حصاد 2017 (1).. المعلمون "صفر مربع"
بعد ساعات قليلة يدخل المعلمون عام 2018 بدون تحقيق أي نجاحات تذكر خلال عام 2017 أو تحقيق أي تقدم وتحديدا في ملف المرتبات والذي يعتبر الملف الشائك ولم يجرؤ أي وزير للتربية والتعليم منذ ثورة 23 يوليو علي التعامل معه إلا من خلال تصريحات براقة لا تمت للواقع بصلة.
ولكن تلك التصريحات
لها مذاق أخر عندما تأتي من الدكتور طارق شوقي ذلك الوزير الذي استطاع أن يحصل علي
شعبية كبيرة قبل وصوله إلي كرسي الوزارة ونجح في التخلص منها عقب جلوسة علي الكرسي
بشهور قليلة دون أدني محاولة لكسب ثقة المعلمين.
ففي بداية تسلمة لمهامة الوزارية أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه ابن التعليم الحكومى الجميل، موضحا أن أصعب وظيفة تولاها هى الوظيفة الحالية، قائلا: "تعبنا جدا من التغطية الصحفية، تعبنا من الفرقعة الإعلانية، ومش عايزين يحصل بلبلة".
وتضمنت تصريحات شوقي "أن التعليم المصرى مسئولية الجميع، ودعونا نفكر فى الأطفال الفقيرة أو المحشورة ولا تجد فرصة كافية، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم بها مليون و700 ألف موظف، و69 مليار تكلفة المرتبات من ميزانية الوزارة". كما لم تخلو تصريحات الوزير الهمام من النصائح الدينية للمعلم حيث قال " أن هناك محاولات لإيجاد بديل لمصادر دخل المعملين، لافتاً إلى أن الدروس الخصوصية حرام ولا تختلف عن الشخص الذى يبيع مخدرات."
هكذا أصبح المعلم في عهد شوقي تاجر "مخدرات خصوصية" ولكن تصريحات الوزير كانت تحمل التناقضات أيضا حيث قال" الفلوس مهمة بس مش هى نمرة واحد، ولو ماكنش عاجباك فلوسها سيبها أحسن، مستطردا مرتبات المعلمين أقل مما يستحقوا بكثير".
وتابع شوقي" أن من يبيع المخدرات لا يشربها لكنه يتاجر ويحصل على أموال ويبيع سلعة تذهب العقل، وكذلك الدروس الخصوصية لو كان المدرس يدرس من أجل المال، أعتقد لم تكن حرام، ولكنه يقوم بعملية مسح لدماغ الطالب ولا يقوم بغصال المعلومات ليفهمها الطالب ، ولكنه يدرس له ليستطيع أن يعدى الامتحان ، ولذلك فالدروس الخصوصية تذهب بالعقل".
ولم تكن فقط المرتبات والدروس الخصوصية هي كل ما يسعي شوقي لإيجاد تفسيرات جديدة له ولكن كذلك المكافأت لم تنجو من أفكار الوزير المنفتحة حيث قال " أن مدرس الفصل لن يكون له علاقة بالامتحانات، وسيكون هناك ربط بين مكافآت المعلمين ونتيجة الطلاب فى الفصل."
وقبل أن تتسرع عزيزي المعلم وتستنج أن الوزير لا يسعي لزيادة المرتبات فانت لا زلت لم تطلع علي كامل تصريحات شوقي بعد حيث قال في تصريحات أخر " إن الوزارة قامت بجهود كبيرة من خلال تصنيف جميع مشاكل المعلمين، سواء الخاصة بالجانب الاجتماعي، أو المادي، وأصبح الهدف الأساسى العمل على إيجاد الحلول لها، مؤكدًا على عمل خطة لرفع رواتب المعلمين، وان أن هناك اهتمام بهذا الجانب أيضًا من القيادة السياسية.
وأضاف شوقي إنه جار إعداد خطة واضحة لرفع مرتبات المعلمين خلال 3 سنوات ، مع تحديد الموازنات المطلوبة و طرق توفيرها بدقة.
وتابع الوزير : "انا مش بحب اوعد ولا هاتكلم على ارقام و تواريخ الا لما اكون مالي ايدي" ، لكنني اؤكد على أن هناك اهتماما من القيادة السياسية بتحسين رواتب المعلمين خلال الفترة المقبلة.
ورغم تلك التصريحات البراقة احيانا والمتناقضة في كثير من الأحيان إلا أنها تفتقد للمصدقية حيث كشفت نقابة المعلمين أنها أرسلت خطاباً رسمياً للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ، مفاده أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، لم يفِ بأية وعود قطعها على نفسه سواء عقب الجمعية العمومية للمعلمين في 9 سبتمبر الماضي أو خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء ونقيب المعلمين ، وذلك فيما يتعلق بمطالب المعلمين التي تقدمت بها النقابة أكثر من مرة.
وليت الأمر أقتصر علي عدم جدية وزير التربية والتعليم في وعوده ولكن اصطدم المعلمين بتعنت وزير أخر حيث أعلنت النائبة البرلمانية ماجدة بكرى إن لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب قامت بتقديم جدول أجور للمعلمين الى وزارتى المالية والتربية والتعليم. وأضافت فى تصريحات صحفية أن تأخير تنفيذ جدول الأجور المقدم سواء من النقابة أو وزارة التربية والتعليم يعود الى عدم موافقة وزارة المالية نظرا لعدم موارد فى الموازنة العامة للعام المالى الحالى.
ورغم احباط معظم المعلمين وفقدانهم الأمل في خروج جدول مرتباتهم الجديد من ادراج الوزارة ليري النور إلأ أن ذلك لم يكن كل ما تخبئه 2017 للمعلمين.
حيث أكد إبراهيم شاهين وكيل أول النقابة العامة للمهن التعليمية، أن النقابة تواجه عجزا صارخا في صندوق المعاشات ونسعي إلي زيادة الموارد للانتظام في صرف معاشات المعلمين والتي يتم حاليا إعادة النظر في زيادتها وأضاف شاهين في تصريحات خاصة لـ"السبورة" أن نسب الاشتراكات للمعلمين والتي تقدر بـ4.5 جنيها والتي يتساوى فيها المعلم الحديث بمرتبه الضئيل والمعلم القديم مشيرا أن النقابة تقدمت رسميا للجنة التشريع بمجلس الدولة باستقطاع نسبة مئوية من المرتب الأساسي وليس الشامل تتراوح من 1 إلي 2 % خاصة أن 90 % شباب ويحتاجون إلي خدمات صحية ونسعي إلي تقديم خدمات ومساعدات لشباب المعلمين.
وبذلك من لم يمت قهرا بتصريحات الوزير مات موتا سريريا بسبب استقطاعات النقابة التي لم تقدم يوما خدمات لائقة للمعلم . فهل يحمل بابا نويل هدايا للمعلمين في 2018 بعد أن تأمرت الوزارة والنقابة واتحدت ضد المعلم الذي لا يزال وحيدا يصارع موجه عاتية من ارتفاع الأسعار لم يسبق لها مثيل أم يقوم ميكروباص الوزارة بدهس بابا نويل قبل أن يصل للمعلم؟