الشراكةُ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ .. تعليمٌ أم ...؟
بدأت الشراكةُ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ منذ إنشاءِ الجامعاتِ الخاصةِ، وبمقتضى هذه الشراكةِ يُمنحُ الطالبُ شهادةً مزدوجةً من الجامعةِ الأجنبيةِ ومن الجامعة الخاصةِ. اِعتبرَت الجامعاتُ الخاصةُ هذه الشراكةَ جازبةً للطلابِ في إطارِ المنافسةِ فيما بينها. والآن ظهرَت في بعض الكلياتِ بالجامعاتِ الحكوميةِ شراكاتٍ مماثلةٍ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ. ومن حيث المبدأ فإن الكلياتِ الحكوميةِ لا تحتاجُ شراكةً مع جامعاتٍ أجنبيةٍ لأن الطالبَ يدخلُها بحكمِ المجموعِ، فلا تنافسَ بين الكلياتِ الحكوميةِ ونظيراتِها الخاصةِ والعامةِ. لكن، لو كان من شأنِ شراكةِ الجامعاتِ الحكوميةِ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ رفعُ مستوى التعليمِ وفتحِ آفاقٍ للخريجينِ فهي بالفعلِ شراكةٌ مُثمرةٌ.
المهم، هل تَكُونُ الشراكةُ ذات جدوى مع
جامعةٍ أجنبيةٍ في مستوى مقاربٍ للجامعةِ الحكوميةِ إن لم يكنْ أدنى؟ ما فائدةِ الشراكةِ
مع جامعةٍ أجنبيةٍ يضَعُها تصنيف التايمز البريطاني في الترتيب ما بين ٦٠١-٨٠٠ على
مستوى جامعاتِ العالمِ، ولها في ذات التصنيفِ الترتيبُ من ١٥١-٢٠٠ على مستوى الجامعاتِ
الناشئةِ؟ للتذكرةِ، فإن تصنيفَ التايمز هذا تتهافتُ عليه الجامعاتُ الحكوميةُ تقصيًا
لترتيبِها بين جامعاتِ العالمِ. ثم ما هي الفائدةُ المُقابلةُ التي تعود على الجامعةِ
الأجنبيةِ الشريكةِ؟ هل هم قرشين سيدفعُهم الطلابُ؟ قد تكون الشراكةُ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ
مغمورةٍ نتيجةً لصعوبةِ وتكلفةِ الشراكةِ مع جامعاتٍ أجنبيةٍ مرموقةٍ. أليست المصارحةُ
واجبةً؟
مستقبلُ طلابِنا لا مجازفةَ فيه، ما هي
السلوكياتُ التي سيكتسبونها لما يتيقنوا أنهم وقعوا على مرآى ومسمعِ الدولةِ فيما لم
يعدْ عليَهم بنفعٍ حقيقي؟ هل سيُباعُ الحلمُ لطلابِنا أم سيتلقون فعلًا تعليمًا مختلفًا
يفتحُ لهم فرصًا أفضل؟ جميلٌ أن تمِدَ جامعاتُنا لِبَره، بما يحققُ النفعَ الحقيقي.
الكتابةُ عادةً تكون للدولةِ لما تأخذُ
القلةُ قراراتٍ هامةٍ في دوائرِها المُغلقةِ ..
اللهم لوجهِك نكتبُ.
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة
الحاسبات بجامعة عين شمس
Prof. Hossam M.A. Fahmy