التجربة اليابانية بين الواقع والمأمول
يُحسب لوزير التربية والتعليم د.طارق شوقى أنه يريد إصلاحا فعليا فى المنظومة التعليمية ونشهد له بذلك ولكن فكرة إستيراد نظام تعليمى من دولة إلى دولة أخرى هل تصلح ؟! وهل مصر ونحن دولة بها العديد من الكفاءات والشخصيات الرائدة فى مجال التعليم عاجزة عن إبتكار نظام تعليمى يخصها وحدها هل أصابنالعجز الفكرى لهذه الدرجة !!
من المعروف
أن لكل مجتمع موروثات ثقافية وتاريخ خاص به وحده دون غيره ،ومن المعروف أيضا أن النظام
التعليمى لكل دولة هو نتاج لثقافة وتاريخ هذا المجتمع وبالتالى فهو حكر على كل دولة
بذاتها دون غيرها فكيف لنا الإستعانة بتجربة بلد مختلفة عنا كليا وننتظر نجاح تطبيقها
!
يجوز
أن نستعين بتجارب بلدان أخرى فى أحد المجالات كأن نستعين بتجربة اليابان فى المجال
التكنولوجي مثلا، ولكن النظام التعليمى ككل أعتقد يجب أن نفكر مليأ وبخاصة أن المدرسين
الذين سيقومون بالتدريس فى هذه المدارس هم مدرسين مصريين حاصلين على شهادات من الأكاديمية
المهنية بصلاحيتهم وكلنا يعلم أن الحصول على شهادة الجودة ليست معيارا كافيا لإثبات
صلاحية هؤلاء المعلمين ويعى صحة كلامى هذا جيدا من يعمل فى مجال التربية والتعليم
.خلاصة القول أتصور أن التجربة بهذا الشكل لن تكون كما يحلم البعض
لا أقصد
أن أخيب آمال البعض ولكن دعونى أذكركم ببعض الحقائق الموجودة بالفعل لنرى مدى صدق كلامى
لدينا
فى مصر العديد من الأنظمة التعليمية وبلغ عددها 17 نوع للتعليم ماقبل الجامعى منهم
على سبيل المثال لا الحصر وعلى رأسهم بالطبع التعليم الحكومى ثم النموذجى ومن بعده
التجريبى ثم مدارس المستقبل واللغات والدولية والمعاهد الأزهرية والكاثوليكية ومدارس
النيل ومدارس القنصليات ومدارس الدبلومات الأجنبية والتعليم الفنى وغيرهم
هل أى
نظام مما سبق ثبت نجاحه ؟! وهل التعددية خدمت المجتمع أم ساعدت على تفككه ؟! آفة الإزدواجية التى شابت
نظامنا التعليمى بلا أدنى شك تهدد المجتمع حيث أن النتيجة هو جعل الطلاب يعتنقون أفكارا
وثقافات لا تمت لمجتمعهم بصله وهذا ما نلاحظه واضحا الآونة الأخيرة من خلق جيل لا يشعر
بالإنتماء
مانحن فيه فوضى تعليمية بكل المقاييس بداية الإنهيار كانت
مع ظهور المدارس الخاصة وتحول التعليم إلى عملية إستثمارية بحته فى مقابل المال وإعتبار
أولادنا سلع وبيزنس
وعلى
الرغم من هذه الإنظمة وفى ظل وجودهاإلا أن
الحصيلة النهائية أقل من المأمول منها بكثير جدا
فهل
كان ينقصنا التعليم اليابانى هو الآخر لنزيد الطين بلل يا معالى الوزير !!!