موت المعلم "1"
بالأمس كنا نري الحياة بأعين معلمينا .. و نتمسك بأهداب شروحاتهم للمنهج و نتلقي ما تفيض به قريحته ..كانت المدرسة وطن نستلقي فيه علي أرتال من المعلومات و نسبح في ملاعبها تحت أِشعة شمسها الحانية .. ولكن الرعب يملأ قلوبنا خشة نسيان الواجب أو فقدان معلومة نطقها معلمنا خشية العقاب القاسي .. و استدعاء ولي الأمر ، حب ورهبة و مسافات شاقة بين الطالب و المعلم .. بضع خطوات بين مقعدك و أصابع المعلم كافية لاصابتك بالغيبوبة .. تطور التعليم .. ةدخلت استراتيجيات التدريس الحديثة لتغير من تلك النظرة و تقرب المسافة بين المعلم و الطالب ..
و نصبت آلاف الندوات و المؤتمرات التعليمية التي
تداعب أذن الاعلام و قلب القيادة السياسية مما جعل كل نتائج تلك المؤتمرات يختزل في
مفهوم محورية التعليم و التي وقعت من نصيب الطالب فتم صب جام الغضب علي المعلم ووصف
من قبل وزراء التعليم بأسوأ الاوصاف و صور وحش كاسر يجب أن يقيد بالأصفاد حتي لا يؤذي
الطالب .. لم توضع بنية واضحة للتعليم تضع المسافات المطلوبة التي تسمح للمعلم بالابداع
..أهملت المناهج و الأنشطة و تم إذلال المعلم . حتي أصبح رهين المحبسين الإدارة و المجتمع
.. وليخرج المعلم من ورطته قرر أ، يعمل بلا مبالاة ..يدرس للطلبة بشكل وظيفي لا فني
.. تلقيني بما يناسب مناهج الوزارة المتكلسة و تأخرت المدرسة خطوات و زاد الصدام بين
المدرسة و المجتمع وتباعدت المسافات .
انفصل الطالب كلية
عن المدرسة و بالتالي أًصبح المعلم بالنسبة له فريسة يفتك بها كلما حاول أن يوجهه أو
يعلمه .. لم يعد للمدرس وجود داخل مجتمعنا و لا للمؤسسة التعليمية .. وحلت مواقع التواصل
الاجتماعي و وسائل الاتصال الحديثة بديلا لوزارة التربية و التعليم .. وبتنا أمام واقع
مشوه لمعلم لاوجود له إلا في التصريحات الاعلامية .. انحدار خلقي في مجتمع رفض أن يتعلم
أو يطور أدواته ليصبح جزءا من العالم الحديث .
نستكمل في مقال
آخر إذا كان "المعلم جاني أم مجني عليه"