السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أيهما يأتي مسبقا....النجاح ام الفشل ؟

الأربعاء 31/يناير/2018 - 03:12 ص

الشعور بالم الفشل يعتبر من اصعب المشاعر التي يمكن ان تدمر الحياة وتقود الانسان الي الاحباط نتيجة عدم قدرته علي تحقيق احلامه بل اهدافه. ولما لا وقد خلق الله سبحانه وتعالي الانسان علي فطرة النجاح يحيا ويعيش بها.

 فكل انسان منا قد بدأ حياته بنجاح، بداية من نجاح حيوان منوي واحد فقط في اختراق البويضة ولولا الرحلة الطويلة التي تقطعها الحيوانات المنوية بداية للوصول إلى البويضة،

 لكان لدينا الكثير من الأجنة المشوهة حيث تعمل هذه الرحلة الصعبة على انتخاب الحيوان المنوي الأقوى والتخلص من العناصر الضعيفة، فالنجاح يولد مع الاصرار والتحدي علي مواصلة المشوار فقطار الحياة لا يقف الا في اخر محطة. النجاح هو الحياه المتزنة في جميع سلوكيات الفرد والتي تشمل بعض المقومات من حياته الشخصية والصحية والمادية والعملية والروحانية بعيدا" عن المفاهيم الجامدة للنجاح من جمع الثروات او تحقيق الشهرة او المفاهيم الرخيصة من الفوز علي حساب الاخرين او الحلم المستحيل او حتي انتظار تقدير من حولك. النجاح هو رحلة الاستكشاف التي تلازم الإنسان منذ ميلاده حتى مماته ولا يقف أو يرتبط بعمر محدد فالنجاح هو الرغبة العميقة والشديدة في نفس الوقت أو المتعة أو الواقعية فيما يقوم به الإنسان،

 

و لا يقف عند حد تأدية وظيفة أو عملاً وإنما هو إنجاز ما يحلم به الإنسان والمثابرة على ذلك مهما واجهه من عناء أو صعاب أو رفض. وهناك الكثير من قصص النجاح المعروفة والتي تروي لنا مدي عظمة الاصرار والارادة للوصول الي لذة النجاح والانتصار. فهناك قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس شركة ابل العالمية والذي ولد في سان فرانسيسكو في 24 فبراير 1955 ، لأبويين غير متزوجين و هما عبد الفتاح الجندلي و جوان شيبل ، حيث قاما بعد ذلك بعرضة لعائلة كي تقوم بتربيته، حيث تبناه زوجان وهما بول وكلارا جوبز. لم يستطع ستيف استكمال دراسته الجامعية بسبب ضائقة مالية لكنه استطاع تأسيس شركة من اكبر شركات العالم "آبل".

 

سئل جوبز ذات مرة عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها آبل فقال "إن من يعمل في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم". ومن كلام جوبز السابق يظهر لنا السر وراء هذا النجاح المبهر الذي وصل إليه ووصلت إليه شركته.

 

ثم يأتي بعد ذلك وعلى ضفتي نهر الحياة وفي وسط هذا العالم يعترض الكثير منا عائق كبير جدا أشبه بالسد الذي يمنعنا من الوصول إلى الجهة الأخرى منه فهو تلك الحفرة العميقة التي تقف أمامنا وتعترض طريقنا وتمنعنا من الوصول إلى غايتنا يكرهها الجميع ، ولكن لا يعرف قيمتها إلا من يتخطاها! هذه الحفرة تسمى الفشل، الذي يعترض طريق الكثير

 

 فما أكثر من يأسوا من هذه الحياة بسبب الفشل وما أكثرهم الذين حسبوا أن الفشل هو مسلكهم الوحيد! ولكنهم يجهلون أن الفشل له نهاية حيث كل شيء على هذه الأرض يبدأ ببداية وينتهي بنهاية! والفشل كذلك فنهايته النجاح لمن يود النجاح ونهايته اليأس لمن يحتفظ بأوراق الفشل فعلينا ان نعرف ان فشل اليوم لا ينفي النجاح غدا ، والله عز وجل يقول " وتلك الأيام نداولها بين الناس" ليس من العيب أن نفشل مره ومرتين بل ومئات المرات ولكن العيب أن نيأس ونعلن الفشل !واحب الشاعر عندما قال:  تريد إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل،

 

إن استرجاع الهمة والإقدام على العمل من جديد مرة وراء اخرى أمر مهم في الوصول إلى الهدف، والمثل يقول: " ليس العيب ان يسقط الفتى ولكن العيب ان يبقى حيث سقط" . الإنسان يحتاج في فترات من حياته إلى أن ينعزل قليلا" من أجل أن يتأمل ويعيد حساباته ثم يعود اقوي مما سبق. فالفشل والنجاح مستمران يصاحب كلاهما الاخر في كل مراحل الحياة التي لا تخلو من الشدائد والتجارب، علينا ان نعمل ونثق في الله وانه هو الذي بيده مقاليد الامور.

 

احذروا من الافكار السلبية ودعونا نصل الي القمة بكلمات بسيطة، حدد هدفك..اعمل..ثابر..لا عليك بالفشل..ابحث عن النجاح..ان شاء الله ستصل اليه.

            نحن خلقنا بالفطرة علي النجاح فعلينا ان نستمر عليه مهما تعثرنا.