%31 من طلاب الامارات يعانون " التنمر "
كشف تقرير دولي، حول التنمر في 47 دولة بينها دولة الإمارات، استعرضته جامعة زايد، أخيراً، خلال حملة توعوية حول «التنمر في المدارس»، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، عن أن نسبة الطلبة الذين يتعرضون للمضايقات كل شهر في دولة الإمارات، تبلغ 31%، وهي أعلى قليلاً من المتوسط الدولي.
التصدي لظاهرة «التنمر»
شرح استشاري التنويم الإيحائي، الدكتور
ناصر الريامي، أشكال التنمر والحاجة الماسة للتدخل من أجل التصدي لهذه الظاهرة، قائلاً
إن الظاهرة تحدث على العديد من المستويات المختلفة، وإن تسمية «التنمر» لم يتم استخدامها
فعلياً، حتى تم تصنيف شخص ما على أنه متنمر.
وذكر أنه من جهة هناك الاستثارة الفردية،
التي يمكن أن تحدث بين طفلين أو حتى بين زملاء العمل، ومن جهة أخرى هناك التنمر الاجتماعي،
حيث تقوم مجموعة من الأشخاص بتنظيم مجموعة اجتماعية أخرى أو أفراد، ضمن المجموعة.
وقال الريامي إن هذه القضية تكاد تكون ثابتة،
عندما تصف سلوك التنمر للمتنمر حيث سينكر ذلك بخبث، ويدَّعي خلافه، موضحاً أن كيفية
التدخل دائماً مشكلة معقدة، فالطلبة المستهدَفون عادةً ينسحبون من الموقف، ثم يتبعون
سلوكهم الاجتماعي والسجلات الأكاديمية، وعادة يفضلون الحفاظ على الهدوء، معتقدين أن
المشكلة قد تتصاعد.
وحملت الفعالية، التي أقيمت بفرع جامعة
زايد في دبي، عنوان «أوقفوا التنمر، وتعالوا نناقشها بصراحة»، حيث عمدت إلى إطلاع المجتمع
الجامعي على أسباب الظاهرة وأشكالها المختلفة، وآثارها في سلوك ضحاياها، كما ناقشت
الإجراءات الوقائية لمعالجة هذه الظاهرة.
وقال عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية،
الدكتور فارس هواري، إننا «نسعى - من خلال هذه الحملة - إلى زيادة مستويات الوعي بمثل
هذا السلوك العدواني، لتثقيف طالبات الجامعة بشأن ما يمكن اتخاذه من خطوات لإيقافه».
وأضاف: «لقد تعهدت طالباتنا بالقيام بإجراءات،
للحيلولة دون انتشار ظاهرة التنمر بين الصغار، وحملن ملصقات وعلامات مختلفة، خلال مسيرة
دعت إلى إحكام الخناق على هذه الظاهرة، ومنع استمرارها».
وقالت الأستاذ المساعد بقسم الصحة العامة
والتغذية في الكلية، الدكتورة داليا هارون، إنه بموجب مسح عالمي، أجري أخيراً حول صحة
المدارس، تم إصدار تقرير دولي حول التنمر في 47 دولة بينها دولة الإمارات، وقدر هذا
التقرير أن 29% من التلاميذ في المتوسط يتعرضون للمضايقات كل شهر، وكانت النسبة في
دولة الإمارات 31%، أي أعلى قليلاً من المتوسط الدولي.
وقالت إن الأشكال الأكثر شيوعاً للتنمر،
بين طلبة المدارس من الصف السادس إلى التاسع، هي: الضرب، والركل، والدفع، وحبس الآخرين
في غرف مغلقة، بالإضافة إلى الإساءة اللفظية، معتبرة أنها قضية خطرة، خصوصاً إذ أصبح
ضحايا التنمر يعانون زيادة الإجهاد النفسي، وانخفاض القدرة على التركيز، وأصبحوا عرضة
لخطر تعاطي المخدرات، وتنامي السلوك العدواني.
وذكرت أن فريقها يعمل بالتعاون مع السلطات
التعليمية الرئيسة في الدولة، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للحد من التنمر بين
الأطفال في المدارس العامة والخاصة، مع التركيز على طلبة المرحلة الثانوية في جميع
أنحاء الدولة. وتابعت: «قمنا بجمع البيانات على مدار عامين دراسيين متتاليين في المدارس،
حيث وزعنا على طلبتها استطلاعات قبيل بدء العام الدراسي، وجمعنا من خلالها معلومات
عن مشاعرهم أثناء وجودهم في المدارس، وعدد المرات التي تعرضوا فيها للمضايقة، وقائمة
الحوادث التي تعرضوا لها، وردود أفعالهم، وفي نهاية العام الدراسي تمت إعادة توزيع
الاستطلاعات، لملاحظة تغييرات سلوكية محتملة».
من جانبها، تحدثت استشارية التغذية الصحية
للطفل في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، علا الصالح، عن مشروع تم تنفيذه
على مرحلتين: الأولى شملت 1793 طالباً في 20 مدرسة، بينما شملت الثانية أكثر من
2200 طالب في 24 مدرسة.