السيدُ وزيرُ التربيةِ والتعليمِ .. هل تَكرَهُ الدولةُ أصحابَها؟!!
الإثنين 04/سبتمبر/2017 - 01:06 م
رأى وزيرُ التربيةِ والتعليمِ في حديثِه بصحيفةٍ أسبوعيةٍ يوم السبت الماضي بأن العاملين بالوزارة فيهم الحراميةُ وغيرُ الأكفاءِ وعديمي الفائدة!! أيُ شخصيةٍ تَقمصَ السيدُ الوزيرُ؟ وهل هي من عندياته أم أنها توجُه دولةٍ أصبحت مُقتنعةً بأن المواطنين عبئًا على خِططِها التي تراها طموحةً للمشروعاتِ الكبرى؟! الواضحُ أن الدولة تُنفذُ حثيثًا أوامرَ صندوقِ النقدِ الدولي، وأن ما يُقاسي منه المواطن صاحبُ البلدِ هو من جراءِ هذه الأوامرِ. المسؤولون يتعالون على مواطنين يعانون ويتبرأون منهم أيضًا كما اتضَحَ من تصريحاتٍ منشورةٍ للسيدِ وزيرِ التربيةِ والتعليمِ.
مشروعاتٌ تُسَددُ بالديون التي يتحملُها المواطنون دون أن يؤخذَ رأيُهم، بل تكون مكافآتُهم إتهامَهم بأنهم السببُ الرئيسي لتأخرِ دولتِهم!! ما تدُلُ عليه تصريحاتُ وزيرُ التربيةِ والتعليمِ أن هناك تعليماتٍٍ من صندوق النقدِ الدولي بتخفيضِ عدد موظفي الدولةِ، وأن ما يُنفى بشدةٍ تتأكدُ بعد فترةٍ صحتُه. لكن، إذا كان كُلُّ مسؤولٍ على قناعةٍ بأن العاملين معه بلا فائدةٍ، فما هو الأجدى، رحيلُه أم رحيلُهم؟!! أين وُجِدَ نموذجُ المسؤولين الذين يتهمون المواطنين بأنهم سببُ كُلِّ تأخرٍ؟ في أي دولةٍ تحديدًا؟! أم أن للسيدِ وزيرِ التربيةِ والتعليمِِ ورفقاءِ الحكومةِ هذا السبقِ العالمي؟!
هل يمرُ ما صرَحَ به وزيرُ التربيةِ والتعليمِ بلا مساءلةٍ، أم أن كلامَه صحيحٌ مضبوطٌ مباركٌ؟! هل أصبحنا في دولةٍ تَكرهُ مواطنيها، أصحابُها الأصليون، رغمًا عن بعضِ المسؤولين الذين ينسون أنفسَهم فِعلًا وتصريحًا؟! هل من فائدةٍ لأي مسؤولٍ يتوهمُ الألمعيةَ لمجردِ جلوسِه على الكرسي، تمامًا مثل مذيعي الفضائياتِ؟! الأغرَب أن من شغَلَ كرسيًا ولو لم يُوفَقْ يظلُ في اللجانِ وتحجِزُ له الدولةُ والجامعاتُ جوائزَها، أيضًا خصمًا من مُستحقيها!! وعجبي..
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس