الفصل الطائر وتعليمنا المكسور الجناح.
تم إرسال فاكس من إحدى مديريات التربية والتعليم الي اداراتها يحتوى على توجهات برفع كثافة فصول رياض الأطفال بالمدارس ل ٦٠ تلميذ مع تقسيمهم لمجموعتين على فترتين صباحي ومسائي وتبديل المجموعات كل ثلاثة ايام فترة مختلفة..!!
ورغم ما يحملة
هذا الحل من مشكلات عديدة وتأثيرات سيئة على التلاميذ وأولياء الأمور وتشتت الأسر .. لم يراعي المسئولين كل ما سبق وصدر القرار
بالفعل في تحدي صارخ للجميع..!
ولكن السؤال الذي
يطرح نفسة
هل هناك خطة لإدارة
الأزمات لدى المسئولين وهناك مدارس حكومية جديدة ستدخل الخدمة العام القادم لسد هذا العجز ..؟ وهنا لا نتحدث عن المدارس اليابانية
الجديدة التي لا يتعدي عددها على مستوي الجمهورية عشرة مدارس بمصروفات لا يقدر عليها
المواطن محدود الدخل..!
فنحن نتحدث عن
خطة واضحة للتوسع في إنشاء مدارس حكومية تقدم تعليم عالي الجودة بمصروفات تتناسب مع محدودي الدخل ممن
يشكلون أكثر من ثلثي تعداد سكان مصر.
فهل الخطر لازال
قائما في اعتماد المسئولين على تقسيم الفترات وإهمال إنشاء مدارس جديدة بنسبة تتساوي
مع ارتفاع تعداد السكان السنوي، والمعدل الطبيعي لكثافة الفصول التي يمكن ان يتحقق
معها عملية تعليمية ذات جودة حقيقية وليست جودة شكلية وتستيف أوراق ..!!
لتستمر المشكلة
عاما بعد عام وتتفاقم لنصل لمرحلة تقسيمها لثلاثة فترات ويمكن أربعة فيما بعد أو تصبح
الدراسة منزلية وتتحول المدرسة لمكان إختبارات ومنح شهادات ورقية لا فائدة منها
..!!
الأخطر في رؤية
المسئولين هي اختراع ما يسمى "الفصل الطائر" الذي ينشأ على حساب مواد
"الأنشطة" - كما يسمونها- باستغلال حجراتها وفناء المدرسة كفصول دراسية لمواد
أخرى يرونها اكثر أهمية ..
مشكلتنا في مصر
ويمكن في أغلب الدول العربية هي التركيز على المواد التي يطلقون عليها "مواد أساسية
كاللغات والعلوم والرياضيات ، واعتبار الفنون والتربية الموسيقية والرياضية والصناعية
والزراعية والحاسب الآلي كمواد فرعية وأنشطة، وإهمال الجانب الوجداني والجسماني والأبتكار
والإبداع والتكنولوجيا والربط فيما بينهم.
تلك المواد يجب رفض تسميتها مواد فرعية أو نشاط هامشي،
ويجب تغيير نظرة المسئولين إليها على انها
مواد يمكن الإستغناء عنها، والاستحواذ على الوقت المخصص لها لصالح مواد أخرى.
هذا التهميش المتعمد الذي يتم لتلك المواد هو السبب
الرئيسي في تخلف الشعوب عن الرقي والتقدم، وانتشار العنف والتطرف والضوضاء وتدهور الذوق
العام والأخلاق، ويتسبب في تدهور التعليم ليصبح مكسور الجناح.
إهمال التربية
الرياضية يؤثر على بنية الأطفال ليصبح لدينا أجيال ضعيفة التكوين الجسماني، ويتزامن
معها انتشار الوجبات السريع والمصنعات الكيميائية والتلوث في الهواء والماء والزراعة
، ليحدث تأثير في تكوين خلايا جسم الإنسان وتزداد الشوادر الحرة بها وتصبح الأجيال
أكثر عرضة للأمراض .
نفس الوضع في التربية
الفنية والموسيقية التي تؤثر على الذوق العام وتربي الحس المرهف وتنمي العمل الجماعي
التعاوني، والتربية الزراعية والصناعية والحاسب الآلي .. كلها ضرورية ويحتاجها المجتمع
.
الله سبحانه وتعالى
خلق الانسان وفضله على سائر المخلوقات بالعقل والوجدان، ولا يمكن بناء انسان بالاعتماد
على الجانب المعرفي فقط وإهمال تنمية الجانب الوجداني والتكوين الجسماني السليم، فالاهتمام
بالمعرفة فقط وإهمال الجوانب الأخرى قد يصلح مع الروبوتات التي يتم حشر المعلومات بها،
ولكنه لا يصلح مع البشر، و هو من ادخلنا في تصنيف الشعوب المتخلفة عن ركب الحضارة..
وقد يحولنا لكائنات أخرى غير البشر ..!!