الرد على الإرهاب بالعلم والعمل
الأحد 24/ديسمبر/2017 - 08:23 م
"إذا كان هدف الإرهاب الأسود هو تخلف الوطن، فعلى المواطنين أن ينهضوا بالوطن بالعلم والعمل".. الإرهاب الأسود الذي طال ربوع الوطن من الحدود في سيناء إلى القلب في القاهرة إلي الواحات يمثل تحول خطيرا جدا في الفكر والتخطيط الاستراتيجي للإرهاب والذي يعكس مدي تغلل الإرهابي داخل نسيج الوطن مما ينذر بسرطان خبيث قد ينتشر من نسيج إلى نسيج بهدف واحد هو القضاء علي هذا الوطن..
وكما أن الدعاء وحده من الأهل لا يشفي المريض ولكنه العلاج، والعلاج السريع الذي يقضي علي الورم في مكانه والأماكن التي انتقل إليها، كذلك في حالة الإرهاب.. فلا يجب أن نعتمد علي الدعاء فقط، ولكن لا بد من التدخل العلاجي السريع للقضاء علي سرطان الإرهاب في كل مكان مع تغذية جسد الوطن بالعلم والعمل..
ولأن الإرهابي قد طور نفسه تكتيكيا وتكنولوجيا بدرجة كبيرة، فكذلك لا يجب أن نعتمد ونراهن على العلاجات التقليدية للإرهاب بل يجب إبتكار وسائل وأساليب جديدة من حيث العدة والعتداد نوعا وكما وإلا فلسوف يهرب منا الإرهاب ونحن له كارهون..
وكذلك يجب أن ندفع بالعلم فى مؤسساته بعيدا عن دكاكين العلم التي قد تكون منابعا للإرهاب الأسود. ويجب أن نفتح صدر الوطن للعلم الحقيقي والعلماء الحقيقين حتي تحل مشاكل الدولة الآجلة والعاجلة علي أفكار العلماء.. كما يجب نشر الفكر العلمي في كل المدارس وجميع مؤسسات الدولة حتي يعاد تشكيل العقل المصري الذي يعمل الحاقدون علي افشاء الشائعات والخزعبلات والسفسطة الكلامية وعدم الموضوعية لجعل النسيج المجتمعي هشا أمام أي غزو فكري داخلي أو خارجي..
ولذلك فدائماً ما أصرح في كل المناسبات العلمية أن تعليم التفكير العلمي عند الطلاب جميعا والعامة هو قضية أمن قومي من الدرجة الأولي. فإذا فكر المواطن بطريقة علمية فهو ومجتمعه في مأمن من أي غزو فكري.. ومع أن التفكير العلمي مطلب أساسي لإنجاز البحث العلمي، إلا أنه من الممكن الإعتماد عليه وحده في تشكيل الفكر المجتمعي..
وكما أن العلم والتفكير العلمي أصبح كالهواء لتنفس الوطن، فكذلك العمل هو الغذاء والماء لقوة الوطن ليتغلب ويقهر الإرهاب الأسود. فالعمل المضني، والمبدع، والمنظم، والمنتج هو الدرع الواقي لجسد الوطن ضد الإرهاب. يحب أن نبتكر طرق جديدة للعمل وتوزيع طاقات العمل وانهاك الشباب بإنخراطهم في العمل ووقف نزيف التنطع الوظيفي الذي يهدد جسد الوطن، ومحاسبة كل عامل أيا كانت درجته علي التقصير في عمله. يحب أن يتحول المجتمع كله إلي خلية نحل هدفها الأكبر هو بناء عسل المجتمع. يجب أن نعيد النظر في مواعيد العمل ، ومواعيد التجارة والملاهي بما فيها القهاوي وأكشاك المساء..
يجب أن نثبت للإرهاب بكل الطرق أننا دولة علم وعمل وما يتبعه من نظام وفكر وإلتزام وإتقان. يجب أن نثبت للإرهابي أننا نتقدم للأمام وبسرعة تذهله وتشل حركته.. فإذا كان هدف الإرهاب الأسود هو تخلف الوطن، فعلي المواطنين أن يتقدموا بالوطن بالعلم والعمل. العلم للإبتكار والعمل للإنتاج.. اللهم احفظ جسد وطني من كل سوء وارفعه فوق أعناق الأمم.
تحياتي
د. محمد لبيب سالم
كلية العلوم جامعة طنطا