لنا عتاب على "الرئيس"
في مايو 2015 تفاجئ الجميع بإعلان إيميل خاص بمؤسسة الرئاسة لاستقبال شكاوى ومقترحات المواطنين.. وقد تم الإعلان عنه تحت شعار "بدون وسطاء.. افتح قلبك وراسل الرئيس" وهذا في إطار الحرص الدائم من مؤسسة الرئاسة على التواصل مع كافة أطياف الشعب والتعرف على مشكلاتهم واقتراحاتهم، وتحقيق مبدأ الشفافية والمشاركة الشعبية فى اتخاذ القرار وقد أكدت مؤسسة الرئاسة وقتها أن الرئيس بنفسه سيرد على بعض من الرسائل.
ولكن لنا عتاب على "الرئيس"
بعيدا عن أن التعليم يشكل أهم جسور التواصل
بين الحكومة والشعب والرئيس.. وأن منظومة التعليم تحتاج لإعادة نظر سواء من ناحية الأشخاص
أو الخطط وفتح جسور تواصل لسماع الرأي الآخر وبعيدا عن أن المسئولين في منظومة التعليم
يعتبرون المقترحات والرأي الآخر نقدا وهجوما على عملهم الذى ليس له ووجود إلا فى وسائل الإعلام.
لقد أتم إنشاء هذا الإميل عامه الثانى وتقريبا الملايين من المواطنين ارسلوا شكواهم إليه سواء مشكلات أو مقترحات أو غيرها..
وسواء تم اتخاذ إجراء أم لم يتم ، تجاه كل هذا الكم الهائل من الشكاوى والمقترحات فإن
الجمهور أحس أن لا أحد يسمعه من القائمين على
مشروع " اميل الرئيس " مقارنة بخدمات
شركات المحمول أو الشركات الخاصة مثل صيانة الغسالات والتكييفات وخلافه والتي تتواصل
مع صاحب الخدمة فور وصول شكواه ودراستها ومتابعتها، فضلا عن إعلانه بما تم اتخاذه من إجراء وليس هذا
فقط...بل أحيانا يتم التواصل مرة أخرى لمعرفة تقييم الجمهور بمستوى الخدمة.
لعل الله يخلف ظني وغيرى من المصريين فى
أداء المسئولين القائمين على هذا الاقتراح الجميل والذى كان بمثابة بارقة أمل للمظلومين
والمقهورين لتوصيل أصواتهم وشكواهم للرئيس.. والتي فى وجهة نظر أصحابها تذهب مع الريح.
فهل الرئيس يتابع بريد الرئاسة بنفسه كما أعلنت الرئاسة من قبل؟
هل المسئولين تتخذ إجراءات تجاه كل هذا
الكم الهائل من الشكاوى والمقترحات؟
وإن كان كذلك لما لم يصدر بيانات إعلامية
للجمهور بما تم اتخاذه من خطوات اتجاه أبرز المشكلات والمقترحات!
ولماذا لم يتم إرسال رسائل على المحمول
الخاص بصاحب الشكوى لإخباره بما تم من إجراءات؟
أو تحويل الشكاوى للمختصين! فضلا عن متابعة
المسئولين بما تم من إجراءات.. خاصة أن الثقة بين الشعب والحكومة ضربت فى مقتل فى الفترة
الاخيرة ..نتيجة أداء بعض الوزراء وزادت الأمور تعقيدا بعد الإبقاء على بعضهم رغم سخط
الشارع المصري عليه او الاستعانة بأشخاص ليس لهم اى علاقة بالواقع المصري وامكانياتنا المتاحة
..وغيره وغيره الكثير ممن تقلدوا منصب المسئولية
وكانوا سببا رئيسيا في ملايين الشكاوى التى ترسل لاميل الرئيس ..ولا بد وأن تعلم سيدى الرئيس أن كل من يرسل شكوى
أو المقترح إلى إميل الرئاسة بالضرورة يكون قد فقد الثقة فى الجهة المختصة بذلك!.
وقد يكون وسيلة لسيادتكم لمعرفه الكم الهائل من الوزراء
الذين فقدوا التواصل مع الشعب وألقوا بهمومهم إلى الرئيس مباشرة.. رغم التصريحات الاعلامية
البراقة طوال الفترات السابقة دون اى نتيجة على الواقع ..فمن أجل كل هذا يجب إعادة النظر فى طريقة التعامل
مع جمهور" إيميل الرئيس" وأخيرا
أقول "ربنا يكتب الخير لمصر وشعبها".