بالصور| انطلاق احتفالية "اليوم العلمي للطفل" بآداب عين شمس
"أن تستيقظ في صباح يومًا لتجد أنك أصبحت أبًا أو أمًا لطفلٍ حُلم يضطرب له قلب كل إنسان و يسعى إليه.. وبعد فترة قليلة من ضحكاتٍ تستقبل روحًا جديدة ؛ يتحول الحُلم إلى كابوس مخيف بعد إكتشاف الأسرة أن الوافد الجديد فى أسرتهم من ذوى الإحتياجات الخاصة .. و بينما تحاول الأسرة التكيف مع وجوده تتعرض للعديد من الضغوطات النفسية والإجتماعية و المادية".
كانت تلك الكلمات التى أطلقها أ.د. إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة ووكيل
معهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس خلال فعاليات إحتفالية كلية الآداب
بجامعة عين شمس بعنوان "حقوق الطفل" بمناسبة اليوم العالمى للطفل ،
والتى نظمها قطاع خدمة المجتمع و تنمية البيئة بكلية الآداب بجامعة عين شمس برئاسة
أ.د.طارق منصور بالتعاون مع قسم علم الإجتماع برئاسة أ.د. عبد الوهاب جودة ، تحت
رعاية أ.د.عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة ، أ.د.سوزان القليني عميد الكلية ، و بحضور
أ.د.شادية قناوي أستاذ علم الاجتماع وسفير مصر الاسبق في اليونسكو والدكتور محمود
فؤاد نائب مدير التربية الخاصة بالجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإحتياجات
الخاصة.
وأكد أ.د طارق منصور وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة خلال
كلمتة على أن هناك تطور كبير في نظرة وتعامل المجتمع العالمي مع الأطفال من
ذوي الإحتياجات الخاصة في جميع المجالات منها إقامة دورة الألعاب الباراليمبية وتفوقهم
فيها .
وأشار أ.د. عبد الوهاب جودة رئيس قسم علم الإجتماع إلى أن القسم يولي
اهتماماً كبيراً للقضايا الخاصة بذوى الإحتياجات الخاصة من خلال زيادة أعداد أبحاث
الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حول القضايا الخاصة بهم .
و إستطرد أ.د. إيهاب عيد حديثة قائلًا أن الأسرة تتحمل مسئولية إكتشاف
إعاقة الطفل من خلال ملاحظة سلوكه و هو ما نفتقده في ثقافتنا المصرية ، مؤكدًا على
أن الإصابات النفسية للأطفال من الأسوياء أو من ذوى الإحتياجات الخاصة لها أعراض و
علاجات مثلها كمثل الإصابات العضوية ، فهناك من الأطفال من يستخدم الرسم كوسيلة
للتعبير عن حالته النفسية ؛ فنجد طفل في سن صغيرة من 4 – 5 سنوات يرسم لوحات ورقية
بسيطة لتجسد صورته بشكل صغير وسط أسرته أو رسم والدته تحمل طفلًا أخر على يدها و
هو يقف بعيدًا هو ما يؤكد على وجود مخزون نفسى داخل الطفل .
و تابع د."إيهاب" حديثه أن المخزون النفسي داخل الطفل يبدأ في
التصاعد بعد تلك المرحلة فيتحول إلى سؤال والدته عن مدى حبها له ؛ ثم تتحول صيغة
سؤال الطفل إلى صيغة تأكيدية على عدم حب الأسرة للطفل ، فيبدا في رسم رسومات أكثر
إكتئابية مستخدمًا اللون الأسود و بعض الرسومات ذات الطابع الغامض و المخيف
أحيانًا ؛ ليصل إلى مرحلة الهروب من المنزل أخيرًا ، و يظل السُلم الإكتئابي للطفل
فى تصاعد إلى أن يصل فى بعض الأحيان إلى محاولات الإنتحار .
و أشار إلى حالة أخرى من الحالات الصحية التى قد يتعرض لها الأطفال وهي
الإصابة بمرض "اللحميه" و التى قد تبدو منذ الوهله الأولى بوصفها حالة
مرضية منتشرة بين عدد كبير من الصغار و الكبار أيضًا ؛ و لكنها تتسبب فى مشاكل
ضخمة للأطفال و تتمثل في نقص وصول الأكسجين إلى خلايا المخ فيتسبب في خلل مباشر في
خلايا المخ ؛ و يترتب عليها إصابات متعددة أشهرها التلعثم في الكلام و صعوبات
التعلم و ضعف الإدراك في حالات أخرى .
موضحًا أن أغلب الأطفال الذين يعانون من "اللحمية" يقوم أفراد
أسرتهم بتوجيه بعض العبارات على سبيل الدعابه إليهم بسبب أصوات أنفاسهم عند النوم
قد تتسبب في أثار غاية في السلبية على نفسية الأطفال قد تتسبب في شعورهم
بالرفض من أسرتهم و من المجتمع بشكل عام ، فتصبح الأسرة بدون إدراك منها أداة
للضغط بشكل سلبي على الطفل ؛ فتتحطم معنوياته و بدلًا من أن تصبح الأسرة هي الدرع
الواقي الذي يحتمى الطفل به من الحياة إلى تتحول إلى السبب الرئيسي في تشويه صحته
النفسية .
و أكد على أن حقوق الطفل تبدأ قبل مولده أثناء مرحلة الحمل ، مشيرًا إلى
مصطلح "الأم الحامل الحزينة" حيث أن الطفل يبدأ في التكون العقلي
خلال أول ثلاث أشهر من الحمل ، لذلك فإن أى تدخل دوائى خاطئ في جسم الأم الحامل أو
إصابتها بنوبات حزن قد يتسبب في سحب الدم من الحبل السري المسئول عن تغذية الجنين
؛ بما يضعف ضخ الدم في عقل الجنين ليبدأ في تشكيل أحد التشوهات الجسدية أو الذهنية
للجنين بما يؤثر على سلوكه بعد ولادته .
و تطرق خلال حديثة إلى إشكالية "الأطفال لصيقي الشاشات" وهي من
أحد أهم المسببات لمرض "التوحد" للأطفال ، مشيرًا إلى أن إستمرار تعرض
الأطفال ساعات متواصلة لشاشات التليفزيون خلال السنوات الأولى من حياتهم يتسبب في
إفتقادهم المهارات الحياتية و المهارات اللغوية و ضعف قدراتهم على التواصل مع
الأخرين .
مشيرًا إلى أن إستخدام الوسائل
الإلكترونية بشكل مفرط للأطفال قد ينتج عنه إكسابهم العديد من المهارات التى تسمح
بنبوغهم في أحد المجالات ؛ ولكنها في نفس الوقت تفقد الأطفال المهارات اللغوية و
تضعف قدراتهم على التواصل مع الأخرين و ضعف قدراتهم في التعبير عن مشاعرهم .
و أشار إلى مصطلح "المُتعلم سريع الحركة غير المفهوم" موضحًا انه
لا يعد من الأمراض النفسية فهو طفل كل ما يحتاج إليه فقط هو الحركة بشكل كبير
ليستطيع أن يستجمع قوة تركيزه من خلال حركات جسمية بشكل كبير فقط ، حيث أن الذكاء
له 27 نوع من و منهم الذكاء الحركى و هو نظام تعليمي منتشر على مستوى العالم
، مشيرًا إلى أن المانيا بها مدارس متخصصة تستقبل الأطفال كثيري الحركة و تسمح لهم
بكل حرية فى ممارسة كافة أشكال الحركة داخل الفصول الدراسية التى يحتاجون
إليها بما يجعلهم اكثر تركيزًا و إستيعابًا للشرح ، لافتًا إلى أن الأطفال من ذوى "الذاتويه
كثيري الحركة" يتمتعون بنسبة فائقة من الذكاء .
بينما أكدت أ.د شادية قناوي أستاذ علم الاجتماع وسفير مصر الأسبق في
اليونسكو على أن الدستور المصري حقق إنصافاً لحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة ، مشيرة
إلى أن تحسين ظروف المرأة والدة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة تنعكس بشكل إيجابي
على حالته الصحية والتعليمية والنفسية .
وأكدت على أنه لابد من إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم من الأصحاء
ودعت إلى عدم فصلهم في المدارس في فصول منفردة وضرورة توجيهم إلي قبول الآخر .
وفي نهاية اللقاء قام الدكتور محمود فؤاد نائب مدير التربية الخاصة
بالجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة بعرض مجموعة من
الأفلام التسجيلية عن أشكال مختلفة من الإعاقات وكيفية تعامل المحيطين معها ومشاكل
التواصل والتعامل .