ننشر النص الكامل لجلسة "التعليم المدمج" فى المؤتمر الوطنى للشباب
الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 07:01 م
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في مداخلة له في الجلسة الأولى لمؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ، بعنوان «التعليم المدمج..رؤية جديدة للتعليم»، إن الفكرة التي يتم طرحها لابد أن يكون بيننا وبينها جسر قابل للعبور عليه، وهذا ليس إسقاط على أي كلمه قيلت، وإنما هي خواطر أنا شاهدتها، لأني معني بالموضوع لأن اللي في مصر دول أولادي وعاوزهم أحسن ناس في الدنيا بس إزاي، الدول اللي بنتكلم عليها دولة منهم كان عدد سكانها 2 مليون ومساحة أرضهم 700 كيلو وكانت في قمة التخلف وتم وضع برنامج للتعليم، لازم تحطوا ظروف مصر والظروف اللي حصلت في السنين اللي فاتت وتقدموها للناس كيف يمكن تطبيقها.
وأضاف أن هناك دولة ثانية قالت إن سيكون لمرحلة إعدادي فقط مجانا ووصلت هذه الدولة بتقدمها الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي وبقية مراحل بتكلفته على الأسرة ثم قالوا إن الثانوي سيكون أيضا مجاني، التجربة الثالثة كانت لدولة قالت لأ، أنا هعمل طبقة متعلمة تعليم راقي جدا، وباقي المجتمع مش مهم، والطبقة دي هتقود المجتمع وتاخده لقدام وتعمل نهضة، والنهضة تجيب قدرة، والقدرة أقدر أوظفها بعد كده لبقية الناس، أقدر أعمل كده في مصر ولا لأ؟.
وتابع: «أنا بقول للدكتور وزير التربية والتعليم، أنا مش عايز فقط عقل متعلم، أنا عايز إنسان، أنا قعدت 3 ساعات في مدرسة ابتدائي في دولة أخرى ولقيت التقنيات دي مش هي اللي بيتم فقط بيها التعليم، أنا لقيت بيعلموا إزاي السلوكيات، عملوا برنامج إزاي أخلي الطالب يعتمد على نفسه، إزاي يبقى قائد، يحترم الآخرين.. قعدت 3 ساعات أتفرج عليهم إزاي بيحولوا الفكرة لإجراءات اتنفذت في الفصل اللي كان فيه 20 طالبا، لو اتكلمنا على 20 طالبا في مصر محتاج مليون فصل، منين وبكام؟، ولو قلت هأخليهم على 4 مراحل فأنا محتاج 250 ألف فصل، أنا عندي ده؟ لأ، أقدر أعمل ده؟ لأ، لأن حتى المتاح من الموازنة كلها ميقدرش يعملي كده».
«أنا بأقعد أتفرج على التليفزيون أحيانا وأشوف برامج، أقول الناس دي بتتكلم منفصلة عن الواقع وبتزيف وعي الناس لحجم التحدي الموجود في مصر».
وأشار الرئيس السيسي في مداخلته إلى أن النمو السكاني يعد أحد أهم التحديات التي تحول دون تحقيق فكرة تعليم متميز في بلدنا، وقال: «أقدر أعمل كده، خلي بالكم انا بقول الكلام ده لأن الناس بتتكلم كتير، وده كويس والموضوع شاغلها، وده كويس، بس احنا لازم نحط كل الموضوعات، وبقول تاني منين وبكام؟ أنا مسؤول عن إن الدولة دي لا تسقط، وأنا مسؤول عن الدولة دي تعيش، طب وتعيش ويبقي فيها تعليم جيد، ويبقي فيها صحة جيدة، يبقي فيها شغل للناس اللي عايزة تشتغل في مصر، يبقي في إسكان للناس اللي عايزة يبقي لها بيوت، وأعالج مشكلة العشوائيات كل الكلام ده تحديات موجودة في بلدنا هنا، أنت بتحطها متفصلش نفسك وأنت بتتكلم عن التعليم، عن باقي التحديات اللي ممكن تكون هتبقي معوقة أو هتسببلك إعاقة، هتسببلك إعاقة في تنفيذ فكرتك» .
وتابع الرئيس قائلا: «أنا بقول إن الموضوع أكبر كتير من الجلسة بتاعتنا اللي أحنا قاعدين فيها هنا وأنا أقدر أقول إن ده عايز حوار مجتمعي كبير، وعايز كل المتخصصين يحطوا كل التحديات وكل الأمال والأهداف التي يتمنوها، إنهم يعملوها لمسألة التعليم في مصر، واسمحوا لي أن أقول أنتم هتكتبوا توصيات خلوا أول توصية مني لكم أن يكون هناك حوار، وفي مؤتمر أكبر بكثير من ذلك يضع الكلام ده كله» .
واستطرد الرئيس: «بالمناسبة لن نستطيع حل المسألة بالمسار التقليدي اللي ممكن أي حد يمشي فيه يعني واحد + واحد يساوي، اتنين أنا مش عايز واحد + واحد يساوي اتنين، أنا عايز واحد + واحد يبقي تلاتة يبقي خمسة ويبقي سبعة ويبقي تسعة ويبقي ده مش هيبقي تقليدي خالص، اسمحو لي إني أنا أضيف ده لحضراتكم كأفكار أنا شوفتها بنقلها لكم أنا شوفت الناس، وكنت بسأل أنتم عملتم إيه ليه علشان مش أحنا بنحلم لبلدنا، هو الحلم كلام الحلم مش كلام، الحلم إن حبيت نفسك إنسى بلدك، الحلم إن حبيت نفسك إنسى بلدك، مش هتنفع. حب بلدك هي الأول ومستعد تقدمها هي الأول، وتنسي نفسك إن شاء الله هي هتتقدم».
وأضاف أن حجم التحديات في مصر ليس على قدر التعليم، متسائلا: هي الثورة قامت في مصر ليه مرتين؟ وأردف:«ده معناه إن حالتنا وصلت لمستوى من التردي كبير مش كده برده ولا إيه.. طب نقطة الانطلاق إيه، نقطة الانطلاق جاية من تحت أوي ده في كل المناحي يعني احنا بنقول طالما حصلت ثورة يبقي فيه تراجع كبير جدا في مقومات وقدرات الدولة، يبقي هنبدأ منين، هنبدأ من تحت أوي في كل المجالات أنت هتعلم المدرس، وكل التقدير والاحترام للمعلمين، المعلم ده اتعلم على مدي 20 -25 سنة ياتري كان مستوى التعليم اللي بيتقدمله إيه علشان منظلموش مش كده برده ولا إيه، وفي الأخر وهو عايز يعيش عايز يبقي ليه بيت ويبقي ليه أسرة تقدر تقوله انسي ده، علشان نطلع أجيال والأجيال تقود مصر لمستوى تعليم متقدم يبقي في جيل أو جيلين أو تلاتة يمكن ميخدوش حظهم».
وقال الرئيس السيسي: «ومن فضلكم الموضوع ده أكبر كتير حطوا التحديات الموجودة حطوا الظروف المحيطة ببلدنا حطوا قدرتنا الاقتصادية في الموضوع ثم تقوله إيه المحاور اللي أحنا ممكن نتحرك بها، وأرجو أن نطرح حلولا قابلة للتنفيذ، حطوا الصورة كاملة كده وبعدين نقول في الآخر خالص التوصيات دي لابد من تنفيذها».
وأشار الرئيس إلى أن «المجلس الاستشاري للتعليم شغال في الموضوع ده بقالوا سنة، علشان يبقي في نقطة انطلاق نتحرك عليها لما نطرحها تبقي قابلة للتنفيذ، أفرزت بنك المعرفة اللي احنا بنتكلم عليه وده أتاح حجم كبير جدا جدا من المعرفة من العالم كله لنا وللجامعات ولكل من معه تليفون في مصر يستطيع أن يدخل ويرى حجم معرفة موجودة بتاعت العالم لجامعات ومراكز أبحاث، كل ما هو متاح موجود عندنا هنا في مصر، متاح لكل من يحمل تليفون يستطيع أن يدخل على المواقع دي ويشوف فيها اللي هو يريده، من سن الحضانة زي ما بيقولوا لغاية الجامعة وما بعد الجامعة».
وتحدث في الجلسة الأولى لمؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ العالم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز الذي أعرب عن سعادته بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى له لحضور المؤتمر.
وقال الباز: «أتمنى أن أرى شباب مصر في أحسن صورة في العلم والمعرفة، وليس فقط في التعليم، ولكن أيضا في التقدم التكنولوجي في جميع المراحل».
وأعرب العالم الكبير عن ثقته في قدرة الشباب المصري على تمثيل بلادهم لأنهم رمز من رموز العلم والمعرفة، لافتا إلى أنه لا توجد أي دولة بالعالم تتقدم إلا بالعمل على إصلاح التعليم، وقال إن العلم والمعرفة يؤهلان البشر للإبداع والابتكار، ونحن لدينا في مصر شباب لديهم نضج عقلي ومن السهل تعليمه.
ولفت إلى أنه لابد من التخطيط والعمل وهذا كله في أيدي الشاب لأن الشباب هو أفضل ما يمكن ولابد من إعطائهم الخطة والمبدأ ونقول لهم هذه «بلدكم وأرضكم عمروها واصنعوا مستقبلا فيها عظيما».
واختتم الدكتور الباز كلمته قائلا «إن سيادة الرئيس السيسي عندما قال سنقوم بعمل هذا المنتدي للشباب قلت إنه يعد أفضل شيء سنقوم بعمله وننظر إلى عمل مؤتمر للشباب كل عام لأنهم هم المستقبل».
بدورها، تحدثت هبة الهواري من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب عن رؤيتها الجديدة عن التعليم المصري، والتعلم المدمج كرؤية شبابية للتعليم المصري، وقالت الهواري: إننا لا نستطيع أن نغض النظر عن الفجوة بين عدد الطلاب الراغبين في التقدم والالتحاق بالمدارس وعدد الفصول المتاحة التي أقل بكثير من المطلوب، ومنها تظهر أهمية التعلم المدمج.
وأشارت إلى أن الأهداف تتلخص في أولا بالنسبة للمعلمين استخدام التطبيقات التكنولوجية في تقديم خبرات تعليمية للطلاب، وتحويل المقررات الدراسية الورقية إلى مقررات قائمة على التعلم المدمج، وثانيا الطلاب تنمية روح العمل الجماعي مع الأقران وتبادل ومشاركة المعلومات، وتنمية مهارات التعلم الذاتي حيث يقوم الطالب بنفسه بالبحث عن المعلومة للاحتفاظ بفترة أطول لحفظ المعلومة.
وأضافت أن الأجندة تشمل تعريف التعلم المدمج، وتطبيق التعلم المدمج في التعليم المصري، ونماذج تصميم التعلم المدمج، والفرص والتحديات التي تقابلنا عند التطبيق، بينما تتمثل رؤيتنا في تطبيق التعلم المدمج كحل لتطوير التعليم المصري.
من جانبها، شرحت هاجر التونسي من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، تعريف التعلم المدمج في أن التكنولوجيا أصبحت جزءا من حياتنا اليومية ولا يصح أن يظل التعليم في مصر منعزلا عن الواقع، مؤكدة أن دور التعليم يجب أن يصل لكل طالب، فدورنا أن نلبى الاحتياجات، وليس تقديم واقع بعيد تماما عن احتياجات الطلاب.
وأضاف: «لا ننكر أن مواقع التواصل الاجتماعي بالتحديد أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة المصريين ومن حياة البشر في العالم بأسره، لذلك ابتكرنا رؤية جديدة للتعليم، تتلخص في الجمع بين التدريس التقليدي وبين الاستفادة من وقت الطالب المهدر على وسائل التواصل الاجتماعي».
وأشارت إلى أن التعليم المدمج يعد الدمج بين أحسن ما يمكن أن يقدمه التدريس التقليدي وأفضل ما يمكن أن نستفيد منه من التعلم عبر شبكة الإنترنت.
من جانبه، وجه رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتور مجدي مرشد الشكر للرئيس السيسي والتحية «لشبابنا الغالي الذي يعد بصيص الأمل والنور حيث نضع عليه كل أمالنا، فهو النموذج الذي نراه اليوم في وجود قائد مثل السيسى في ندوة عن التعليم والبحث العلمي حيث توحي نظرته للتعليم بغد أفضل في مصر».
وأشار إلى أن التعليم
يحتاج أن تعود الهوية المصرية مرة أخرى لنشأة أمثال فاروق الباز وقادة آخرين، ويجب أن يعود التعليم لخلق الانتماء لمصر، وأن يتغير منهج تماما ليخاطب العقلية المصرية التي تحتاج في تلك الفترة العصيبة إلى الانتماء، وشدد على ضرورة الاهتمام ببناء الشخصية والهوية المصرية والانتماء والقدرة، وإعادة صياغة المعلم ليصبح قدوة كما كان، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالصحة والتعليم.
وفى الختام وجه الشكر لشبابنا العظيم، لافتا إلى أن مصر بخير وقائدهم مهتم ب التعليم، ومصر أمان وباقية لن تزول، مؤكدا نحتاج مزيدا من الصبر، وقام الرئيس السيسى بمداخلة «أقول للمصريين أصبروا».
بدوره، قال عبدالله على، عضو مجلس النواب، إن مشكلتنا في التعليم هي مشكلة ثقافة التعليم، فما الهدف من التعليم؟، هل هو النجاح والحصول على شهادة وانتظار وظيفة حكومية من الدولة ليكون شخصا روتينيا ونمطيا، داعيا إلى القضاء على تلك النظرية، لتعليم الطفل ما يحتاجه لبناء بلده وتعليمه حب بلده، وأضاف: «سنكون نجحنا إذا وصلت له تلك المعلومة لإفادة البلد وتأدية دوره الوطني».
من جانبها، قالت إنجي محمد فران، الممثلة عن حزب المصريين الأحرار: «أحب أن أبدأ بكلمة ابدع.. انطلق فأنا معلمة منذ 16 عاما، ونحن نحتاج لجيل مبدع»، لافتة إلى أن التكنولوجيا شيء مفيد، ولكننا نريد أن نربى النشئ على ماذا سيقدموه بعد النظرية، فهناك كارثة تتمثل في الحلول التي نضعها وهي غير قابلة للتطبيق، فذلك يعد إهدارا للمال العام، وأحيانا تكون حلولا براقة وقابلة للتطبيق ولكن التطبيق فاشل، مثل منظومة التقويم الشامل والتي أوصلها التطبيق الخاطئ للفشل.
وقال الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن التعليم المدمج هو أن أبحث عن المعلومة وأن هناك خلطا بين التعليم والتعليم المدمج ففي التعليم المدمج يتم استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وأضاف وزير التعليم العالي في الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني للشباب بحضور الرئيس السيسي أن نسبة الخلط بين التعليم والتعليم المدمج من الممكن أن تكون طبقا لعدة ظروف وفي المراحل الأولى للتعليم يجب أن يكون نظام التعليم وجها لوجه والطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى الاحتكاك المباشر باستخدام التكنولوجيا إلى أن يصل إلى المرحلة الجامعية ولديه القدرة على التفكير والإبداع ويبحث عن المعلومة.