وزير التعليم العالي: مصر أولى دول العالم توقيعًا على الميثاق التأسيسي لليونسكو
شهد د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي مساء اليوم الأربعاء فعاليات الاحتفال بمناسبة مرور سبعين عامًا على تأسيس مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، الذي ينظمه المكتب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بحضور د. غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة والسادة وزراء التربية والتعليم والنقل والآثار والتموين والتضامن والتنمية المحلية ومحافظي القاهرة والجيزة وعدد من أعضاء مجلس النواب ورؤساء الجامعات وقيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووعدد من السادة السفراء والشخصيات العامة بداخل مصر وخارجها، وذلك بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة.
وفي مستهل كلمته التي ألقاها نيابة عن السيد المهندس. شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء أكد د.عبد الغفار حرص مصر منذ انطلاق العمل والتعاون الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة على أن تكون عضوًا مؤسسًا في هذا النظام الدولي، وعنصرًا فاعلاً في أدائه ونجاحه سواء من خلال المنظمة الأم أو من خلال المنظمات المتخصصة، وفي القلب منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، مشيرًا إلى إنه انطلاقًا من هذا الدور المؤسس لمصر كان طبيعيًّا أن تكون مصر أولى دول العالم توقيعًا على الميثاق التأسيسي لليونسكو، وأن تحتضن أرضها مقر أول مكتب ميداني لليونسكو في العالم، الذي أسهم في تنامي علاقات مصر مع اليونسكو، وكان في كل الأوقات معبرًا عن تلك العلاقات، ومنسقًا للجهود الإقليمية المشتركة الهادفة إلى تأكيد الدور الرئيسى للتربية والعلم والثقافة فى تشكيل وجدان الشعوب وتعزيز ثقافة السلام فى العقول والعمل على حماية التراث الإنساني في شتى أنحاء العالم.
واستعرض د.عبد الغفار صور التعاون بين مصر واليونسكو، التي أثمرت عن نتائج تستحق الفخر والاعتزاز، منها حملة إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبو سمبل ومشروع إحياء مكتبة الإسكندرية، الذي كان نموذجًا مثاليًّا لعمل اليونسكو مع الدول الأعضاء، ودليلاً على ما يمكن أن يقدمه تضافر جهود دول العالم؛ لتقديم إنجاز ثقافي بحجم مكتبة الإسكندرية، فضلًا عن الحملات الجادة التي قادتها المنظمة الدولية بالتعاون مع مصر والدول العربية؛ بهدف حماية التراث الإنساني الواقع في العديد من دول المنطقة العربية، كالعراق وسوريا واليمن وفلسطين من كل ما يهدده من أخطار، سواء أكانت تلك التهديدات حروبًا تحرق الأخضر واليابس أو محاولات لطمس الهوية وتغييرها.
وأشاد الوزير بالحضور القوي لمكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة ودوره الأساسي في كافة النجاحات المشتركة بين مصر والمنظمة الدولية المرموقة، مشيرًا إلى دوره المحوري في المجال العلمي والثقافي، الذي تنامي بشكل متزايد وخصوصًا في السنوات الأخيرة، التي شهدت مبادرات هامة في جميع المجالات ذات العلاقة، منها رعاية حوار الحضارات مع الأزهر الشريف وبالتعاون مع جامعة الدول العربية حول الانفتاح والحد من التطرف، والمشاريع الإقليمية للتعامل مع الكوارث الطبيعية وكذا مشاريع سياسة المياه الإقليمية المشتركة في المنطقة العربية، وتحالف المدن العربية في مكافحة التطرف والإقصاء لتصبح مدنًا شاملة، وتقييم المناهج التعليمية في مصر، وحماية ذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة الفرص لهم باستعمال تكنولوجيا المعلومات، مثمنًا دور المكتب المهم في مشروعات حماية التراث ودعمه في إعادة تأهيل متحف الحضارة الاسلامية في القاهرة، ومشروع المتحف الوطني للحضارة المصرية، بالإضافة إلى مشروع (متحدون مع التراث).
وأكد د.عبد الغفار أن الحكومة المصرية وبناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية حريصة على أن تستمر وتتعاظم أوجه تعاونها مع المنظمة الدولية، سواء من خلال العمل الدولي المشترك عبر كافة قنوات العمل في المنظمة وبالشراكة مع أجهزتها المختلفة، أو من خلال المكتب الإقليمي للعلوم في الدول العربية، أو من خلال جهود اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، مشيرًا إلى التزام مصر الكامل بدعم كافة توجهات المكتب والمنظمة الأم، داعيًا كافة دول العالم للوفاء بالتزاماتها نحو اليونسكو؛ حتى يتسنى للمنظمة تحقيق أهدافها المهمة وتنفيذ مشروعاتها الطموحة، سواء في مجال التنمية التربوية والعلمية والثقافية، أو في مجال حفظ وصيانة التراث الإنساني.
وفي ختام كلمته وجه الوزير خالص التهنئة للحضور بمناسبة مرور سبعين عامًا على إنشاء المكتب الإقليمي لليونسكو، راجيًا أن تنتشر رسالة اليونسكو في العالم وصولاً إلى تحقيق أهدافها وغاياتها النبيلة، التي تعبر أول ما تعبر عن انتمائنا لإنسانيتنا، وتأكيدًا لحرصنا على أن تسود ثقافة السلام في عقول البشر.
ومن جانبه أكد د. غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة على عمق العلاقات التي تربط مصر باليونسكو؛ باعتبار مصر أولى الدول التي صدقت على ميثاق تأسيس منظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن التعاون بين مصر واليونسكو شهد العديد من المحطات التاريخية في كافة المجالات التي تختص بها المنظمة، منها حملة إنقاذ آثار النوبة ومعبد أبي سمبل، والتي كانت سببًا مباشرًا في تعزيز دور اليونسكو على الخارطة التنموية والثقافية.
وأعرب د.غيث عن شكره لمصر رئيسًا وحكومة وشعبًا على الجهود العظيمة في دعم دور المنظمة ومكتبها الإقليمي بالقاهرة، والتي توجت أخيرًا بإنشاء مبنى جديد ومتميز ليكون مقرًا للمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.
هذا وقد تفقد وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي والآثار متحف الحضارة المصري كثمرة للتعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو.
كما استمع السادة الوزراء والحضور إلى بعض العروض الفنية التي قدمها فريق النور والأمل.
وعلى هامش الاحتفالية تم تكريم من أسهموا إيجابيًّا في إثراء وتعظيم دور منظمة اليونسكو بمكتبها بالقاهرة.