فلسفة إدخال التابلت إلى الثانوي العام
السبت 05/مايو/2018 - 12:45 م
.. بداية؛ فإن السطور القادمة تُمثِّل رؤيتي وفلسفتي الخاصة حيال إدخال التابلت والتعليم والتقويم والتقييم الإلكتروني إلى مدارس الثانوي العام من العام القادم، وإنني أختلف مع أولياء الأمور وبعض من ينادون بإلغاء تطبيق النظام الجديد على الثانوي العام، والإكتفاء بالبداية من رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي وذلك للإعتبارات الآتية:-
(1) إدخال التابلت والتعليم والتقويم والتقييم الإلكتروني سيضمن تخلص الثانوي العام من ضعاف المستوى، ومن ثم اتجاههم إلى التعليم الفني وهو مطلب قومي، خاصة وأن هناك حركة تطوير قوية في التعليم الفني تعتمد نظام الجدارات، وهو أمر سيحدث جذبًا وجاذبية لهذه النوعية المهملة من التعليم.
(2) يجب أن يتساوي التعليم الفني في الأهمية مع التعليم العام، ولكل نوعية تعليم طالب بمواصفات محددة تنطلق من نظرية الذكاءات المتعددة، فإذا كان الثانوى العام يتطلب ذكاءً لفظيًا ورياضيًا، فإن التعليم الفني يتطلب ذكاء حركيًا ومهاريًا، وهنا سيختار الطالب بلا مضض ولا غصة نوعية التعليم التي تتواءم مع إمكانياته.
(3) هناك مطالبات كثيرة ببناء آلاف الفصول لتخفيف حدة الكثافات في فصول الثانوى العام، في حين تعاني فصول المدارس الفنية خواءً وهجرًا، فإذا كان بناء هذه الفصول يتطلب مليارات الجنيهات، فالأجدى أن نفكر في طريقة تعيد توزيع الطلاب بتوازن ببين التعليم بشقيه العام والفني، والنظام الجديد سيساهم بلا شك وبطريقة ناعمة في تحقيق هذه الرؤية.
(4) سوق العمل متعطش بشدة إلي فنيين في مختلف القطاعات، في الوقت الذي يعاني فيه من تشبع ثقيل من التخصصات الأكاديمية، والمناشدة والمحايلة في هذا الخصوص لا تجدي إلا إذا وُضع كل طالب أمام حقيقة مستواه العلمي أو الفني عبر منظومة لا تجامل ولا تتحيز، والمنظومة الجديدة تحقق جزءًا كبيرًا من هذا.
عبد القادر مصطفى عبد القادر
تربوي وكاتب