

اللامعيار واللامعقول بلاء مصري قديم أفرز من التخلف والالتياث والنكوص والمصائب والمشاكل فى مصر ما لا تخطئه الايون الغفلة والسذج وأصحاب الهوى والمصالح وأهل الانتزاع والاستحواذ وعدم الاكتراث بقضايا الوطن وهمومه وقد بات ذلك بوابة آمنة مضمونة وسلوكا ومنهجا معتبرا يتموضع ويستقر ويتبع وتتحقق به أحط الانجازات وتكلؤه عيون الطامحين والمرجفين فى المدينة الذين لا يأبهون لفادح الخطر على وطن عليل وقيم مهدرة.

فى ظل ذلك انطلقت ثورتنا وخلنا أن الجامعات المصرية قد انطلقت من عقالها الى طريقها الصحيح وآفاقها المرتجاة لتلحق بركب تأخرت عنه وقبعت فى منتهاه فى حال لم يره حتى زمن الاحتلال والجبابرة العتاة...خلنا أننا فى معرض تغيير واستعادة ودحر لللامعيار واللامعقول واستبشرنا بالانتخابات واستعادة الرؤية والمناهج والدروب الطبيعية المعروفة والمستقرة فى الجامعات الأصيلة لكن واقع الأمر ومحزنه ومفجعه هو أن اللامعيار واللامعقول قد وجد رعاية وحماية واعتمادا غير مسبوقين .

ولينظر أهل الأمانات والعقول والانتماء إلى مخرجات الانتخابات للقيادات الجامعية وليدة التربيطات والصفقات والتعهدات والحمايات وصولا إلى تكرس الفساد وامتطائه لعنوان الديمقراطية وحماية الإقطاعيات والعزب والدساكر وتمكين التابعين وتعميق منظومة اللامعيار واللامعقول وتمكين أهلا ومفاهيمها ومناهجها والسالكين طريقها لتمضى القيم والأعراف والقوانين وآفاق الإبعاد والانتقال والنهوض إلى الجحيم ولينكفأ أهل الضمير والفكر والإبداع والبحث والإنجاز والارتقاء والرؤى الأصيلة الشفافة السليمة المرتكزة على المعايير الأصيلة الواعية والغيرة على العلم والوطن إلى أن ييأس الأوعياء والنجباء والطاهرين والأوفياء لوطنهم وأمتهم وأهليهم ومكانتهم والطامحين إلى الانجازات العلمية والارتقاء إلى مستويات جامعية سامقة شامخة عايشوها وعاصروها وتفاعلوا مع أهلها ونافسوهم وفاقوهم وبادلوهم إبداعا بإبداع وإنجازا بإنجاز وطوحا إلى التطور والارتقاء لكنهم ولسوء حظ مصر المثخنة المنتهكة من المنتسبين إليها زورا وبهتانا وفئران السفينة الذين اهتبلوا فرصة الثورة واندفاعاتها ووثبوا إلى الواجهة و الصدارة وامتطوها وانتزعوها

لقد خاب ظن أساتذة الجامعات النابهين والفاعلين والقادرين على التطهير ونحر الفساد وركل الذئاب والضباع والكلاب للاستعادة الطاهرة العفية الشفافة النقية والاضطلاع بالدور والواجب والمتشبثين بالقيم والمدركين لديونهم واجبة السداد لوطنهم وأمتهم قد خاب ظنهم وضاع سعيهم وضاقت عليهم الأرض والجامعات بما رحبت للتقدم جامعاتنا إلى الهاوية بشكل لم يسبق له مثيل حتى فى أشد المراحل والعصور سوادا وانكفاءً بعد تمكين بعض من أنأى الناس عن العلم والبحث والأخلاق والأمانة العلمية والشخصية فى لجان ترقية فى ثوب قشيب جديد ...هكذا تمضى الأحوال بالجامعات المصرية المستجيرة من رمضاء الماضي بسعير الواقع وجبروت الفاسدين والمنخرط أهلها ووعيها فى قضايا جزئية هزلية تصرف الناس والاهتمام بالجزئيات والشكل عن الأساسيات والتأسيس والمضمون والاستعادة لما غاب من معايير وقيم ومناهج ومسالك وآليات سليمة عفيفة شفافة نجيبة سامقة وتبقى جامعات مصر ومناراتها فى دروب التيه والتدنى والتظاهر الخبيث الدعى بالانجاز.