ماذا لو فعلها "الرئيس " ؟
بما اننا نمر باهم مرحلة من مراحل بناء الوطن وهى مرحلة الاصلاح الاقتصادي والتي تعد حجر الاساس للدولة المصرية الحديثة التى سنجنى ثمارها في القريب العاجل باذن الله ، فهذا الاصلاح الاقتصادي في المرحلة القادمة يحتاج الى وزراء سياسيين وليس تكنوقراط؛ لأن الوزير السياسي يشعر بالجماهير ويستطيع أن يتفاعل معهم ويحقق مطالبهم.. وان معظم الوزراء الان ليس لديهم تجربة وخبرة سياسية، فجميعهم يتم اختيارهم من الفنيين والتكنوقراط.
ولكن لو قام الرئيس بتغيير طريقة اختيار المسئولين بطريقة جديدة ايضا
تتناسب مع المرحلة الجديدة للوطن وقام بإضافة شرط حاكم في اختيار هؤلاء الوزراء
والمحافظين وجميع كبار المسئولين باعتبار ان العقد شريطة المتعاقدين، وان كل مشروع
أو بداية أي عمل لا بد وأن يكون بموجب عقد اتفاق بين طرفين يكون لكل منهم واجبات وحقوق
وهناك أيضا شروط جزائية حال إخلاله ببنود العقد. فماذا لو فعلها "السيسي" ولأول مرة في تاريخ حكومات مصر
يتم وضع
تشريع عند تكليف أي وزير لحقيبة ما داخل الحكومة أن عليه بتنفيذ خطته التى تقدم
بها وبرنامج الحكومة ايضا فى وقت محدد على سبيل المثال مدة لا تزيد عن 6 شهور كمرحلة اولى وفي حالة فشل
الوزير او المحافظ او اى مسئول يعاقب بالغرامة
والسجن لمدة تساويها وهى 6 شهور أيضًا واسترداد ما تم صرفه خلال فترة توليه
المسئولية عند فشله وعدم تحقيق وعوده بمعنى اخر ليس فقط المسئول الذي يسرق أو يخالف القانون أو يهدر المال العام
الذي يستحق السجن ولكن الأحق بالسجن هو الذى يهدر الوقت العام.
ليس لدينا وقت للتجارب أو المجاملات لأحد في هذه الظروف العصيبة التى
يمر بها الوطن ولا بد من الذى يتقدم لشغل منصب وزير فى الحكومة أن يعلم جيدًا أن مصيره
السجن مدة تساوى المدة التى قضاها على كرسي المسئولية إن لم يستطع إنجاز ما وعد به
من خطط وألا يكون هذا إهدارًا للوقت العام ونبدأ من الصفر.
فى حالة تطبيق هذا التشريع سيهرب الكثيرون من هذه المناصب خاصة الأشخاص
الذين لا يريدون إلا أن يقال عليهم وزير او طامعين فقط في كرسى السلطة أو يريدون أهداف
أخرى بالمنصب ، ولكن لا يبقى ويظل سوى من يثق في أنه يستطيع أن يخدم وطنه دون أي اعتبارات
أخرى وفى الحالة الأخيرة يتم تقديم جميع الدعم له من كل مؤسسات الدولة.
أن كل ما يعاني منه المجتمع الآن ليس ناجمًا عن قلة الموارد، أو قلة إمكانات
وإنما في الأساس ناجمًا عن فشل ذريع في أداء بعض الاشخاص الذين لا يرون إلا المجد والشهرة
والمنصب والجاه دون أي تحذير أو تخويف بالعقاب.