داعش يقتلون الأبرياء بدعاوى واهية
من الثوابت في أحكام و تعاليم شريعتنا المقدسة أن حرمة الإنسان أعظم من حرمة أقدس المقدسات التي تتمتع بقيمة كبيرة لا تضاهيها أي قيمة أخرى ، فحرمة الإنسان تأتي في طليعة النفائس عند السماء لذلك قالت ( ومَنْ أحياها فقد أحيا الناس جميعاً ) وهذه الآية المباركة تعد من أوضح الأدلة على هيبة و مقام حرمة الكائن البشري على وجه الأرض لكن ماذا نقول لأتباع منهج التكفير و القتل و انتهاك الأنفس و الأعراض و المقدسات و إراقة الدماء وحسب أهوائهم و تلبية لرغباتهم الشيطانية فسقط على إثرها الملايين من الأرواح و النفوس البريئة من دون ذنب أو جريرة ترتكب فكانت حجج داعش كثيرة لكنها تفتقر إلى الأدلة و البراهين التي تؤيد صدقها و تثبت طرق صدورها من ديننا الحنيف فمثلاً وعلى سبيل المثال – لا الحصر – نجد أن داعش أخذت تقتل الناس و تسفك دمائهم بحجة الشرك و الإلحاد و عبدة الشياطين لكل مَنْ يشد الرحال لزيارة قبور الأنبياء و الرسل و الأولياء الصالحين بدعوى عبادة الأوثان و الأصنام و كأننا لا زلنا في عصور الجاهلية فأصبح الأبرياء هدفاً لمرمى حقدهم و عنجهيتهم المفرطة ذات الغلو الكبير التي كانت سبباً في انتهاك حرمة الإنسان و سلسلة التفجيرات التي طالت الكثير من قبور و مزارات الأنبياء و الأولياء الصالحين و الصحابة الكرام خاصة في العراق في حين أن التاريخ الإسلامي و الشواهد التاريخية التي وصلت إلينا تدل على بطلان ما يعتقد به هذا التنظيم الضال وفي مقدمتها ما جاء في صحيح البخاري و ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ، ففي صحيح البخاري المورد الثاني ورد ما نصه : (( وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَدَّرَ مَا هُوَ أَكْثَرُ مُنَاسَبَة وَهُوَ: لَا تُشَدّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ لِلصَّلَاةِ فِيهِ إِلَّا إِلَى اَلثَّلَاثَةِ ، فَيَبْطُلُ بِذَلِكَ قَوْل مَنْ مَنَعَ شَدَّ اَلرِّحَال إِلَى زِيَارَةِ اَلْقَبْرِ اَلشَّرِيفِ وَغَيْره مِنْ قُبُورِ اَلصَّالِحِينَ وَاَللَّه أَعْلَمُ )) وهذا ما يكشف حقيقة الجهل المطبق و التخلف الذي يعيشه الدواعش المارقة و حجم الضحالة العلمية في فهمهم الخاطئ لحقيقة زيارة القبور و البكاء على أصحابها وقد أبطل ابن حجر في فتح الباري ج3 ما ذهب إليه داعش فهو باطل جزماً حيث قال في فتح الباري : (( يبطل هذا القول )) وقد أكد المهندس الصرخي على بطلان و عدم تمامية معتقدات داعش الباطلة مستدلاً على ذلك بما أورده البخاري و ابن حجر قائلاً : (( إذًا التكفيريّون، الدواعش، المنتهكون للحرمات، المبيحون للدماء وللأعراض وللأموال، والمهدّمون لقبور الأولياء والصالحين والأنبياء والمرسلين ماذا يفهمون من هذا الحديث؟ كما بيّن ابن حجر، يفهمون بأنّه لا يجوز زيارة القبور. وابن حجر يقول: يبطل هذا القول ، فيبطل بذلك قول الدواعش التكفيريين المنتهكين للحرمات والأرواح والأعراض والأموال )) .فمتى يستفيق هؤلاء الشرذمة من غيهم و يعودا إلى بيت الإسلام المحمدي الأصيل ؟