الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار التعليم

يوهانسن عيد:الارتقاء بمنظومة التعليم المصري بجعلها مصدرا للإبداع والابتكار

الأحد 22/أبريل/2018 - 01:54 م
السبورة

ان هذا المؤتمر الدولى الخامس للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، والذي يعقد تحت عنوان (ضمان جودة التعليم: تأملات.. آفاق .. تطلعات)، ويأتي في إطار استراتيجية جمهورية مصر العربية لتطوير التعليم، والتي يقودها السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ لتظل مصرُ الحضارة والتاريخ

إن الأمم المتقدمة جميعها تدرك أن التعليم الجيد هو السبيل للتنمية والرخاء، وهو قاطرة الأمم إلى التقدم والرفاهية.

وقد أدركت مصر أن عليها أن تسعى إلى الارتقاء بمنظومة التعليم المصري بجعلها مصدرا للإبداع والابتكار الذي يشكل دعامة أساسية للاقتصاد المبنى على المعرفة.

لذلك فقد كثَّفت الدولة جهودها لإصلاح التعليم وتطويره، وحرصت على أن تضع من السياسات والنظم ما يضمن حق كل مواطن في الحصول على تعليم عالي الجودة؛ وكان قرار إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، والتي نحتفل اليوم من خلال مؤتمرنا هذا بمرور عشر سنوات على إنشائها باعتبارها أحد أهم الركائز التي تقوم عليها استراتيجية الدولة لإصلاح التعليم وتطويره.

وقد أخذت الهيئة على عاتقها منذ إنشائها وعلى مدار السنوات العشر الماضية، تطوير معاييرها لتتواكب مع المعايير العالمية؛ من أجل تأكيد الثقة على المستوى المحلي والدولي في مخرجات العملية التعليمية، وبما لا يتعارض مع هُوية الأمة، فكانت رسالتها هي (الارتقاء بمستوى جودة التعليم وتطويره المستمر، واعتماد المؤسسات التعليمية وفقاً لمعايير قومية تتسم بالشفافية وتتلاءم مع المعايير القياسية والدولية).

 

وقد عملت الهيئة بدأب شديد على نشر ثقافة الجودة بين الأطراف المعنية من القيادات الأكاديمية والتربوية وأعضاء هيئة التدريس والمعلمين والطلاب والأطراف المجتمعية.

وفي سعيها لتحقيق أهدافها، تبنت الهيئة رؤية تضعها كعامل للتغيير وشريكا فعالا، بدلاً من رقيب على المؤسسات التعليمية. وبالتالي فقد حرصت دائمًا على تعزيز شراكتها مع أصحاب المصلحة، وتوسيع علاقاتها وتحالفاتها الدولية، ومواكبة التطورات الدولية في مجالات ضمان الجودة والاعتراف المتبادل بالمؤهلات، وتعتبِر الهيئة أن تأكيد الثقة على المستوى المحلى والإقليمي والدولي في مخرجات منظومة التعليم المصرية هو أحد أهم أهدافها.

لذلك فإننا نعمل على شتى الأصعدة لتحقيق هذا الهدف، حيث كثفت الهيئة جهودها لتصبح كيانا معترفا به إقليميا وعالميا، ومشهودا لقراراته بالحيادية والمصداقية، وعقدت اتفاقيات للاعتراف والتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية، كما شاركت كعضو مؤسس في الشبكات الإقليمية لهيئات ضمان جودة التعليم والاعتماد، ومنها: الشبكة الإفريقية، وشبكة هيئات الجودة بالدول الإسلامية، إضافة إلى عضويتها في الشبكة العربية، والشبكة الأوروبية لهيئات ومنظمات ضمان جودة التعليم، والمجموعة الدولية لجودة التعليم التابعة لمجلس اعتماد التعليم العالي الأمريكي  CHEA/CIQG   والذي تسعد الهيئة بتوقيع اتفاق تعاون معها خلال فاعليات هذا المؤتمر .

إن معالجة القضايا الاستراتيجية الوطنية في مجال التعليم والتصدي للتحديات الحالية والمتوقعة لساحة التعليم سريعة التغير هي جوهر اهتمامانا المشترك. ومن ثم، فإن المؤتمر الدولي السنوي للهيئة هو أحد الوسائل الرئيسية لمناقشة هذه القضايا ودراسة التحديات مع قاعدة واسعة من الشركاء وأصحاب المصلحة.

فبعد عشر سنوات من انطلاقها، تحرص "نقاء" كمنظمة للتعلمlearning organization على التفكر مع جميع أصحاب المصلحة في التقدم الذي تم إحرازه في ضمان جودة التعليم، والعقبات التي واجهناها في سعينا المشترك من أجل الجودة، وكذلك التحديات التي نواجهها وسبل التغلب عليها.

سنتفكر معًا في تطلعاتنا لتعليم عالي الجودة في مصر، ونضع خريطة طريق لتحويل هذه الطموحات إلى واقع ملموس؛ لتحويل الأحلام إلى عمل مشترك.

ومن هنا جاء اختيار موضوع المؤتمر الدولي الخامس "ضمان جودة التعليم: التأملات ... الآفاق ... التطلعات"، والذي يطرح للمناقشة بين مختلف الشركاء عددا من الموضوعات المهمة وفي مقدمتها:

- تأثير ضمان الجودة على المؤسسات التعليمية والمعلمين والطلاب

-  التعلم للجميع ... هل يمكننا تحويل الشعار إلى حقيقة؟

- ضمان جودة التعليم من منظور أصحاب العمل

- التحديات التي يفرضها إضفاء الطابع الدولي على التعليم بالنسبة لضمان الجودة

- كيف يمكن أن نبني الثقة في المؤهلات المصرية، ومن ثم نوجد أدوات الاعتراف الدولي بها

وغيرها من الموضوعات المهمة التي يتناولها المؤتمر.

تؤمن الهيئة بأن الجودة في ذاتها تعني أن هناك دائما ما هو أفضل، وعلينا أن نسعى إليه؛ لذا فإننا على الرغم مما أنجزناه على مدار الأعوام العشر الماضية، فإننا ندرك أن العقل البشري دائم الابتكار والإبداع، وأن التجارب تفرز ممارسات جيدة كثيرة، وحلولا لمشاكل لا تظهر إلا من خلال سنوات من الممارسة. ومن خلال هذا المؤتمر تسعى الهيئة للوقوف على تلك الممارسات، ونشرها في منظومة التعليم والبحث العلمي في مصر.   

إننا نعلم تمامًا حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا، وأن ما خطوناه من خطوات تمت بفضل الله على منهجية علمية في سبيل تطوير التعليم، تحتاج إلى المزيد والمزيد، وإننا على ثقة بأننا سنكمل الطريق -إن شاء الله- بتضافر جهود شتى مؤسسات الدولة، وبجهودكم أبناء مصر المخلصين من الأكاديميين والمعلمين، وبخبرات وإسهامات شركاء التطوير المحليين والدوليين، لنحقق التنافسية والتميز، ومن ثم نرى ثمار التعليم قريبا بإذن الله تعالى.

فلنعمل جميعا يدا في يد لنكوّن أجيالا مبدعة تحقق التنمية والازدهار ونطوّر مؤسسات تعليمية نراها مستقبلا في مقدمة التصنيفات العالمية.