المعلمون أولًا، والعناصر الفاشلة!
الأربعاء 23/مايو/2018 - 04:57 م
أتاح موقع المعلمون أولُا مؤخرًا تدريبًا لكافة المعلمين عبر الإنترنت؛ تحت مسمى: البرنامج التمهيدي لـ "لمعلمون أولًا"، وهو ما يمثل نقلة نوعية راقية وعصرية في أسلوب تدريب المعلمين، ترتكز على اعتماد المدرس على ذاته في تلقي التدريب بصورة رقمية، ثم يعقد اختبار في نهاية التدريب؛ يترتب على اجتيازه حصول المعلم المتدرب على شهادة محترمة بانجاز التدريب إضافة إلى خطة العمل.
ما كان على المعلم أو الأخصائي إلا أن يقوم بإنشاء حساب متضمنًا محافظته وإدارته ومدرسته، ثم اسم المستخدم وكلمة السر، ثم الإسم الحقيقي للمعلم أو الأخصائي، ثم الإيميل الرسمي للمعلم أو الأخصائي، ثم الرقم القومي، بعدها يدخل المسجلون في رحلة ممتعة عبر خطوات مع تدريب شيق يعتمد على النص والفيديو، ولكن وللأسف لم ينل هذا الأسلوب المتحضر في التدريب استحسان البعض فراحوا يعبثون ويلعبون ويضعون أسماء وهمية ومنحطة ثم يستخرجون بها شهادات ثم يرفعونها على مواقع التواصل الإجتماعي، ثم يبدأون رحلة السخرية من الموقع والتدريب، مما دفع الموقع إلى حجب تحميل شهادة التدريب.
أتفهم التخوف من التغيير، ولكني لا استوعب مُطلقًا هذه الهمجية التي مارسها البعض بشكل يدعو للأسى والحزن على أخلاق تلاشت وسلوكيات توارت، لدرجة تصيب العقل بالحيرة في اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه الفئة التي أساءت لجموع المعلمين وشوهت رسالتهم واظهرتهم بمظهر العابث الفوضوي الهمجي الذي لا يعبأ لشيء، كما أتصور بأنه سعي مبرمج لإجهاض أي محاولة للتطوير والتجديد كي تستمر الأوضاع المتردية على ما هي عليه، وهو ما يضمن حياة واستمرار هذه الفئة الضالة التافهة.
أشعر كمعلم باحتقان شديد من هذه التصرفات العبثية التي خلت من كل إنسانية أو مهنية أو مسئولية، وإن كنت أعتب على فريق برمجة الموقع بعدم ربط موقع المعلمون أولًا ببيانات المعلمين على قاعدة وزارة التربية والتعليم وهو إجراء يستعصي معه التلاعب أو استخدام أسماء وهمية.
عبدالقادر مصطفى عبدالقادر
تربوي وكاتب