نظام الثانوية العامة المقترح.. ابن من؟
الجمعة 12/مايو/2017 - 11:09 ص
أعلن وزير التربية والتعليم عن نظام ثانوية عامة تراكمي بلا مكتب تنسيق، بلا مجموع، وباختبارات قدرات لدخول الجامعات. لا أهاجم هذا النظام المقترح ولا أدافع عنه لأنه لم يتضح بعد في دماغ الوزير ومن قد يكونون حوله، لكن من حق الجميع التساؤل والفهم، فالتعليم يدخل كل بيت. قبلها استخدم الوزير مصطلح الفصل المقلوب، وقبلها أو بعدها صرح بأن الطالب سيختار مدرسة..
هل يتم تطوير التعليم في أي مستوى بالتصريحات أو بالتجليات، وما هو مصدرها؟ من حق كل الناس أن تعرف وتفهم وتقتنع. من هي الجهة المسؤولة عن تطوير التعليم في مصر؟ وهل أتى وزير التربية والتعليم بتعليمات وعليه تنفيذها أم أنها من بنات أفكاره؟ لقد أثبتت كل التجارب أن التغيير من الضد للضد يكون على حساب المجتمع ككل ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن ينجح. وإذا افترضنا جدلا أن هناك نظامًا لأنهاء مرحلة التعليم الثانوي مطبقًا بنجاح في دول أخرى فهذا لا يعني نجاحه عندنا. مدارس مصر متهالكة بلا إمكانات تعليم حقيقي أو سلوكيات تعليم، في البيت، في الوزارة، وفِي الحكومة، على حد سواء..
المشكلة أن الوزير أو المسؤول يأتي بلا سبب واضح، هل آتى وزير التربية والتعليم من أجل الثانوية العامة؟ وهل هو فكره وحده أم أملي عليه وهو مجرد واجهة؟ هل يتم أي تطوير دون الرجوع الى المختصين والمعنيين وعلى مستوى البيت والمدرسة؟ ألا يعد تخطيهم تعاليًا وإضرارًا بهم خاصة وأن أي نظام سيطبق عليهم وهم أول ضحاياه في حالة فشله؟.
ألم نعرض مرارا لما يتعرض له التعليم الهندسي دون الرجوع الحقيقي والصريح لأعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة وهي مرفق حيوي من مرافق الدولة؟ مع الاحترام للجميع، هل التواجد على أي كرسي مسؤولية يعني الاستبداد بالرأي وأنكار ذكاء وقدرات وخبرات الآخرين؟
هل اصبحت مصر دولة أهل التطوير من ناحية والمعذبين من التطوير من ناحية أخرى؟! نكتب لوجه الله، خلص الكلام...
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس