لأول مرة في التاريخ
عُنوانٌ لكثيرٍ من الأخبار والمقالات في الإعلام المرئي والمكتوب بسبب وصول الاحتياطي في البنك المركزي إلي ٣٧ مليار دولار. أكبر احتياطي في التاريخ، عنوان جبار، كيف استقبلَه المواطن المصري الذي يعاني في تدبير أساسيات حياته وتزداد معاناته يومًا بعد يوم؟ من المؤكد أن هذه العناوين المنفوخة تسحب من رصيد مصداقية الإعلام وتدفع المواطن بهِمة نحو مقاطعةِ الإعلام المحلي والهروبِ إلى الإعلام الخارجي. لم يعرضْ عنوان الأكبر في التاريخ كَم من هذا الاحتياطي محجوز لسداد الديون، وكم منه سيعود للمواطن؛ لم يجتهدْ الإعلامُ في التحليل المنطقي واكتفى بالنفخ!!
العجيبُ أن افتعالَ
الأرقام أصبح ظاهرةً ضربت حتى الجامعات. الدورياتُ المحلية المنشورة بمقابل في دور
نشر عالمية يدعي المسئولون عنها أنها تحققُ أعلى المعايير العالمية. المؤتمراتُ العلمية
تحولت إلى مجرد علاقات عامة ومنظرة وسبوبة برغم إدعاءات ارتفاع مستوى الأبحاث. كي تحصل
على كرسي أُنفخ أرقام، شعارُ الكثيرين، ويؤدي الغرضَ .
النفخُ في الأرقام،
هل أصبح ظاهرةً مصريةً؟ بمن يستخفُ إذا كان المصريون يسمونه هجايص وكلام أونطة؟! لو
كانت أجهزة الدولة نشِطة فعلًا أليس من واجبِها مطاردة النفيخة ..
*كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود
أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس