السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

تربية النفس من أولويات الصالحين

الإثنين 15/يناير/2018 - 10:11 ص

مما لا شك فيه أن الإنسان يجعل في أولوياته الحياتية اليومية بحثه عن أفضل الطعام و أشهى الأكلات اللذيذة التي تمتاز بطيب روائحها و عظيم نظافتها فكذلك أيضاً النفس تحتاج إلى التربية المستقيمة الصحيحة و التقويم المتواصل لها وعلى مدار الساعة حتى لا تقع في المحظور ولهذا نجد أن هذه المهمة التي يتوقف عليها مستقبل الفرد وحاضره..

فلطالما كانت وما تزال النفس تتعرض إلى ضربات موجعة من قبل الشيطان و أعوانه إذاً يجب علينا إعداد خارطة طريق ناجعة تقوم على ترويض النفس وتربيتها وفق المناهج الإسلامية المعدة سلفاً وبما يتلاءم مع معطيات المرحلة الراهنة وما تشهده من تقدم كبير وتطور غير مسبوق وخاصة في وسائل إدارة الحياة..

وكذلك القفزة النوعية التي أحدثتها مظاهر التكنولوجيا الحديثة وما ساهمت به من نقل المجتمعات الإنسانية إلى عالم جديد من التقنيات والحداثة المعلوماتية فبات كل شيء سهل المنال ولا يحتاج إلى المؤونة المتعبة و بذلك تكون تربية النفس من الطرق السهلة على كل مسلم يسعى للفوز بنعيم الجنان و القرب من الرحمة الإلهية و لذلك نرى أن ديننا الحنيف وبمختلف الأساليب والإمكانيات المتاحة حاول ولا يزال يحاول إلى تقديم السبل الكفيلة بتربية النفس وترويض وبالشكل الصحيح..

وبما يخدم الإنسان ويجعله يسير في الطريق الأمثل وصولاً لتحقيق الغاية الأسمى في قيام العبودية الخالصة للسماء و تطبيقها على أرض الواقع فنجد أن الشريعة السمحاء قد طرحت عدة مقدمات لتربية النفس منها الأعمال العبادية من صلاة و صوم وما شابه ذلك ، فالعبد الصالح عندما يكون – مثلاً وليس على سبيل الحصر – راكعاً ساجداً لله سبحانه وتعالى ويتضرع بين يديه فهو يضع قدماً في المسار الصحيح الذي رسمته له السماء فقد نقل عن المتقدمين أن أجمل لحظات الإنسان العابد عندما يكون ساجداً خاشعاً متضرعاً يقر للخالق بكل شيء ويشرح صدره لربه الرحيم الغفور، فتلك والله من أجمل اللحظات وأعظم المنازل التي تكون مدعاة للفخر والاعتزاز..

والإنسان يرى نفسه تتربى وفق منظور السماء و تشريعاتها المقدسة وهذا مما دعا إليه المعلم الأستاذ الصرخي الحسني في العديد من المواضع و المناسبات ومنها ما جاء له من كلام في مؤلفه المنهاج الواضح باب الصلاة حيث يقول : (( يجب على كل إنسان أن يربي نفسه وشخصيته ويروضها عملياً على التحرر من العجب والكبر، والتخلق بأخلاق المتواضعين بمخالطة الفقراء والبسطاء ومبادرتهم بالسلام ومواكلتهم وإجابة دعوتهم وغير هذا من أخلاق أهل بيت العصمة (عليهم السلام ومما لا يخفى أن أفعال الصلاة من أوضح مصاديق ووسائل تربية النفس على التواضع لأنها ممارسة ومنهج يومي متكرر يفرض على المصلي التواضع بأجلى صورة، حيث الوقوف بين يدي الله عز وجل بذلة وسكينة وأدب ، ويزداد تواضعا وذلة عندما ينحني للركوع تعظيماً لله تعالى )) .