"عامر" يؤكد دعم الأزهر لجهود التنمية في إفريقيا.. و يشيد بدور اتحاد الجامعات في النهوض بالتعليم
قدم الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر تحياتِ فضيلةِ الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وتحيات الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر للمشاركين فى إفتتاح مقر المكتب الاقليمى لاتحاد الجامعات الافريقية لقطاع شرق افريقيا ، كما قدم التهنئة الى الشعب السودانى الشقيق وجامعة الخرطوم ، على اختيارها مقرًّا للمكتب الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية لقطاع شرق إفريقيا ،
وأعلن عامر
خلال مشاركتة فى إفتتاح المكتب أن إتحاد
الجامعات الافريقية يبذل جهودا مضنيه من أجل النهوض بمستوى التعليم فى جامعات
القارة ، مشيرا أن جامعة الخرطوم تليق
بهذه المهمة شكلاً ومضمونًا، ونحن على يقين بأنها ستقوم بها على أكمل وجه،
وسيكون لها دورٌ مؤثرٌ في تطوير التعليم وخدمة المجتمع وتنمية البيئة في إفريقيا. لافتا
أن اتحاد الجامعات الإفريقية له جهدٌ واضحٌ وكبيرٌ في تطوير التعليم العالي
بإفريقيا، كما يقوم بدورٍ فعالٍ وقويٍ في تضييق الفجوة بين إفريقيا وأوروبا في
مختلف مجالات الثقافة، والعلم والمعرفة ، هذا بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى
الخريجين وصقل مهاراتهم وقدراتهم .
جهود
الأزهر فى إفريقيا
وحول
التعريف بجامعة الأزهر و تعاونها مع قارة افريقيا
قال عامر أن جامعة الأزهر عمرها
ألف وثمانية وأربعين عامًا، وتشتمل على (359) برنامجًا أكاديميًا في مختلف العلوم
والمعارف الدينية، والإنسانية، والعلمية والطبية، وللجامعة ثلاثة أفرع رئيسية؛
الأول في القاهرة، والثاني والثالث في جنوب وشمال مصر، تشتمل على سبعة وثمانين
كلية، يدرس بها من طلاب العلم في العام الدراسي الحالي (2017/2018) حوالي 650 ألف
طالبٍ، كما يدرس بها 33 ألف طالبٍ من دول العالم المختلفة، يمثلون 107 دول، منهم (35)
دولة إفريقية من الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، ويبلغ عددهم 6164 طالبًا.
ويتشرف
الأزهر الشريف بتقديمه أنشطة مختلفة لكل دول إفريقيا على مختلف العصور، مثل إرسال
البعثات التعليمية والثقافية في مختلف العلوم والمعارف، والقوافل الطبية
والمساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، حيث بلغ عدد القوافل الطبية منذ عام 2011
إلى فبراير/2018 (ثلاث عشرة) قافلة، قدمت إلى سبع دول إفريقية، (السودان، النيجر، الصومال، تشاد، إفريقيا
الوسطى، نيجيريا، بوركينا فاسو) شارك فيها (124) طبيبًا، ووصل عدد المرضى إلى: (61385)
مريضًا، ووصل عدد العمليات إلى (1430) عملية، ووصل وزن الأدوية إلى (17) طنًا. أما عن الإغاثة والمساعدات الإنسانية فقد وصلت
إلى أربع قوافل إغاثة في السنتين الأخيرتين إلى أربع قوافل إغاثة بمساعدات وزنت
سبعين طنًا إلى (تشاد، إفريقيا الوسطى، نيجيريا الصومال) لافتا حرص جامعة الأزهر الشريف دائمًا على عقد
اتفاقيات علمية وثقافية مع جامعات إفريقية. تضمنت
عقد دورات تدربية وتثقيفية لأئمة المساجد والشيوخ في بعض الدول بإفريقيا
وذلك بالتعاون مع مركز توني بلير البريطانية.
وقام الأزهر الشريف من خلال "مرصد
الأزهر لمكافحة التطرف" بنشر صحيح الدين ورصد كل الممارسات التي تضر الإنسان
وغيره من المخلوقات والبيئة، ثم يرد عليها ويصححها بإحدى عشرة لغة، كما يهتم برصد
الأفكار الإرهابية في العالم، ويحذر الشباب من الأفكار الخاطئة، كما أن له دورًا
واضحًا في محاربة التطرف والإرهاب بكل الوسائل، ومنها الوسائل الإلكترونية. مشيرا
أن اتحاد الجامعات الإفريقية هو الجهة المسؤولة عن وضع الخطة الإستراتيجية للتعليم
العالي بالقارة، لذا ربما تشاركونني الرأي أنه من المهام التي يجب أن يقوم بها
الاتحاد في هذه المرحلة لمعالجة كثير من قضايا القارة بناء أنظمة جودة التعليم؛
لضمان كفاءة الخريجين ومنافستهم في سوق العمل الدولي.
الصراعات
الداخلية
وحول أثر
الصراعات الداخلية فى القارة الافريقية
أوضح عامر أنها أحد معوقات
التنمية؛ مطالبا بأهمية تبني إستراتيجية
برامج متعددة لطلاب الجامعات قادة
المستقبل لغرس قيم التعايش السلمي وتقبُّل
الآخر، والتنوع والتدريب على مهارات التواصل، وربما تشاركونني الرأي في ضرورة
إيجاد كيان لبناء قدرات أبناء القارة؛ للمشاركة في التنمية المستدامة. كما بين أنه
بناءً على التغيرات المناخية في العالم ربما تتعرض بعض دول القارة في السنوات
القادمة إلى مشكلة جفاف؛ مما يستلزم وجود نظم ري غير تقليدية بديلة للنظم الحالية.
الأمراض المتوطنة
وحول
تحديات التنمية فى القارة أوضح عامر أنه لا يمكن إغفال الأمراض المتوطنة ، والتي تتسبب في أعباء اقتصادية وإعاقة
للتنمية؛ لذا لابد من ضرورة اهتمام
البرامج الأكاديمية والبحث العلمي للقضاء على هذه الأمراض ووضع نهاية لها . خاصة
وأن
"إفريقيا" القارة الأغنى في العالم بمواردها الطبيعية؛
لذا لا بد من استكشاف الثروات الطبيعية بها وضمان حسن استثمارها من خلال البرامج
الأكاديمية والأبحاث العلمية، ومن أكثر الثروات التي تحتم إعادة اكتشافها إنما هو
العنصر البشري، بحيث يجب علينا جميعًا أن نقوم بتنمية قدرات وإعداد العنصر البشري
في القارة الإفريقية؛ حتى يمكنه مواجهة تحديات العصر.
المرأة
شريك رئيس
وحول دور
المرأة وأثره فى التنمية أكد عامر على أن "المرأة"
الشريك الرئيس في التنمية المستدامة في القارة؛ لذا يجب أن تهتم البرامج
الأكاديمية والأنشطة الثقافية بدور المرأة وأهميتها في التنمية المستدامة، وإرساء
مبدأ المساواة بينها وبين الرجل، وأن الأفضلية للمتميز. مشيرا أن جامعة الأزهر بما لديها من خبرات
وكودار بشرية مدربه تستطيع أن تسهم بشكل
فعّال في وضع الخطط التنفيذية لهذه المهام وتطبيقها.
وفى
الختام باسم الأزهر الشريف وجامعته أسجل
لكم جميعًا الشكر والتقدير لهذه الدعوة الكريمة، ولحسن الاستماع، متمنيا من الله
تعالى أن نعمل معًا لكل ما ينفع الناس جميعًا في كل زمان ومكان.