خلاله زيارته لجامعة المنيا ... وزير التعليم العالي يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي "دور الجامعات في دمج متحدي الإعاقة في الجامعات والمجتمع"
السبت 24/فبراير/2018 - 01:51 م
افتتح خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي صباح اليوم السبت فعاليات المؤتمر الدولي الذي تنظمه جامعة المنيا تحت (عنوان دور الجامعات في دمج متحدي الإعاقة في الجامعات والمجتمع) بهدف تبادل الرؤى والخبرات المختلفة، واستعراض عدد من التجارب المحلية والإقليمية والدولية الناجحة في هذا المجال، وذلك بحضور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا، والسادة رؤساء الجامعات المصرية، وبمشاركة العديد من الأساتذة والعلماء والخبراء والشخصيات العامة وممثلي بعض الدول من فنلندا، روسيا، زامبيا، سلطنة عمان، تونس، ليبيا.
وخلال كلمته أكد الوزير أن استقراء الواقع المصري الخاص بمتحدي الإعاقة في بلادنا يوقفنا على عدد من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها عند العمل على دمجهم وتمكينهم مجتمعيًا بما يساعدهم على تحقيق طموحاتهم والتغلب على التحديات والعقبات التي يواجهونها، مشيرًا إلى أن في صدارة هذه الحقائق تأتي الحقيقة الرقمية، موضحًا أن نسبة متحدي الإعاقة بلغت نحو 10% من عدد سكان مصر.
وأضاف عبدالغفار إن الواقع والتاريخ يؤكدان أن هذه الفئة قدمت لمجتمعها ووطنها الكثير من الخدمات والإنجازات الجليلة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأبطال الذين رفعوا اسم مصر عاليًا خلال المنافسات الإقليمية والدولية في مجالات الرياضة والفنون والعلوم، موضحًا أن هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ما يملكونه من مواهب تحتاج إلى الاكتشاف والرعاية والتنمية.
وأشار الوزير إلى الجهود التي قامت بها الدولة المصرية من أجل دمج متحدي الإعاقة، موضحًا أن في مقدمة هذه الجهود دستور جمهورية مصر العربية 2014 الذي كفل حقوقهم وضمنها بمواد محددة، وإيمان القيادة السياسية بقدراتهم، مؤكدًا أن هذا ساعد في صدور القانون رقم 10 لسنة 2018 الذي يمثل برنامجًا وطنيًا تشريعيًا وتنفيذيًا متكاملاً لدمج وتمكين متحدي الإعاقة، وإزالة كافة وجوه التمييز ضدهم، وفتح القنوات في شتى مجالات العمل العام أمامهم؛ بما يتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، والمشاركة الحقيقية الفاعلة في بناء مجتمعهم ووطنهم.
وأكد عبد الغفار أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حرصت على تحقيق أقصى قدر من التعاون والتنسيق مع باقي مؤسسات الدولة بشأن اتخاذ كافة القرارات والإجراءات الكفيلة بضمان حقوق متحدي الإعاقة في هذه المؤسسات، سواءً من المتقدمين إليها من طلاب المرحلة الثانوية، أو من منسوبيها من طلاب الجامعات والمعاهد والعاملين بمختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الوطنية.
وأشار الوزير إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجامعات في دمج متحدي الإعاقة، مشيدًا بحسن تنظيم وإعداد جامعة المنيا لحفل افتتاح أسبوع شباب الجامعات من متحدي الإعاقة، والذي كانت لها فضل السبق في اقتراح فكرة إقامة الأسبوع وتنظيم هذا المؤتمر بمشاركة دولية لإثراء فعالياته، موضحًا أن نجاح إقامة فعاليات الأسبوع يدل على مدى الترابط والتماسك بين كافة أفراد أسرة المجتمع الجامعي.
ووعد عبد الغفار بخلق فرص تعليمية أفضل للطلاب من متحدي الإعاقة من خلال فتح تخصصات جديدة تتناسب وقدراتهم، مشيرًا إلى أن الجامعات لديها الآن العديد من الكليات المتخصصة في الدراسات المتعلقة بذوي الإعاقة.
وفى نهايه كلمته أكد الوزير أهمية هذا المؤتمر بما له من هدف أسمى، وهو تحقيق الدمج الكامل لهذه الفئة في الجامعة والمجتمع، مشيرًا إلى أهمية ما يناقشه من أبحاث وأوراق عمل وأفكار ورؤى تصب جميعًا في اتجاه دمج متحدي الإعاقة باكتشاف وصقل مواهبهم الإبداعية، وتحقيق أقصى استفادة للمجتمع والوطن من قدراتهم وإمكانياتهم، معربًا عن ترحبيه بكل السادة الحضور والمشاركين في فعاليات المؤتمر، متمنيًا للجميع التوفيق، وللمؤتمر النجاح في تحقيق أهدافه، ولوطننا العزيز كل تقدم وازدهار بإمكانيات كل أبنائه وبناته.
ومن جانبه أكد جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا على أن هذا المؤتمر يثبت أن الجامعة ليست بمعزل عن مشاكل مجتمعاتها، مشيرًا إلى أن الجامعات تعد مركز الإشعاع لكل ما هو جديد من الفكر والمعرفة والمكان الذي تنطلق منه آراء الأساتذة والمفكرين والعلماء.
وأضاف رئيس جامعة المنيا أن الجامعة تعد أحد منابر العلم والمعرفة وتسخر طاقاتها لتحقيق التنمية المستدامة للدولة، مشيرًا أن الهدف من إقامة هذا المؤتمر هو إلقاء الضوء على مشكلة من مشكلات المجتمع، وهي دمج متحدي الإعاقة في الجامعات والمجتمع للخروج بتوصيات من شأنها أن تسهم في حل مشكلاتهم.
وأشار رئيس جامعة المنيا أن المؤتمر يمثل فرصة عظيمة تتبناها الدولة وتفتح أذرعها لمعالجتها ومناقشتها بعد مبادرة القيادة السياسية بتخصيص عام 2018 عاما لمتحدي الإعاقة لنشر الوعي المجتمعي بقضاياهم، إلى جانب الارتقاء بالأداء الأكاديمي والإداري بالجامعات من أجل حل مشاكلهم.
ومن جانبها أكدت السيدة كارسي مسليتي ممثلة دولة فنلندا على أهمية المؤتمر باعتباره فرصة للتواصل بين الدول لبحث كيفية دمج متحدي الإعاقة في المجتمع، مشيرة إلى أن التواصل وتحقيق المساواة بين كافة أفراد المجتمع هو السبيل الوحيد لتغيير المجتمعات إلى الأفضل، مؤكدة على أن أوروبا تسعى في خطتها 2010 -2020 إلى عدد من القيم هي الشمولية والتواصل بين عناصر المجتمع.
وأشادت كارسي بفعاليات افتتاح أسبوع شباب الجامعات من متحدي الإعاقة، مشيرة إلى أنها شعرت بطاقة إيجابية رائعة لدى الطلاب خلال الاحتفال، موجهة شكرها للسيد الرئيس عبد الفتاح رئيس الجمهورية على جهوده الرائعة في دمج متحدي الإعاقة في المجتمع بتخصيص عام 2018 لمتحدي الإعاقة.
وخلال فعاليات المؤتمر استمع الحضور لعدد من أصحاب التجارب الناجحة من متحدي الإعاقة، وكيفية تحديهم للصعاب التي واجهتهم واستطاعوا التغلب عليهم.
ومن ناحية أخرى قام خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتفقد معرض إنتاج الورش الفنية في صناعات النسيج والخزف وتشكيل العرائس بالورق والطباعة بالسلك والرسوم المتحركة وصناعة الحقائب وغيرها، والذي يقام على هامش أسبوع شباب الجامعات المصرية الأول لمتحدي الإعاقة.
وعبر الوزير عن سعادته بما شاهده من منتجات فنية لطلاب الجامعات من متحدي الإعاقة، مؤكدًا على أنها ذات جودة عالية وتعكس مدى كفاءة ومهارات الطلاب، مطالبًا بضرورة إقامة مثل هذه الورش على مدار السنة الدارسية وخلال الإجازات الصيفية، وتقديم كافة أنواع الدعم لأعمال الطلاب الإبداعية الفنية.