السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

معا للقضاء على الأزهر !!

الأربعاء 19/أبريل/2017 - 06:48 م


دعوات خبيثة خفية تعرض بذلك ، و تصرح بما هو أشد فداحة ، تستيقظ مصر دامعة لفراق شهدائنا الكرام في حادث الكنيسة الإرهابي ، و بدلاً من أن نحاول الوقوف على أقدامنا ، و نروم التماسك ، لكي ندرك حقيقة ما نمر به ، و كيف نواجهه ، نجد من يستعلن بشذوذ فكره ، و يحاول إلصاق تهمة إرهابية بمصير معهد إسلامي عريق له ألف عام في الوجود ، بسبب نص زعم أنه لبراعته الفذة وجده في كتاب أزهري ، هذا النص كما يزعم إنما هو نص متطرف يحرض المسلمين على قتل الآخر !

و ياللعجب ، فإننا نعلم جميعاً أن الأزهر و رجاله من علماء و وعاظ و قراء لطالما ظهرت مودتهم للمسيحيين ، فمنهم من كان صديقاً لبعض شيوخ الأزهر أنفسهم !

و لم يفهم أحد من الناس يوماً من خطاب الأزهر و مناهجه و شيوخه ما يشي بأنهم يحرضون على البغضاء و الكراهية ، فضلاً عن أن تلصق هذه التهمة الشنعاء بنصوص الشريعة السمحة ...

أيها السادة

ليس في ديننا نصوص ترسخ للكراهية ، بل إن نصوص الإسلام كلها تجسد الإنسانية في أبهى صورها ، حيث تأمر بالرحمة و المودة و التسامح ، و إحسان القول للآخر ، قال تعالى : وقولوا للناس حسنا ، و احترام عقيدة الآخر ، قال تعالى : لكم دينكم و لي دين ، و احترام مفرات إيمانهم ، و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله ، و إن اضطررت للجدال فليكن بالحسنى ، و جادلهم بالتي هي أحسن .

و حينما فتح أحد قواد عمر بن عبدالعزيز مدينة كانت على ديانة المسيحية بالقوة ، استسلم لهم أهل المدينة حتى انتشر جند المسلمين بين أرجاء المدينة ، حينها كتب القس إلى خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز يقول ما معناه : إن جندك فتحوا المدينة عنوة مخالفين بذلك طريق الرسول في الفتح ، الإسلام أو الجزية أو العنوة ، و قائدك تخطى الأوليين و فتح المدينة عنوة فخالف بذلك سنة الرسول ، فأمر الخليفة جنده ، فانسحبوا بكاملهم من المدينة ، وسلموا للقس مفاتيحها ، و عرضوا عليه الإسلام ، فأسلم و تبعه قومه ، بعز الإسلام ، لا بحد الحسام ..

هذا هو الإسلام الذي نعرفه ، شجاع يقبل الحق ممن جاء به ، و لا يلجأ للتفجير و عمل الموت إلا المفلسين من كل إيمان المخدوعين باسم الله و الدين و الجنة ، و كل ذلك منهم براء ....

و هذا هو الإسلام الذي لا نقبل نقاشاً بشأنه ، و لا نسمح للمجرمين السعاة بالشر المتاجرين بالإنسان أن يزرعوا الحقد في نفوسنا تجاه بعضنا البعض ، و لا أن يكون لهم بيننا وجود ، لأن وجودهم إساءة لنا ، و للدين ، و للإنسان !

و هذا هو الإسلام الذي علمنيه الأزهر الشريف ، الرافع راية علوم الدين و اللسان ، القائم بتلقين الناس آيات الله دون تصحيف أو تحريف ، الحافظ تراث أمتنا من التآكل يوما بعد يوم وسط زحام التقاليد المستوردة ، الناشر علوم الدين في أرجاء الأرض قروناً كانت أعمق أثراً في ذاكرة المجتمع الإنساني ..

الأزهر ليس متهما ، كما الإسلام ليس متهما ، علينا جميعا أن نبحث عن المتهم الحقيقي ، لربما كان المتهم هو الجهل القاتم الجاثم على بقع كثيرة من أنحاء بلادنا ، حيث يكون للإنسان ألف دافع للخطأ باعتباره صواباً ، لأن الجهل بيئة خصبة لتخريج الجهال و الحمقى ، و هؤلاء يسهل تسخيرهم باسم أي شعار أو حتى مصلحة شخصية !

لله ثم للوطن

الإسلام يدين الإرهاب ، و الأزهر يدين الإرهاب ، و لا علاقة للدين بالأمر ، و إن قامت بعض الأيدي الآثمة باستخدام البسطاء و الأميين لتشويه الدين ، فإنه وجب علينا أن نقدمهم ليد العدالة وجوبا بالدين و القانون و الأخلاق و الإنسانية...

#الأزهر_الشريف