رسالة "مبكية "من اساتذة الجامعات لـ " الرئيس ": نحترمك ونقدرك ..حكومتك أهانتنا ودمرت جامعاتنا واليك لجأنا
وجهت نقابة اعضاء هئية التدريس المستقلة رسالة مبكية ترثي الحال الذي وصل اليه اعضاء هئية التدريس ومعاونيهم بالجامعات المصرية وجامعة الازهر ، وايضا تراجع مكانة الجامعات ودورها في الارتقاء بالمجتمع
ارسلها الي
الرئيس نيابة عن الالاف من اعضاء هئية التدريس ومعاونيهم كلامن ، الدكتور وائل
بهجت الاستاذ بطب بيطري الاسكندرية ونقيب النقابة ، والدكتور محمد كمال مدرس علم
الاخلاق بجامعة بني سويف والمتحدث الرسمي بأسم النقابة ، وذلك بعد ان قام بتقديم
استقالتهما من مجلس أدارة النقابة احتجاجا علي سوء احوال اعضاء هئية التدريس
والظلم الواقع عليهم في ظل تجاهل تام من الدولة لتوفير ابسط احتياجاتهم
تنشر "
السبورة " نص الرسالة
رسالة إلى الرئيس
بسم الله الرحمن
الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
تحية طيبة وبعد،
على مدار سنوات
كُتِب علينا الدفاع عن الجامعات المصرية وجامعة الأزهر الشريف ومراكز البحوث والعاملين
فيهم من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وتحملنا في سبيل ذلك الكثير، وجاهدنا منفقين
من وقتنا وقوت أولادنا وصحتنا وجهدنا من أجل الارتقاء بالجامعات بشكل حقيقي وليس بالشعارات،
وكان جهادنا من أجل جامعاتنا التي تردت مكانتها وتراجع دورها وتأثيرها في المجتمع لأسباب
عدة لعبت فيها نظم الحكم السابقة على مدار عقود الدور الأكبر، من أجل ألا يخرج أستاذ
متفرغ فيكون معاشه أقل من الحد الأدنى للأجور، من أجل ألا يتسول أبناء زملائنا ممن
يختارهم الله إلى جواره فلا يجدوا معاشًا ونجمع لهم تبرعات، من أجل الحق في العلاج
لنا ولأسرنا والرعاية الاجتماعية، من أجل ألا يظلم معيد في بداية حياته فيترك جامعته
ليلتحق بعمل آخر يوفر له أضعاف كل ما نطالب به دون أن يرهق نفسه برسائل ماجستير ودكتوراة
وأبحاث تستنزف حياته ودخله أو يهاجر للخارج حتى أصبحنا من أكبر الدول المصدرة للعقول.
العلماء الذين
رفعهم الله فوق العالمين بقوله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} أصبحوا أقل من الجميع بفضل سياسات متعاقبة
مستمرة، العلماء الذين جعلهم الله شهودًا على ما أنزل منه من الحق بقوله تعالى {وَيَرَى
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}
أصبحوا شهودًا على ما وصلنا إليه من إهمال للعلم والعلماء. العلماء الذين قال فيهم
رسول الله (ص) (إِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ
الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ
يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ
بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) لم يعد لهم فضل ولا اعتبار وأهدر علمهم وأريقت حقوقهم
وأصبحوا من أقل الفئات في الوقت الذي هم ورثة الأنبياء.
أستاذ الجامعة
حين يدرس في محاضراته لطلابه فهو معلم يخرج للدولة كل المهن، وحين يصحح أوراق إجاباتهم
فهو قاضٍ يقضي بينهم بالعدل، وحين يقوم بأبحاثه فهو عالم يستهدف نفع بلاده وتقدمها
وازدهارها، هو أساس نهضة وتقدم الأمة وصلاحها إن أردنا لها صلاحًا.
أستاذ الجامعة
لم يعد قادرًا على الإنفاق على أبحاثه، أو على متطلبات عمله، أو أسرته، ولا قادرا على
أن يضمن لهم معاشًا بعد وفاته يقيهم شر الحاجة. لم يعد آمنًا على حاضره أو مستقبله،
فكيف يقوم بواجباته تجاه طلابه وجامعته ووطنه، في الوقت الذي يرى طلابه الذين تعلموا
على يديه قدمت لهم الدولة كل المزايا التي تجعلهم أفضل منه ماديًا واجتماعيًا ومعنويًا.
وبرغم ذلك لم نتوقف يومًا عن السفر لجامعاتنا على نفقتنا والتدريس والتصحيح والأبحاث
تضيع فيها أيامنا وعمرنا دون أن نشعر لنفيق على الأمراض المختلفة تنهش أجسادنا كما
نهشت مشكلات العمل وصعوباته وأحوالنا المادية السيئة عقولنا وأرواحنا لنترك الدنيا
نشتكي إلى الله مما نعانيه.
بالتعليم ترتقي
الأمة فتحافظ على الصحة، وتزدهر الزراعة والصناعة، ويكون هناك جيش قوي عماده العلم،
فكان للمجندين المؤهلات العليا والعلماء المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة دورًا كبيرًا
في تحقيق النصر، بالتعليم تقل النققات العامة وتزيد الإيرادات، وهو ما لن يتحقق إلا
بالإنفاق الحقيقي عليه وعلى القائمين به وحل مشكلاتهم وخاصة رواتبهم المتدنية التي
تم تحديدها عام 1972 وما زالت كما هي، وليس التضييق عليهم كما هو الحال ممن لا يعرفون
أهمية العلم والعلماء للأمة
إن الإهمال والتخريب
في الجامعات استمر لعقود وقدر سيادتكم أن يكون عليك المواجهة والحل وإلا لن تكون فرصة
أخرى للإصلاح، وهو عبء ارتضيته وساندناك فيه وسنساندك وننتظر منك أن تساعدنا على أن
نقوم بدورنا كما نحلم به تجاه وطننا وجامعاتنا وأولادنا.
قلناها ولا خير
فينا إن لم نقلها، وخير فيك لأنك إن شاء الله ستسمعها منا
وتفضلوا سيادتكم
بتقبل وافر الشكر والتقدير والاحترام، وأعانكم الله على ما فيه خير الأمة
ا.د محمد كمال
الجيزاوي ، ا .د وائل محمد بهجت